الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد علي الحسيني الخامنه‌اي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١٤٨: سطر ١٤٨:
وكان سماحته أثناء سفره ينقل إلى أبناء الشعب -في المدن الّتي يمرُّ بها في طريقه ومن على المنبر- جوانب من هذه النداءات، فاستطاع بعمله هذا نثر بذور الثورة في كلِّ مكان، ثمّ قرّر سماحته مع جمع من زملائه الملتزمين السفر إلى مختلف مدن المحافظة والبدء من اليوم السابع من محرّم تلك السنة -حسب البرنامج الّذي أعدّه الإمام- بشرح القضايا الراهنة والأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة وفاجعة الفيضيَّة والخطط السرّيَّة للنظام؛ لأنَّ الأرضيَّة كانت مهيّئة لثورة جماهيريَّة ضدّ نظام الطاغوت، وذلك بعد قضيَّة مجالس المدن والمحافظات وقضايا الاستفتاء الشعبيّ المزوّر للنظام ومحاربته للإسلام والعلماء وارتكابه فاجعة المدرسة الفيضيَّة وكذا الحداد العام في نوروز سنة (1963م).
وكان سماحته أثناء سفره ينقل إلى أبناء الشعب -في المدن الّتي يمرُّ بها في طريقه ومن على المنبر- جوانب من هذه النداءات، فاستطاع بعمله هذا نثر بذور الثورة في كلِّ مكان، ثمّ قرّر سماحته مع جمع من زملائه الملتزمين السفر إلى مختلف مدن المحافظة والبدء من اليوم السابع من محرّم تلك السنة -حسب البرنامج الّذي أعدّه الإمام- بشرح القضايا الراهنة والأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة وفاجعة الفيضيَّة والخطط السرّيَّة للنظام؛ لأنَّ الأرضيَّة كانت مهيّئة لثورة جماهيريَّة ضدّ نظام الطاغوت، وذلك بعد قضيَّة مجالس المدن والمحافظات وقضايا الاستفتاء الشعبيّ المزوّر للنظام ومحاربته للإسلام والعلماء وارتكابه فاجعة المدرسة الفيضيَّة وكذا الحداد العام في نوروز سنة (1963م).


استفاد الإمام الراحل والعلماء من محرّم تلك السنة على أفضل صورة، ووضعت البرامج لتبيين الأمور بشكل مجمل من الأوّل إلى السادس من محرّم، ثمّ البدء في اليوم السابع ببيان المطالب الرئيسيَّة والحقائق بكل صراحة للشعب ليكشف عن وجه الشاه من تحت غطاء الاصلاحات.
استفاد الإمام الراحل والعلماء من محرّم تلك السنة على أفضل صورة، ووضعت البرامج لتبيين الأمور بشكل مجمل من الأوّل إلى السادس من محرّم، ثمّ البدء في اليوم السابع ببيان المطالب الرئيسيَّة والحقائق بكل صراحة للشعب ليكشف عن وجه الشاه من تحت غطاء الاصلاحات.


وكان نصيب سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله مدينة بيرجند الّتي كانت مركز قوّة للنظام وكانت تدعى إقطاعة أسد الله علم (رئيس الوزراء آنذاك).
وكان نصيب سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله مدينة بيرجند الّتي كانت مركز قوّة للنظام وكانت تدعى إقطاعة أسد الله علم (رئيس الوزراء آنذاك).
سطر ١٧٢: سطر ١٧٢:


ولكن سنة (1965م) كشفت هذه الخلايا، وذلك بعد اعتقال آية الله الآذري القمّي لسبب آخر، فعثر السافاك على الميثاق في منزله، وتمّ تعذيبه، واعتُقل بعضهم وفرّ الآخرون ومنهم آية الله العظمى الخامنئيّ والشيخ الهاشمي الرفسنجاني وآية الله مصباح إلى طهران، واختفى الإمام الخامنئيّ عن عيون السافاك لمدّة سنة تقريبًا، حيث بقي مع الشيخ الهاشمي في منزل واحد.
ولكن سنة (1965م) كشفت هذه الخلايا، وذلك بعد اعتقال آية الله الآذري القمّي لسبب آخر، فعثر السافاك على الميثاق في منزله، وتمّ تعذيبه، واعتُقل بعضهم وفرّ الآخرون ومنهم آية الله العظمى الخامنئيّ والشيخ الهاشمي الرفسنجاني وآية الله مصباح إلى طهران، واختفى الإمام الخامنئيّ عن عيون السافاك لمدّة سنة تقريبًا، حيث بقي مع الشيخ الهاشمي في منزل واحد.
====الإمام الخامنئي مع هاشمي رفسنحاني====
====الإمام الخامنئي مع هاشمي رفسنحاني====
وكان دام ظله قد فرّ من مشهد من قبل؛ بسبب ترجمته لكتاب (المستقبل لهذا الدين). وذلك لما تضمّنه هذا الكتاب وبالخصوص المقدّمة والحواشي التي أقلقت السافاك وأغضبته كثيرًا، فصودر الكتاب واعتقل اثنان من مسؤولي المطبعة. لكنَّ الكتاب طُبع ووزّع عن طريق آخر ممّا جعل السافاك يغضب أكثر، ويصرّ على مطاردة سماحته واعتقاله خصوصًا بعد كشف خلايا التنظيم في قمّ.  
وكان دام ظله قد فرّ من مشهد من قبل؛ بسبب ترجمته لكتاب (المستقبل لهذا الدين). وذلك لما تضمّنه هذا الكتاب وبالخصوص المقدّمة والحواشي التي أقلقت السافاك وأغضبته كثيرًا، فصودر الكتاب واعتقل اثنان من مسؤولي المطبعة. لكنَّ الكتاب طُبع ووزّع عن طريق آخر ممّا جعل السافاك يغضب أكثر، ويصرّ على مطاردة سماحته واعتقاله خصوصًا بعد كشف خلايا التنظيم في قمّ.  
سطر ١٨٤: سطر ١٨٥:
ففي الزلزال المدمّر الّذي وقع في منطقة فردوس وكاخك وكناباد،والذي ترك وراءه خسائر بشريّة ومادّيّة فادحة، جمع ونظّم سماحته ومجموعة من طلبة العلوم الدينية الثوريين بمشهد، وبعد دعم معنوي من علماء مشهد ودعم ماديّ وخدماتي من التجّار الثوريّين والملتزمين، توجّه بهم إلى فردوس، وشكّل لجنة علمائيَّة للإغاثة.
ففي الزلزال المدمّر الّذي وقع في منطقة فردوس وكاخك وكناباد،والذي ترك وراءه خسائر بشريّة ومادّيّة فادحة، جمع ونظّم سماحته ومجموعة من طلبة العلوم الدينية الثوريين بمشهد، وبعد دعم معنوي من علماء مشهد ودعم ماديّ وخدماتي من التجّار الثوريّين والملتزمين، توجّه بهم إلى فردوس، وشكّل لجنة علمائيَّة للإغاثة.


يقول سماحته حول هذا الموضوع:
يقول سماحته حول هذا الموضوع:


"رأيت أنّه يجب تربية جمع من الطلبة يؤمنون بالجهاد من أعماق قلوبهم ويبذلون كلَّ ما في وسعهم في هذا الطريق، لهذا بدأنا العمل ووضعنا برنامجًا مع الطلبة. وعندما وقع الزلزال، فاغتنمنا هذه الفرصة. انطلاقًا من تفكيرنا هذا. واتّصلنا ببعض الأخوة وعرضنا عليهم قصدنا في الذهاب إلى فردوس، فحظِيت هذه الخطوة بتأييد بعضهم، فاجتمعنا في سبعين إلى ثمانين رجلًا بمن فيهم الشيخ الطبسي والشهيد نجاد وجمع من طلبة العلوم الدينيّة وأهل البازار، وتحرّكنا في خمسة عشر إلى عشرين سيارة باتجاه منطقة الزلزال. وعندما شاهدنا آية الله الحاج الشيخ علي مرواريد، الّذي كان قد حضر إلى المنطقة مع جمع من الناس، وشاهد كيف أنّنا رتّبنا الأوضاع بهذه الصورة هناك، أخذته العَبرة من ذلك..."
"رأيت أنّه يجب تربية جمع من الطلبة يؤمنون بالجهاد من أعماق قلوبهم ويبذلون كلَّ ما في وسعهم في هذا الطريق، لهذا بدأنا العمل ووضعنا برنامجًا مع الطلبة. وعندما وقع الزلزال، فاغتنمنا هذه الفرصة. انطلاقًا من تفكيرنا هذا. واتّصلنا ببعض الأخوة وعرضنا عليهم قصدنا في الذهاب إلى فردوس، فحظِيت هذه الخطوة بتأييد بعضهم، فاجتمعنا في سبعين إلى ثمانين رجلًا بمن فيهم الشيخ الطبسي والشهيد نجاد وجمع من طلبة العلوم الدينيّة وأهل البازار، وتحرّكنا في خمسة عشر إلى عشرين سيارة باتجاه منطقة الزلزال. وعندما شاهدنا آية الله الحاج الشيخ علي مرواريد، الّذي كان قد حضر إلى المنطقة مع جمع من الناس، وشاهد كيف أنّنا رتّبنا الأوضاع بهذه الصورة هناك، أخذته العَبرة من ذلك..."


جلسات الامام الخامنئي القرآنية
جلسات الامام الخامنئي القرآنية
   
   
وفي الأيّام الأولى أي بين عشرة إلى خمسة عشر يومًا من تواجدنا هناك، اشتبه الناس بين اسمي واسم الإمام الخمينيّ، فكانوا ينادون بأنَّ الإمام الخمينيّ قدس سره جاء إلى هنا، وبدأت تتوافد مجموعات من القرى والمناطق البعيدة لرؤية السيّد الخمينيّ. وتبيّن لنا هناك أنَّ السيّد الخمينيّ هو للجميع، ولسنا الوحيدين الّذين نحبّه، وكان اسم الخمينيّ اسمًا محبوبًا لدى الجميع في قرى تلك المنطقة بل حتّى في القرى النائية. ولكن في نهاية الأمر عرفني الناس من أنا.


وفي الأيّام الأولى أي بين عشرة إلى خمسة عشر يومًا من تواجدنا هناك، اشتبه الناس بين اسمي واسم الإمام الخمينيّ، فكانوا ينادون بأنَّ الإمام الخمينيّ قدس سره جاء إلى هنا، وبدأت تتوافد مجموعات من القرى والمناطق البعيدة لرؤية السيّد الخمينيّ. وتبيّن لنا هناك أنَّ السيّد الخمينيّ هو للجميع، ولسنا الوحيدين الّذين نحبّه، وكان اسم الخمينيّ اسمًا محبوبًا لدى الجميع في قرى تلك المنطقة بل حتّى في القرى النائية. ولكن في نهاية الأمر عرفني الناس من أنا.
لقد كان شيئًا جميلًا بحيث أربك النظام. وكانت وحدة من قوّات الدرك مستقرّة هناك، حاولت إخراجنا من المنطقة بالقوّة. هددّونا وقالوا: إن لم تذهبوا، فسوف نخرجكم بالقوة من هنا، قلنا: إنَّنا لن نذهب، أيّها الزملاء لا تهابوهم، وقلت: يجب علينا أن لا نخاف لأنَّه لا معنى للخوف، ووضعنا على هذا الحال، وذلك لأنّنا جئنا هنا لمساعدة الناس، وإنَّ جميع إمكانات الناس في تصرّفنا، والنظام البهلويّ لا يملك شيئًا، ولو ملك شيئًا لما أعطاه الناس. وبالفعل لم تتمكّن قوّات الطاغوت من المقاومة، ورجعوا من حيث أتوا، وواصلنا عملنا".  
لقد كان شيئًا جميلًا بحيث أربك النظام. وكانت وحدة من قوّات الدرك مستقرّة هناك، حاولت إخراجنا من المنطقة بالقوّة. هددّونا وقالوا: إن لم تذهبوا، فسوف نخرجكم بالقوة من هنا، قلنا: إنَّنا لن نذهب، أيّها الزملاء لا تهابوهم، وقلت: يجب علينا أن لا نخاف لأنَّه لا معنى للخوف، ووضعنا على هذا الحال، وذلك لأنّنا جئنا هنا لمساعدة الناس، وإنَّ جميع إمكانات الناس في تصرّفنا، والنظام البهلويّ لا يملك شيئًا، ولو ملك شيئًا لما أعطاه الناس. وبالفعل لم تتمكّن قوّات الطاغوت من المقاومة، ورجعوا من حيث أتوا، وواصلنا عملنا".  


هذه النشاطات في مجال العلم والتدريس والجهاد وخدمة الناس كلّها جعلت من سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ محورًا للجهاد في مشهد بالتدريج. يُتّصل به من جميع مناطق إيران، وهو بدوره كان على ارتباط بسائر المناطق. لذا كان السافاك يُبدي حساسيّة شديدة تجاهه، فعُطّل درسه في التفسير عدّة مرات. لكنَّ سماحته كان يشرع في مكان آخر. وبشكل آخر، ممّا يضطرّ السافاك من جديد من منعه مرّة أخرى. فكان لهذه النشاطات الأثر الكبير على نفوس الشعب وفضح الجهاز المتجبّر. وكان يُحَاصر منزله أحيانًا، وإن كان منزله مُراقبًا في أغلب الأوقات لمعرفة المتردّدين عليه، ولا يُسمح لأحد بأن يلتقي به.
هذه النشاطات في مجال العلم والتدريس والجهاد وخدمة الناس كلّها جعلت من سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ محورًا للجهاد في مشهد بالتدريج. يُتّصل به من جميع مناطق إيران، وهو بدوره كان على ارتباط بسائر المناطق. لذا كان السافاك يُبدي حساسيّة شديدة تجاهه، فعُطّل درسه في التفسير عدّة مرات. لكنَّ سماحته كان يشرع في مكان آخر. وبشكل آخر، ممّا يضطرّ السافاك من جديد من منعه مرّة أخرى. فكان لهذه النشاطات الأثر الكبير على نفوس الشعب وفضح الجهاز المتجبّر. وكان يُحَاصر منزله أحيانًا، وإن كان منزله مُراقبًا في أغلب الأوقات لمعرفة المتردّدين عليه، ولا يُسمح لأحد بأن يلتقي به.


لذا ذاع صيته في الفضل والكمال والشجاعة في أقصى مناطق إيران، وكثُرت عليه الدعوات من أكثر المدن في إيران كأصفهان وكرمان يزد وغيرهما، إلى جانب طهران لإلقاء الخطابات والمحاضرات في مجالس اهلها، فما كان من سماحته إلاّ أن استفاد من هذه الفرصة لتبيين أفكار الإسلام الثوريّة وبيان الحقائق وقضايا الساعة ولزوم الجهاد والثورة.
لذا ذاع صيته في الفضل والكمال والشجاعة في أقصى مناطق إيران، وكثُرت عليه الدعوات من أكثر المدن في إيران كأصفهان وكرمان يزد وغيرهما، إلى جانب طهران لإلقاء الخطابات والمحاضرات في مجالس اهلها، فما كان من سماحته إلاّ أن استفاد من هذه الفرصة لتبيين أفكار الإسلام الثوريّة وبيان الحقائق وقضايا الساعة ولزوم الجهاد والثورة.


وما زالت محاضراته في الجمعيّات الإسلاميّة ولدى الطلبة الجامعييِّن والهيئات الدينيِّة النشطة، كهيئة أنصار الحسين عليه السلام بطهران باقية في الأذهان، ومن جملتها محاضرات شهر رمضان بمدرسة الشيخ عبد الحسين في بازار طهران عام 1969م تحت عنوان "شروط وأركان الثورة".
وما زالت محاضراته في الجمعيّات الإسلاميّة ولدى الطلبة الجامعييِّن والهيئات الدينيِّة النشطة، كهيئة أنصار الحسين عليه السلام بطهران باقية في الأذهان، ومن جملتها محاضرات شهر رمضان بمدرسة الشيخ عبد الحسين في بازار طهران عام 1969م تحت عنوان "شروط وأركان الثورة".
وكان الرأي السائد آنذاك، هو أنَّ تشديد الجهاد المسلّح مفيد وذو تأثير كبير. وكان يطلق على جهاد العلماء حتّى تلك الفترة عنوان (نهضة العلماء). دون ذكر مصطلح الثورة. لكنَّ سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله تحدّث هذه المحاضرات في عشرين يومًا ونيِّفً عن الثورة بكلّ صراحة.
ولم تكن المحاضرات وحدها مؤثرة، بل كان للكتب الّتي ترجمها أو ألّفها سماحته الأثر الكبير في إحياء الروح الأفكار الثوريّة،فكان لكتب (صلح الإمام الحسن عليه السلام، المستقبل لهذا الدين ودور المسلمين في نهضة الهند) وما شابهها الدور الكبير في تربية الشباب وإعدادهم للثورة.
وكان سماحته قد اعتقل عام 1967م في قمّ بسبب هذه الكتب، لكن أطلق سراحه في اليوم نفسه، بعد أن عجز السافاك من الحصول على أيّ مستمسك ضدّه.


وكان الرأي السائد آنذاك، هو أنَّ تشديد الجهاد المسلّح مفيد وذو تأثير كبير. وكان يطلق على جهاد العلماء حتّى تلك الفترة عنوان (نهضة العلماء). دون ذكر مصطلح الثورة. لكنَّ سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله تحدّث هذه المحاضرات في عشرين يومًا ونيِّفً عن الثورة بكلّ صراحة.
 
ولم تكن المحاضرات وحدها مؤثرة، بل كان للكتب الّتي ترجمها أو ألّفها سماحته الأثر الكبير في إحياء الروح الأفكار الثوريّة،فكان لكتب (صلح الإمام الحسن عليه السلام، المستقبل لهذا الدين ودور المسلمين في نهضة الهند) وما شابهها الدور الكبير في تربية الشباب وإعدادهم للثورة.
 
وكان سماحته قد اعتقل عام 1967م في قمّ بسبب هذه الكتب، لكن أطلق سراحه في اليوم نفسه، بعد أن عجز السافاك من الحصول على أيّ مستمسك ضدّه.


الاعتقال من جديد:
الاعتقال من جديد:
عام 1970م بدأ سماحته الترويج لخطِّ الإمام ومرجعيَّته وإعلان الوفاء لقائد الثورة الإسلاميّة، وذلك بعد أن رأى الأجواء مناسبة لذلك، فاعتُقل مرّة أخرى، وكان لهذا الاعتقال صدًى واسعًا في أوساط طلبة العلوم الدينيّة بمشهد وتأثيرًا في الحوزة، ممّا ساعد على تنمية وترسيخ الأفكار الثوريّة وترسيخ الأفكار الثوريّة في نفوس الطلاب، لأنَّ الأعوام ما بين (1968 - 1971م) كانت أعوام البناء الثقافيّ الثوريّ السلميّ. وكان المجاهدون في هذه الأعوام يتعرّفون على الإسلام الثوريّ، وطبيعيّ أن يزداد التفاف الناس (خصوصًا الشباب) حول العلماء المجاهدين. فاستغل العلماء بدورهم هذه الفرصة المتاحة لهم عارضين العلوم والمعارف الإسلاميّة الأصيلة عليهم سواء بالتبليغ على المنابر أو بالدروس الخاصّة أو بجلسات البحث والنقاش الحرّ، أو بنشر الكتب والكرّاسات الضروريّة. ويطلق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ على هذه الفترة اسم (أعوام النشاطات السرّيّة).


وكان سماحته منهمكًا بتربية الكوادر وتنظيم العناصر الموثوقة والارتباط بالجماعات النشطة والمجاهدة، ولتسهيل هذا العمل، قبل التدريس وإمامة الجماعة أيضًا.
عام 1970م بدأ سماحته الترويج لخطِّ الإمام ومرجعيَّته وإعلان الوفاء لقائد الثورة الإسلاميّة، وذلك بعد أن رأى الأجواء مناسبة لذلك، فاعتُقل مرّة أخرى، وكان لهذا الاعتقال صدًى واسعًا في أوساط طلبة العلوم الدينيّة بمشهد وتأثيرًا في الحوزة، ممّا ساعد على تنمية وترسيخ الأفكار الثوريّة وترسيخ الأفكار الثوريّة في نفوس الطلاب، لأنَّ الأعوام ما بين (1968 - 1971م) كانت أعوام البناء الثقافيّ الثوريّ السلميّ. وكان المجاهدون في هذه الأعوام يتعرّفون على الإسلام الثوريّ، وطبيعيّ أن يزداد التفاف الناس (خصوصًا الشباب) حول العلماء المجاهدين. فاستغل العلماء بدورهم هذه الفرصة المتاحة لهم عارضين العلوم والمعارف الإسلاميّة الأصيلة عليهم سواء بالتبليغ على المنابر أو بالدروس الخاصّة أو بجلسات البحث والنقاش الحرّ، أو بنشر الكتب والكرّاسات الضروريّة. ويطلق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ على هذه الفترة اسم (أعوام النشاطات السرّيّة).
فشرع بتدريس التفسير في مسجد (صدّيقيها) المعروف بمسجد الأتراك الواقع في بازار مشهد، واضطرّ بعد فترة إلى نقل الدرس إلى مدرسة ميرزا جعفر نظرًا لكثرة الحضور وضيق المسجد، وكان يشارك في درس التفسير طلبة العلوم الدينيّة وجمع من المؤمنين والمطّلعين على المسائل الدينيّة في مشهد. ولكنَّ الدرس قد توقَّف مؤقتًا إثر اعتقاله عام (1970م). واستمرّت فترة الاعتقال هذه المرة أربعة أشهر وعدّة أيّام.
 
عاود سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله نشاطه بعد إطلاق سراحه مرّة أخرى، فمن جملة نشاطاته هي إلقاء محاضرات في ليلتي التاسع والعاشر من محرّم في الجمعيّة الإسلاميّة للمهندسين بطهران حول حديث (من رأى سلطانًا ائرًا...)، فكانت لهذه المحاضرات الثوريّة والحماسيّة آثارها على نفوس الناس. إثر ذلك اتّصلت به الجماعات السرّيّة ومنها منظمة (مجاهدو الشعب).
وكان سماحته منهمكًا بتربية الكوادر وتنظيم العناصر الموثوقة والارتباط بالجماعات النشطة والمجاهدة، ولتسهيل هذا العمل، قبل التدريس وإمامة الجماعة أيضًا.
 
فشرع بتدريس التفسير في مسجد (صدّيقيها) المعروف بمسجد الأتراك الواقع في بازار مشهد، واضطرّ بعد فترة إلى نقل الدرس إلى مدرسة ميرزا جعفر نظرًا لكثرة الحضور وضيق المسجد، وكان يشارك في درس التفسير طلبة العلوم الدينيّة وجمع من المؤمنين والمطّلعين على المسائل الدينيّة في مشهد. ولكنَّ الدرس قد توقَّف مؤقتًا إثر اعتقاله عام (1970م). واستمرّت فترة الاعتقال هذه المرة أربعة أشهر وعدّة أيّام.
 
عاود سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله نشاطه بعد إطلاق سراحه مرّة أخرى، فمن جملة نشاطاته هي إلقاء محاضرات في ليلتي التاسع والعاشر من محرّم في الجمعيّة الإسلاميّة للمهندسين بطهران حول حديث (من رأى سلطانًا ائرًا...)، فكانت لهذه المحاضرات الثوريّة والحماسيّة آثارها على نفوس الناس. إثر ذلك اتّصلت به الجماعات السرّيّة ومنها منظمة (مجاهدو الشعب).


أمّا حول ارتباطه بهذه الجماعات المسلّحة، ففي عام 1971م وبعد الانفجار الّذي وقع في أعمدة الكهرباء أثناء الاحتفالات بمرور 2500 عامًا على النظام الملكيّ، أُعتقل سماحته وعُرّض لأشدِّ أنواع التعذيب، وسجن في زنزانة مظلمة رطبة، لكن رغم كلّ التعذيب الذي تعرض له إلاّ أن السافاك واجه مقاومة بطوليّة وأسطوريّة من هذا العالم الشجاع الأبيِّ، ولم يتمكّن من الحصول على شيء منه، فاضطر إلى إطلاق سراحه بعد خمسين يومًا ونيفًا من احتجازه.
أمّا حول ارتباطه بهذه الجماعات المسلّحة، ففي عام 1971م وبعد الانفجار الّذي وقع في أعمدة الكهرباء أثناء الاحتفالات بمرور 2500 عامًا على النظام الملكيّ، أُعتقل سماحته وعُرّض لأشدِّ أنواع التعذيب، وسجن في زنزانة مظلمة رطبة، لكن رغم كلّ التعذيب الذي تعرض له إلاّ أن السافاك واجه مقاومة بطوليّة وأسطوريّة من هذا العالم الشجاع الأبيِّ، ولم يتمكّن من الحصول على شيء منه، فاضطر إلى إطلاق سراحه بعد خمسين يومًا ونيفًا من احتجازه.
وعاود نشاطه هذه المرّة أيضًا وأُضيف مسجد الإمام الحسن عليه السلام -والّذي كان آنذاك مسجدًا صغيرًا- إلى قواعد الثورة، حيث بدأ سماحته بإلحاح جمع من الزملاء بتدريس تفسير القرآن وإقامة الجماعة هناك. وبهذا العمل جمع سماحته بين العمل السريِّ والمحدود، والعمل العلنيّ والمباشر مع الجماهير عن طرق المسجد.


وبعد فترة طُلب من سماحته أن يؤمّ الجماعة في مسجد (كرامت) بالقرب من حديقة نادري بمشهد والّذي يعتبر من النقاط المزدحمة والحسّاسة في المدينة. ونظرًا إلى كثرة الحضور والازدحام الجماهيريّ الكبير، فقد عُطّل المسجد من قبل السافاك فترة من الزمن.
وعاود نشاطه هذه المرّة أيضًا وأُضيف مسجد الإمام الحسن عليه السلام -والّذي كان آنذاك مسجدًا صغيرًا- إلى قواعد الثورة، حيث بدأ سماحته بإلحاح جمع من الزملاء بتدريس تفسير القرآن وإقامة الجماعة هناك. وبهذا العمل جمع سماحته بين العمل السريِّ والمحدود، والعمل العلنيّ والمباشر مع الجماهير عن طرق المسجد.
 
وبعد فترة طُلب من سماحته أن يؤمّ الجماعة في مسجد (كرامت) بالقرب من حديقة نادري بمشهد والّذي يعتبر من النقاط المزدحمة والحسّاسة في المدينة. ونظرًا إلى كثرة الحضور والازدحام الجماهيريّ الكبير، فقد عُطّل المسجد من قبل السافاك فترة من الزمن.


وقد أثارت هذه النشاطات إعجاب الكثيرين، وبالخصوص الشهيدين المطهريّ وباهنر، حيث أبديا -في سفرهما إلى مشهد- فرحتهما وتقديرهما لهذه البرامج.  
وقد أثارت هذه النشاطات إعجاب الكثيرين، وبالخصوص الشهيدين المطهريّ وباهنر، حيث أبديا -في سفرهما إلى مشهد- فرحتهما وتقديرهما لهذه البرامج.  
وكان المرحوم الشهيد آية الله الطالقاني يصرّح ويقول: إنَّ السيّد الخامنئيّ هو أمل المستقبل، فعندما تذهبون إلى مشهد، فاذهبوا للقائه حتمًا.
 
وهذه النشاطات جعلت السافاك تضعه تحت الرقابة الخاصّة. فإمّا أن يتمَّ إحضاره للتحقيق، أو يُحَاصر منزله ويمنع الناس من التردّد عليه، أو تعطّل دروسه بالقوّة واحدًا تلو الآخر، إلى أن أُعتقل عام 1973م ونُقل إلى طهران  
وكان المرحوم الشهيد آية الله الطالقاني يصرّح ويقول: إنَّ السيّد الخامنئيّ هو أمل المستقبل، فعندما تذهبون إلى مشهد، فاذهبوا للقائه حتمًا.
 
وهذه النشاطات جعلت السافاك تضعه تحت الرقابة الخاصّة. فإمّا أن يتمَّ إحضاره للتحقيق، أو يُحَاصر منزله ويمنع الناس من التردّد عليه، أو تعطّل دروسه بالقوّة واحدًا تلو الآخر، إلى أن أُعتقل عام 1973م ونُقل إلى طهران  


حبس في سجون السافاك المخيفة أي في لجنة مكافحة التخريب، واستمرّت هذه الفترة من السجن حدود شهرين، قضاها بين الزنزانات الانفراديّة أو المكوّنة من اثنين أو ثلاثة مع التعذيب الشديد.
حبس في سجون السافاك المخيفة أي في لجنة مكافحة التخريب، واستمرّت هذه الفترة من السجن حدود شهرين، قضاها بين الزنزانات الانفراديّة أو المكوّنة من اثنين أو ثلاثة مع التعذيب الشديد.


اعتقال الإمام الخامنئي
اعتقال الإمام الخامنئي


ويقول الشهيد رجائي حول هذا الموضوع: في تلك السنة الّتي قضيتها في قبضة لجنة مكافحة التخريب عام 1974م.والّتي كانت جهنَّم حقيقيّة.كان  يسمع في هذه اللجنة الصياح والأنين من الصباح إلى الليل وبالعكس. فكانت مصداقًا للآية ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾. فالذين كانوا هناك لم يكونوا أمواتًا ولا أحياءً، لأنَّهم كانوا يضربون حتّى الموت، ثمّ يداوون بعض الشيء حتّى تتحسّن صحّتهم تقريبًا، ثمّ يُعيدونهم إلى التعذيب مرّة أخرى. وكانوا يُعذّبون الأشخاص في لجنة مكافحة التخريب بشتّى أنواع التعذيب.  
ويقول الشهيد رجائي حول هذا الموضوع: في تلك السنة الّتي قضيتها في قبضة لجنة مكافحة التخريب عام 1974م.والّتي كانت جهنَّم حقيقيّة.كان  يسمع في هذه اللجنة الصياح والأنين من الصباح إلى الليل وبالعكس. فكانت مصداقًا للآية ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾. فالذين كانوا هناك لم يكونوا أمواتًا ولا أحياءً، لأنَّهم كانوا يضربون حتّى الموت، ثمّ يداوون بعض الشيء حتّى تتحسّن صحّتهم تقريبًا، ثمّ يُعيدونهم إلى التعذيب مرّة أخرى. وكانوا يُعذّبون الأشخاص في لجنة مكافحة التخريب بشتّى أنواع التعذيب.  
كنت في الزنزانة رقم "18"، وكان السيّد الخامنئيّ في الزنزانة رقم "20"، وكنّا نتبادل الأخبار بطريقة خاصّة تعلّمناها في السجن تشبه طريقة إرسال الأخبار بواسطة الشيفرة. فكنت أعطي الأخبار لنزيل  الزنزانة المجاورة (رقم 19)، فيعطيها بدوره للسيّد الخامنئيّ وهكذا. وأتذكّر جيّدًا أنَّ الجلاّدين قد حلقوا لحية السيّد عليّ الخامنئيّ عنوةً وصفعوه على وجهه لكسر شوكته ولكنَّه كان مقاومًا وصامدًا، يضع قميصه على رأسه بشكل عمامة، ويظهر بذلك المظهر أمام الآخرين. لقد قابلته ذات مرّة في المرافق الصحّيّة وهو فرح ومسرور".


   
كنت في الزنزانة رقم "18"، وكان السيّد الخامنئيّ في الزنزانة رقم "20"، وكنّا نتبادل الأخبار بطريقة خاصّة تعلّمناها في السجن تشبه طريقة إرسال الأخبار بواسطة الشيفرة. فكنت أعطي الأخبار لنزيل الزنزانة المجاورة (رقم 19)، فيعطيها بدوره للسيّد الخامنئيّ وهكذا. وأتذكّر جيّدًا أنَّ الجلاّدين قد حلقوا لحية السيّد عليّ الخامنئيّ عنوةً وصفعوه على وجهه لكسر شوكته ولكنَّه كان مقاومًا وصامدًا، يضع قميصه على رأسه بشكل عمامة، ويظهر بذلك المظهر أمام الآخرين. لقد قابلته ذات مرّة في المرافق الصحّيّة وهو فرح ومسرور".


الإمام الخامنئي مع الشهيد رجائي
الإمام الخامنئي مع الشهيد رجائي


وعلى الرغم من كلِّ الضغوط والتعذيب، إلّا أنَّ جهاز السافاك الرهيب لم يستطع معرفة أسرار تلميذ الإمام قدس سره ولم يتمكّن من الحصول على أيِّ دليل ولو صغير ضدّه، لإتمام ملف المحاكمة وإصدار الحكم ضدّه. لذا وبعد تغيّر سياسة أسيادهم الأميركان ووصول جيمي كارتر إلى سدّة الحكم عام (1975م)، اضطرّ السافاك إلى إطلاق سراحه. فعاد إلى مشهد واستمر في جهاده المرير ضد نظام الشاه وأجهزته.
وعلى الرغم من كلِّ الضغوط والتعذيب، إلّا أنَّ جهاز السافاك الرهيب لم يستطع معرفة أسرار تلميذ الإمام قدس سره ولم يتمكّن من الحصول على أيِّ دليل ولو صغير ضدّه، لإتمام ملف المحاكمة وإصدار الحكم ضدّه. لذا وبعد تغيّر سياسة أسيادهم الأميركان ووصول جيمي كارتر إلى سدّة الحكم عام (1975م)، اضطرّ السافاك إلى إطلاق سراحه. فعاد إلى مشهد واستمر في جهاده المرير ضد نظام الشاه وأجهزته.


  وكانت المسؤوليّات في هذه المرّة أكبر من السابق، فقد فشل تمامًا الكفاح المسلّح بالأسلوب الّذي تبنّته منظّمة (مجاهدو الشعب)، رغم تحذير الإمام عام (1970م) لمبعوث هذه المنظمة إليه، ووقعت انشقاقات في هذه المنظمة وظهرت الأفكار الانحرافيّة والالتقاطيّة.
وكانت المسؤوليّات في هذه المرّة أكبر من السابق، فقد فشل تمامًا الكفاح المسلّح بالأسلوب الّذي تبنّته منظّمة (مجاهدو الشعب)، رغم تحذير الإمام عام (1970م) لمبعوث هذه المنظمة إليه، ووقعت انشقاقات في هذه المنظمة وظهرت الأفكار الانحرافيّة والالتقاطيّة.


وقد أخذ الغرور والعنهجيّة النظام إثر توجيهه ضربات إلى الفدائيّين والشيوعيّين، وأصبحت أكثر القوى المجاهدة في حيرة من أمرها وأخذها الشعور بالشكّ وعدم الثقة بالجماعات الجهاديّة، وأصيب آخرون باليأس والخمول،  
وقد أخذ الغرور والعنهجيّة النظام إثر توجيهه ضربات إلى الفدائيّين والشيوعيّين، وأصبحت أكثر القوى المجاهدة في حيرة من أمرها وأخذها الشعور بالشكّ وعدم الثقة بالجماعات الجهاديّة، وأصيب آخرون باليأس والخمول،  


انفصلت القوى الجهاديَّة عن عناصر منظّمة (مجاهدو الشعب) في السجن، فأصبحت وظيفة قادة الجهاد في هذه الأجواء المليئة بالإرهاب والرعب والخيانة والالتقاط واليأس والخمول والشكّ والحيرة، صعبة وحسّاسة جدًّا.
انفصلت القوى الجهاديَّة عن عناصر منظّمة (مجاهدو الشعب) في السجن، فأصبحت وظيفة قادة الجهاد في هذه الأجواء المليئة بالإرهاب والرعب والخيانة والالتقاط واليأس والخمول والشكّ والحيرة، صعبة وحسّاسة جدًّا.
سطر ٢٥٤: سطر ٢٥٥:
وبُعث خبر هذه الرابطة إلى العلماء في السجون ومن جملتهم الشيخ هاشمي رفسنجاني. وبدورهم أيّد العلماء هذه الفكرة. وعاد الشهيد المطهّري في تلك السنة من النجف حاملًا معه رسالة من الإمام قدس سره يدعو المجاهدين من ذوي السوابق الجهاديّة إلى الاجتماع. وقد أدّت هذه الارتباطات والاتّصالات إلى تنظيم وخروج المسيرات المليونيّة عامي (77 - 1978)، وكان دور سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ في تشكيل هذه الرابطة ملفتًا للنظر. يذكر أنَّ السافاك لم يسمح لسماحته بالخروج من البلاد لمدّة عشر سنوات من عام 1965م.  
وبُعث خبر هذه الرابطة إلى العلماء في السجون ومن جملتهم الشيخ هاشمي رفسنجاني. وبدورهم أيّد العلماء هذه الفكرة. وعاد الشهيد المطهّري في تلك السنة من النجف حاملًا معه رسالة من الإمام قدس سره يدعو المجاهدين من ذوي السوابق الجهاديّة إلى الاجتماع. وقد أدّت هذه الارتباطات والاتّصالات إلى تنظيم وخروج المسيرات المليونيّة عامي (77 - 1978)، وكان دور سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ في تشكيل هذه الرابطة ملفتًا للنظر. يذكر أنَّ السافاك لم يسمح لسماحته بالخروج من البلاد لمدّة عشر سنوات من عام 1965م.  
   
   
النفي إلى إيرانشهر
النفي إلى إيرانشهر
في خِضمِّ هذه النشاطات وبلوغ الثورة الإسلاميّة ذروتها عام (1977م)، أُعتقل سماحة الإمام الخامنئيّ وبعد احتجازه أيّامًا، حُكم عليه بالنفي إلى إيرانشهر لمدّة ثلاثة سنوات، فنُفي إلى هناك، لكنَّ النفي والمناخ الحارّ لهذه المدينة لم يحطّان من عزيمة رمز الجهاد، بل إنّه استغلّ هذه الفرصة المتاحة له، وسعى إلى توحيد صفوف المجاهدين هناك وكذا توحيد صفوف الشيعة والسنّة، فحقّق نجاحات باهرة في هذا المجال.
 
في خِضمِّ هذه النشاطات وبلوغ الثورة الإسلاميّة ذروتها عام (1977م)، أُعتقل سماحة الإمام الخامنئيّ وبعد احتجازه أيّامًا، حُكم عليه بالنفي إلى إيرانشهر لمدّة ثلاثة سنوات، فنُفي إلى هناك، لكنَّ النفي والمناخ الحارّ لهذه المدينة لم يحطّان من عزيمة رمز الجهاد، بل إنّه استغلّ هذه الفرصة المتاحة له، وسعى إلى توحيد صفوف المجاهدين هناك وكذا توحيد صفوف الشيعة والسنّة، فحقّق نجاحات باهرة في هذا المجال.


وكان له دور بارز في التفاف الناس حول الإمام والعلماء والثورة.
وكان له دور بارز في التفاف الناس حول الإمام والعلماء والثورة.


وقد حدث في تلك السنة سيل في المدينة -إيرانشهر- أدّى إلى تدمير البيوت وإلحاق أضرار جسيمة بالأهالي، بالإستعانة بتجاربه السابقة في فردوس وكناباد. جنّد سماحة الإمام الخامنئيّ جمعًا من طلبة العلوم الدينية وشكّل لجنة العلماء للإغاثة.
وقد حدث في تلك السنة سيل في المدينة -إيرانشهر- أدّى إلى تدمير البيوت وإلحاق أضرار جسيمة بالأهالي، بالإستعانة بتجاربه السابقة في فردوس وكناباد. جنّد سماحة الإمام الخامنئيّ جمعًا من طلبة العلوم الدينية وشكّل لجنة العلماء للإغاثة.


الإمام الخامنئي في ايرانشهر
الإمام الخامنئي في ايرانشهر


فكانت نجاحات هذه اللجنة في مجال الإغاثة والتبليغ وتشجيع الناس قد بلغت درجة أرعبت النظام، فما كان من السافاك إلاّ أن استدعى سماحته، فالتفت إليه رئيس السافاك وقال: لقد خاطبتُ البارحة في جلسة لجنة الأمن، لحضور بالقول: كم أنتم غير كفوءين بحيث لم تستطيعوا عمل شيء، انظروا إلى هذا المنفي إلى هنا ماذا فعل الأوضاع؟
فكانت نجاحات هذه اللجنة في مجال الإغاثة والتبليغ وتشجيع الناس قد بلغت درجة أرعبت النظام، فما كان من السافاك إلاّ أن استدعى سماحته، فالتفت إليه رئيس السافاك وقال: لقد خاطبتُ البارحة في جلسة لجنة الأمن، لحضور بالقول: كم أنتم غير كفوءين بحيث لم تستطيعوا عمل شيء، انظروا إلى هذا المنفي إلى هنا ماذا فعل الأوضاع؟
سطر ٢٧٣: سطر ٢٧٢:


مجلس قيادة الثورة
مجلس قيادة الثورة
من المسلّم به أنَّ مجلس قيادة الثورة يعتبر من أهمِّ الأركان التي كان لها دور رئيسيّ في انتصار الثورة وإدارتها بعد منصب القيادة، يقول الشهيد بهشتي حول هذا الأمر:


"لقد كانت النواة الأولى لمجلس القيادة الذي صادق عليه الإمام متكوّنة من الشيخ الهاشمي الرفسنجاني والشيخ المطهّري وأنا والسيّد الموسويّ الأردبيلي والدكتور باهنر، فكانت تتكوّن منّا نحن الخمسة".
من المسلّم به أنَّ مجلس قيادة الثورة يعتبر من أهمِّ الأركان التي كان لها دور رئيسيّ في انتصار الثورة وإدارتها بعد منصب القيادة، يقول الشهيد بهشتي حول هذا الأمر:
 
"لقد كانت النواة الأولى لمجلس القيادة الذي صادق عليه الإمام متكوّنة من الشيخ الهاشمي الرفسنجاني والشيخ المطهّري وأنا والسيّد الموسويّ الأردبيلي والدكتور باهنر، فكانت تتكوّن منّا نحن الخمسة".


   
   
ويقول الشيخ الرفسنجاني:
ويقول الشيخ الرفسنجاني:


"لقد عيّن الإمام وهو في باريس ستّة أشخاص ليجتمعوا ويديروا الحكومة القادمة... فكنت أحدهم، والشهيد المطهّري الّذي كان يحمل تلك الرسالة، والشهيد البهشتي، والسيّد الموسويّ الأردبيلي وباهنر، ثمّ التحق بنا السيّد علي الخامنئيّ الّذي كان في مشهد آنذاك".
"لقد عيّن الإمام وهو في باريس ستّة أشخاص ليجتمعوا ويديروا الحكومة القادمة... فكنت أحدهم، والشهيد المطهّري الّذي كان يحمل تلك الرسالة، والشهيد البهشتي، والسيّد الموسويّ الأردبيلي وباهنر، ثمّ التحق بنا السيّد علي الخامنئيّ الّذي كان في مشهد آنذاك".


   
   
ويقول سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ حول هذا الموضوع:
ويقول سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ حول هذا الموضوع:


"كنت في مشهد منهمكًا بإدارة شؤون هذه المدينة مع الإخوة الّذين كان لهم دور في أحداث مشهد العظيمة، فاتّصل الشهيد المطهّري بي عدّة مرات تلفونيًّا سواء بصورة مباشرة أو بالواسطة لأذهب إلى طهران. وكنت أتصوّر أنَّه لأجل الأعمال العاديّة الّتي نقوم بها، حيث كانت لدينا نشاطات مشتركة سواء علميَّة أو عقائديَّة أو سياسيَّة، يطلب منّي الذهاب إلى طهران، ولم أكن أتصوّر أنّه لأجل مجلس قيادة الثورة، فكنت أقول: سوف آتي، لكن لكثرة أعمالي في مشهد وثقل مسؤوليّتي كُنت أؤجل سفري في كلّ مرة، إلى أن أخبروني من باريس أنَّ الإمام يأمرني بالذهاب إلى طهران، فشعرت أنّ هناك أمرًا يجب الذهاب من أجله إلى طهران، خصوصًا بعد أن اتّصل بي المطهّري وأبلغني الرسالة بغضب وقال: لماذا لا أذهب إلى طهران وماذا أنتظر؟ وفي طهران قيل لي إنَّه يجب أن أشارك في جلسة تعقد بمنزل الشهيد المطهّري، واجتمع أعضاء مجلس الثورة، حيث لم أكن أعلم بذلك حتّى ذلك الوقت".
"كنت في مشهد منهمكًا بإدارة شؤون هذه المدينة مع الإخوة الّذين كان لهم دور في أحداث مشهد العظيمة، فاتّصل الشهيد المطهّري بي عدّة مرات تلفونيًّا سواء بصورة مباشرة أو بالواسطة لأذهب إلى طهران. وكنت أتصوّر أنَّه لأجل الأعمال العاديّة الّتي نقوم بها، حيث كانت لدينا نشاطات مشتركة سواء علميَّة أو عقائديَّة أو سياسيَّة، يطلب منّي الذهاب إلى طهران، ولم أكن أتصوّر أنّه لأجل مجلس قيادة الثورة، فكنت أقول: سوف آتي، لكن لكثرة أعمالي في مشهد وثقل مسؤوليّتي كُنت أؤجل سفري في كلّ مرة، إلى أن أخبروني من باريس أنَّ الإمام يأمرني بالذهاب إلى طهران، فشعرت أنّ هناك أمرًا يجب الذهاب من أجله إلى طهران، خصوصًا بعد أن اتّصل بي المطهّري وأبلغني الرسالة بغضب وقال: لماذا لا أذهب إلى طهران وماذا أنتظر؟ وفي طهران قيل لي إنَّه يجب أن أشارك في جلسة تعقد بمنزل الشهيد المطهّري، واجتمع أعضاء مجلس الثورة، حيث لم أكن أعلم بذلك حتّى ذلك الوقت".


وبمقتضى المصلحة، فقد انضمّ إلى المجلس في ما بعد أعضاء جدد، كان بعضهم ذا ميول واتّجاهات سياسيَّة أخرى. وقد كُشِفَ النقاب عن وجوههم بالتدريج. لكنَّ هؤلاء الإخوة كانوا الأساس والأركان للثورة والحرّاس لمبادئها وأهدافها، وقد تحمّلوا لأجل الثورة ومصالح الأمّة الإسلاميّة مصاعب العمل مع الليبراليِّين ومع شخص كبني صدر، واستطاعوا بجهودهم ومقاومتهم ومساعيهم المشتركة من تنظيم الأمور وحراسة مبادئ وقيم الثورة.
وبمقتضى المصلحة، فقد انضمّ إلى المجلس في ما بعد أعضاء جدد، كان بعضهم ذا ميول واتّجاهات سياسيَّة أخرى. وقد كُشِفَ النقاب عن وجوههم بالتدريج. لكنَّ هؤلاء الإخوة كانوا الأساس والأركان للثورة والحرّاس لمبادئها وأهدافها، وقد تحمّلوا لأجل الثورة ومصالح الأمّة الإسلاميّة مصاعب العمل مع الليبراليِّين ومع شخص كبني صدر، واستطاعوا بجهودهم ومقاومتهم ومساعيهم المشتركة من تنظيم الأمور وحراسة مبادئ وقيم الثورة.


لجنة استقبال الإمام
لجنة استقبال الإمام
سطر ٢٩٩: سطر ٢٩٧:
مع عودة الإمام قدس سره المظفَّرة إلى أرض الوطن، شُكلّت لجان مختلفة في مدرستي رفاه وعلوي، أو نُظّمت تلك الّتي كانت موجودة من قبل بصورة أفضل. وشُكّلت لجنة لاستقبال الإمام قدس سره كان مركزها (مدرسة رفاه).
مع عودة الإمام قدس سره المظفَّرة إلى أرض الوطن، شُكلّت لجان مختلفة في مدرستي رفاه وعلوي، أو نُظّمت تلك الّتي كانت موجودة من قبل بصورة أفضل. وشُكّلت لجنة لاستقبال الإمام قدس سره كان مركزها (مدرسة رفاه).


عودة الإمام الخميني


عودة الإمام الخميني
وتحمّل سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ مسؤوليَّة الإعلام في مكتب الإمام قدس سره واستطاع بسعة صدره من القيام بالمهام الموكلة إليه على أحسن وجه، رغم كلّ المشاقّ والصعاب الّتي كانت تعترض طريقه،شملتّ هذه المهام  سدّ حاجة المناطق إلى المبلّغين والدعم التبليغيّ والإعلامي بالإضافة إلى استقبال الذين جاؤوا لزيارة الإمام قدس سره وبرمجة اللقاءات وتنظيم أخبارها وتقديمها إلى وسائل الإعلام لبثّها ونشرها، ومواجهة المؤامرات الإعلاميَّة سواء من العناصر الموالية للاستكبار أو من العناصر الوطنيّة المنافقة وخصوصًا مواجهة المجموعات الانتهازيّة الّتي أرادت فرض نفسها على الشعب تحت غطاء أصحاب الثورة الحقيقييِّن.
وتحمّل سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ مسؤوليَّة الإعلام في مكتب الإمام قدس سره واستطاع بسعة صدره من القيام بالمهام الموكلة إليه على أحسن وجه، رغم كلّ المشاقّ والصعاب الّتي كانت تعترض طريقه،شملتّ هذه المهام  سدّ حاجة المناطق إلى المبلّغين والدعم التبليغيّ والإعلامي بالإضافة إلى استقبال الذين جاؤوا لزيارة الإمام قدس سره وبرمجة اللقاءات وتنظيم أخبارها وتقديمها إلى وسائل الإعلام لبثّها ونشرها، ومواجهة المؤامرات الإعلاميَّة سواء من العناصر الموالية للاستكبار أو من العناصر الوطنيّة المنافقة وخصوصًا مواجهة المجموعات الانتهازيّة الّتي أرادت فرض نفسها على الشعب تحت غطاء أصحاب الثورة الحقيقييِّن.


سطر ٣١٠: سطر ٣٠٧:
في الأيام الأخيرة من حياة النظام الطاغوتي، بدأت العناصر الشيوعيَّة بانتهاز الفرصة وتنظيم عناصرها لتبديل الثورة الإسلاميَّة إلى ثورة ديمقراطيَّة شعبيّة (حسب تعبيرهم). وانتخبوا مصانع جنرال موتورز على الطريق العامّ المؤدّي إلى كرج كأفضل مكان لتنفيذ مخططهم، لأنَّه إضافة إلى بعدها عن طهران الّتي كانت مركزًا للإسلامييِّن والمؤمنين، يمكنهم هناك من جمع وتنظيم العناصر الشيوعيّة والعناصر المناوئة للثورة بعيدًا عن الأنظار، ثمّ يقومون بهجوم خاطف على طهران واحتلال المراكز الحسّاسة فيها، حيث يُقيمون حكومة شيوعيَّة حسب تصورهم.
في الأيام الأخيرة من حياة النظام الطاغوتي، بدأت العناصر الشيوعيَّة بانتهاز الفرصة وتنظيم عناصرها لتبديل الثورة الإسلاميَّة إلى ثورة ديمقراطيَّة شعبيّة (حسب تعبيرهم). وانتخبوا مصانع جنرال موتورز على الطريق العامّ المؤدّي إلى كرج كأفضل مكان لتنفيذ مخططهم، لأنَّه إضافة إلى بعدها عن طهران الّتي كانت مركزًا للإسلامييِّن والمؤمنين، يمكنهم هناك من جمع وتنظيم العناصر الشيوعيّة والعناصر المناوئة للثورة بعيدًا عن الأنظار، ثمّ يقومون بهجوم خاطف على طهران واحتلال المراكز الحسّاسة فيها، حيث يُقيمون حكومة شيوعيَّة حسب تصورهم.


  إنَّ مثل هذه المؤامرات وإن كانت لا يُجنى من ورائها شيء، لكن بما أنَّها كانت في الأيّام الحسّاسة أي من 19 إلى 22 بهمن، كان بإمكانها أن تكون أفضل دعم للنظام البائد وتؤخّر نجاح وانتصار الشعب وتعطي الاستكبار فرصة أخرى لتمرير خططه.
إنَّ مثل هذه المؤامرات وإن كانت لا يُجنى من ورائها شيء، لكن بما أنَّها كانت في الأيّام الحسّاسة أي من 19 إلى 22 بهمن، كان بإمكانها أن تكون أفضل دعم للنظام البائد وتؤخّر نجاح وانتصار الشعب وتعطي الاستكبار فرصة أخرى لتمرير خططه.


فاستطاعت هذه العناصر من حشد خمسمائة من الجامعييِّن والموظّفين وآخرين ذوي ميول شيوعيّة هناك، بإلقاء خطابات مثيرة ونشر اعلانات في نشراتهم الخاصّة ودعوة القوى الديمقراطيَّة والشعبيَّة (حسب تعبيرهم) بالانضمام إلى هذا التحرّك الثوريّ.
فاستطاعت هذه العناصر من حشد خمسمائة من الجامعييِّن والموظّفين وآخرين ذوي ميول شيوعيّة هناك، بإلقاء خطابات مثيرة ونشر اعلانات في نشراتهم الخاصّة ودعوة القوى الديمقراطيَّة والشعبيَّة (حسب تعبيرهم) بالانضمام إلى هذا التحرّك الثوريّ.


وعندما بلغ النبأ وحدة الإعلام في مكتب الإمام قدس سره، بعث سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ جمعًا من العلماء ومعهم الشهيد ديالمه (من شهداء 7 تير) إلى هناك، لكنَّهم لم يستطيعوا عمل شيء، فتوجّه سماحته بنفسه مرّتين إلى هناك، وفي المرّة الثانية تحرّك ظهرًا بسيارته حتّى وصل إلى المصنع، وألقى خطابًا قصيرًا ثمّ عاد.
وعندما بلغ النبأ وحدة الإعلام في مكتب الإمام قدس سره، بعث سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ جمعًا من العلماء ومعهم الشهيد ديالمه (من شهداء 7 تير) إلى هناك، لكنَّهم لم يستطيعوا عمل شيء، فتوجّه سماحته بنفسه مرّتين إلى هناك، وفي المرّة الثانية تحرّك ظهرًا بسيارته حتّى وصل إلى المصنع، وألقى خطابًا قصيرًا ثمّ عاد.


لكن في اليوم العشرين من بهمن بلغت القضيَّة مرحلة خطيرة، حيث اجتمع خمسمائة من العناصر الشيوعيّة ومعهم ثمانمائة من العمال وبدأوا بتجهيز أنفسهم بصورة كاملة. وخيف أن يتسلّحوا ويشعلوا حربًا أهليّة في المراحل النهائيّة من الجهاد ضدّ الشاه، لهذا جاء الشهيد ديالمه إلى وحدة الإعلام في مكتب الإمام قلقًا وقال: إنّ الوضع خطير، لذا يجب تدبّر الأمر، ويجب أن يذهب من هو أهل إلى هناك. فتحمّل سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ هذه المسؤوليّة وتوجّه سريعًا إلى المصنع. وأرسلت مجموعة من شباب حزب الله من مدرسة رفاه إلى هناك لدعمه. وعندما وصل سماحته إلى المصنع عصرًا وقف على المنصّة بكلّ جرأة، حيث ألقى كلمة وبدأ بالردّ على الأسئلة، واستطاع بذلك من إدانة الشيوعيّين بشدّة. ولهذا قاموا بترديد الأناشيد الشيوعيّة بصورة جماعيّة ورفع أيديهم فوق رؤوسهم والتصفيق، ليخلّصوا أنفسهم من هذه المشكلة. لكنَّ سماحته لم يترك المنصَّة واستمرّ في خطابه.
لكن في اليوم العشرين من بهمن بلغت القضيَّة مرحلة خطيرة، حيث اجتمع خمسمائة من العناصر الشيوعيّة ومعهم ثمانمائة من العمال وبدأوا بتجهيز أنفسهم بصورة كاملة. وخيف أن يتسلّحوا ويشعلوا حربًا أهليّة في المراحل النهائيّة من الجهاد ضدّ الشاه، لهذا جاء الشهيد ديالمه إلى وحدة الإعلام في مكتب الإمام قلقًا وقال: إنّ الوضع خطير، لذا يجب تدبّر الأمر، ويجب أن يذهب من هو أهل إلى هناك. فتحمّل سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ هذه المسؤوليّة وتوجّه سريعًا إلى المصنع. وأرسلت مجموعة من شباب حزب الله من مدرسة رفاه إلى هناك لدعمه. وعندما وصل سماحته إلى المصنع عصرًا وقف على المنصّة بكلّ جرأة، حيث ألقى كلمة وبدأ بالردّ على الأسئلة، واستطاع بذلك من إدانة الشيوعيّين بشدّة. ولهذا قاموا بترديد الأناشيد الشيوعيّة بصورة جماعيّة ورفع أيديهم فوق رؤوسهم والتصفيق، ليخلّصوا أنفسهم من هذه المشكلة. لكنَّ سماحته لم يترك المنصَّة واستمرّ في خطابه.


ولما رأى الشيوعيّون أنَّ الأوضاع ليست في صالحهم، قطعوا التيّار الكهربائيّ لكي لا يصل إلى أسماع العمّال فيدركوا الحقائق. لكن سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ سلّم مكبّر الصوت لأحد زملائه ورفع صوته في الظلام ونادى مخاطبًا العمال: لا تقلقوا، وتوجّهوا إلى كلامي، فلا شيء هناك. ثم بدأ بالنقل على الطاولات، يقف عند كلّ طاولة ويبدأ بترديد الشعارات وبالتكلّم وتوعية العمّال وإثارتهم ضدّ الشيوعيّين، ثمّ قال: على أيَّة حال، سوف نصلّي الجماعة. فبدأ الشيوعيّون بمجادلته. سأله طالب جامعي سؤالا، لبس بدلة العمال- باسم أحد العمال، فقال له سماحته: أرني بطاقتك فانكشفت القضيّة، وفضح سماحته عددًا آخر بنفس الكيفيّة. ثم فكّر في فصل العمال -الذين كان أكثرهم من المسلمين وذوي عقائد دينيّة- عن الشيوعيّين، وأفضل طريقة لذلك هي صلاة الجماعة،
ولما رأى الشيوعيّون أنَّ الأوضاع ليست في صالحهم، قطعوا التيّار الكهربائيّ لكي لا يصل إلى أسماع العمّال فيدركوا الحقائق. لكن سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ سلّم مكبّر الصوت لأحد زملائه ورفع صوته في الظلام ونادى مخاطبًا العمال: لا تقلقوا، وتوجّهوا إلى كلامي، فلا شيء هناك. ثم بدأ بالنقل على الطاولات، يقف عند كلّ طاولة ويبدأ بترديد الشعارات وبالتكلّم وتوعية العمّال وإثارتهم ضدّ الشيوعيّين، ثمّ قال: على أيَّة حال، سوف نصلّي الجماعة. فبدأ الشيوعيّون بمجادلته. سأله طالب جامعي سؤالا، لبس بدلة العمال- باسم أحد العمال، فقال له سماحته: أرني بطاقتك فانكشفت القضيّة، وفضح سماحته عددًا آخر بنفس الكيفيّة. ثم فكّر في فصل العمال -الذين كان أكثرهم من المسلمين وذوي عقائد دينيّة- عن الشيوعيّين، وأفضل طريقة لذلك هي صلاة الجماعة،
سطر ٣٢٢: سطر ٣١٩:
فأعلن أنّ على كلّ مسلم مصلّ أن يتواجد في ساحة المصنع للصلاة جماعة. وفي النهاية أقيمت صلاة الجماعة، وفي النهاية أقيمت صلاة الجماعة بإمامته في الساعة (8،30 مساءً) -ساعتان بعد المغرب تقريبًا- في ساحة المصنع، وحضر العمّال للصلاة وبقي الشيوعيّون في صالة المصنع، فكان لصوته البليغ والشجيّ الأثر الكبير في نفوس العمال. ثمّ استغلّ سماحته هذه الفرصة فدعا العمال إلى المسجد. فذهب الجميع إلى هناك. وشكّلوا تجمّعًا بمساعدة شباب حزب الله الّذين قدموا من مدرسة رفاه، وثاروا ضدَّ الشيوعيّين بإرشاد وتوجيه من سماحته. وفي اليوم التالي، تمّ طرد الشيوعيّين من المصنع، وبذلك أحبطت مؤامرة كبرى كادت تشعل حربًا أهليّة في لحظات الانتصار، وذلك بذكاء وتضحية الإمام الخامنئيّ دام ظله.
فأعلن أنّ على كلّ مسلم مصلّ أن يتواجد في ساحة المصنع للصلاة جماعة. وفي النهاية أقيمت صلاة الجماعة، وفي النهاية أقيمت صلاة الجماعة بإمامته في الساعة (8،30 مساءً) -ساعتان بعد المغرب تقريبًا- في ساحة المصنع، وحضر العمّال للصلاة وبقي الشيوعيّون في صالة المصنع، فكان لصوته البليغ والشجيّ الأثر الكبير في نفوس العمال. ثمّ استغلّ سماحته هذه الفرصة فدعا العمال إلى المسجد. فذهب الجميع إلى هناك. وشكّلوا تجمّعًا بمساعدة شباب حزب الله الّذين قدموا من مدرسة رفاه، وثاروا ضدَّ الشيوعيّين بإرشاد وتوجيه من سماحته. وفي اليوم التالي، تمّ طرد الشيوعيّين من المصنع، وبذلك أحبطت مؤامرة كبرى كادت تشعل حربًا أهليّة في لحظات الانتصار، وذلك بذكاء وتضحية الإمام الخامنئيّ دام ظله.


والملاحظة المهمَّة في هذه الحادثة: هي أنَّ سماحته بقي واقفًا في تلك الليلة على قدميه لمدّة سبع ساعات وهو يخطب ويتكلّم، وواصل نشاطه إلى الصباح، حتّى تمكّن من دفع هذا الخطر.
والملاحظة المهمَّة في هذه الحادثة: هي أنَّ سماحته بقي واقفًا في تلك الليلة على قدميه لمدّة سبع ساعات وهو يخطب ويتكلّم، وواصل نشاطه إلى الصباح، حتّى تمكّن من دفع هذا الخطر.
 
   
   
بثّ أوّل مقال من الإذاعة الإسلاميّة
بثّ أوّل مقال من الإذاعة الإسلاميّة


إنَّ من الأعمال الحسنة الّتي أقدمت عليها وحدة الإعلام في مكتب الإمام هي إصدار نشرة باسم (الإمام) وذلك بمناسبة ذكرى إقامة الإمام قدس سره بطهران، وقد كتب سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ عدّة مقالات في هذه النشرة، والشيء الجميل هو أنّه بعد سقوط الإذاعة بأيدي الشعب في 22 بهمن، كان المقال الّذي كتبه سماحته بقلمه تحت عنوان (بعد الانتصار الأوّل) هو أوّل مقال إسلاميّ يُقرأ في الإذاعة.
إنَّ من الأعمال الحسنة الّتي أقدمت عليها وحدة الإعلام في مكتب الإمام هي إصدار نشرة باسم (الإمام) وذلك بمناسبة ذكرى إقامة الإمام قدس سره بطهران، وقد كتب سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ عدّة مقالات في هذه النشرة، والشيء الجميل هو أنّه بعد سقوط الإذاعة بأيدي الشعب في 22 بهمن، كان المقال الّذي كتبه سماحته بقلمه تحت عنوان (بعد الانتصار الأوّل) هو أوّل مقال إسلاميّ يُقرأ في الإذاعة.


حادثة الإغتيال
حادثة الإغتيال
سطر ٣٣٤: سطر ٣٣٠:


فأصيب سماحته نتيجة المحاولة عدّة إصابات نقل على إثرها إلى المستشفى، ولكن أبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره، وحفظ وجوده المبارك لخدمة الإسلام والمسلمين. فعاد سريعًا لمزاولة نشاطه والقيام بوظيفته بعد أن تماثل للشفاء.
فأصيب سماحته نتيجة المحاولة عدّة إصابات نقل على إثرها إلى المستشفى، ولكن أبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره، وحفظ وجوده المبارك لخدمة الإسلام والمسلمين. فعاد سريعًا لمزاولة نشاطه والقيام بوظيفته بعد أن تماثل للشفاء.


حادثة اغتيال الامام الخامنئي
حادثة اغتيال الامام الخامنئي


يقول سماحته حول هذه الحادثة:
يقول سماحته حول هذه الحادثة:
سطر ٣٥١: سطر ٣٤٥:
إنّ هؤلاء المحرومين من الرؤية السياسيَّة، إلى درجة أقدموا فيها على هذه الجريمة بعد خطابكم في مجلس الشورى وفي صلاة الجمعة وفي الجماهير الشعبيَّة مباشرة، واعتدوا على شخص كانت دعوته إلى تحقيق الصلاح والسداد تدوّي في آذان مسلمي العالم،إنّ هؤلاء وبعملهم اللاإنساني هذا، وبدلًا من أن يستفزّوا ويرعبوا الشعب، زادوا من عزم المسلمين وجعلوا صفوفهم أكثر تراصًَّا. ألم يحن الوقت بوقوع هذه الأعمال الوحشيّة والجرائم الحمقاء، كي يتخلّص شبابنا الأعزَّاء المخدوعون من أفخاخ خيانة هؤلاء، ويمنع الآباء والأمهات شبّانهم الأعزّاء من أن يصبحوا قرابين لأهواء الجُناة، ويحذّروا أبناءهم من المشاركة في جرائمهم؟ ألا يعلمون أنّ القيام بهذه الجرائم سيجرّ أبناءهم إلى الضياع والانحطاط وسيخسرون أبناءهم باتِّباعهم شرذمة من الفسدة الجناة؟
إنّ هؤلاء المحرومين من الرؤية السياسيَّة، إلى درجة أقدموا فيها على هذه الجريمة بعد خطابكم في مجلس الشورى وفي صلاة الجمعة وفي الجماهير الشعبيَّة مباشرة، واعتدوا على شخص كانت دعوته إلى تحقيق الصلاح والسداد تدوّي في آذان مسلمي العالم،إنّ هؤلاء وبعملهم اللاإنساني هذا، وبدلًا من أن يستفزّوا ويرعبوا الشعب، زادوا من عزم المسلمين وجعلوا صفوفهم أكثر تراصًَّا. ألم يحن الوقت بوقوع هذه الأعمال الوحشيّة والجرائم الحمقاء، كي يتخلّص شبابنا الأعزَّاء المخدوعون من أفخاخ خيانة هؤلاء، ويمنع الآباء والأمهات شبّانهم الأعزّاء من أن يصبحوا قرابين لأهواء الجُناة، ويحذّروا أبناءهم من المشاركة في جرائمهم؟ ألا يعلمون أنّ القيام بهذه الجرائم سيجرّ أبناءهم إلى الضياع والانحطاط وسيخسرون أبناءهم باتِّباعهم شرذمة من الفسدة الجناة؟


  إنَّنا نفخر عند ساحة الباري تعالى ووليّه بقيَّة الله (أرواحنا فداه) بجنود لنا في الجبهة وخلفها يقضون الليل في محراب العبادة والنهار بالجهاد في سبيله. إنَّني أهنِّئك أيّها الخامنئيّ العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم في جبهات الحرب بملابس القتال وخلف الجبهة بالزَّيِّ العلمائي، وأسأل الله أن يعطيك السلامة لتمضي في خدمة الإسلام والمسلمين".
إنَّنا نفخر عند ساحة الباري تعالى ووليّه بقيَّة الله (أرواحنا فداه) بجنود لنا في الجبهة وخلفها يقضون الليل في محراب العبادة والنهار بالجهاد في سبيله. إنَّني أهنِّئك أيّها الخامنئيّ العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم في جبهات الحرب بملابس القتال وخلف الجبهة بالزَّيِّ العلمائي، وأسأل الله أن يعطيك السلامة لتمضي في خدمة الإسلام والمسلمين".


كما أبرق رئيس مجلس القضاء الأعلى آية الله محمّد الحسينيّ بهشتي -قبل استشهاده بساعات- مخاطبًا آية الله العظمى الخامنئيّ في المستشفى قائلًا:
كما أبرق رئيس مجلس القضاء الأعلى آية الله محمّد الحسينيّ بهشتي -قبل استشهاده بساعات- مخاطبًا آية الله العظمى الخامنئيّ في المستشفى قائلًا:


"إنّ المحاولة الفاشلة لأعداء الإسلام والثورة والوطن الإسلامي في اغتيال ذلك الأخ، أثبتت مرّة أخرى أن أعداء الإسلام والشعب الألدّاء لم يألوا جهدًا في ارتكاب أيَّة جريمة تحقيقًا لأهدافهم المشؤومة. إنّ أعمالهم الوحشية هذه ستفجَّر غضب الشعب الثائر ضدّ الّذين باعوا أنفسهم للآخرين وستعزلهم أعمالهم عن المجتمع أكثر يومًا بعد يوم.
"إنّ المحاولة الفاشلة لأعداء الإسلام والثورة والوطن الإسلامي في اغتيال ذلك الأخ، أثبتت مرّة أخرى أن أعداء الإسلام والشعب الألدّاء لم يألوا جهدًا في ارتكاب أيَّة جريمة تحقيقًا لأهدافهم المشؤومة. إنّ أعمالهم الوحشية هذه ستفجَّر غضب الشعب الثائر ضدّ الّذين باعوا أنفسهم للآخرين وستعزلهم أعمالهم عن المجتمع أكثر يومًا بعد يوم.
أسأل المتعال أن يُمنَّ بالسلامة على الأخ العزيز والمجاهد بأسرع وقت ليستمرّ في جهاده في خندق الإسلام".


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل المتعال أن يُمنَّ بالسلامة على الأخ العزيز والمجاهد بأسرع وقت ليستمرّ في جهاده في خندق الإسلام".


السيّد محمّد الحسينيّ (بهشتي)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
السيّد محمّد الحسينيّ (بهشتي)




وقد أبرق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله من جانبه جوابًا إلى الإمام قدس سره هذا نصّه:
وقد أبرق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله من جانبه جوابًا إلى الإمام قدس سره هذا نصّه:


سيّدي ومقتداي سماحة آية الله العظمى الإمام الخمينيّ قدس سره روحي لك الفداء.
سيّدي ومقتداي سماحة آية الله العظمى الإمام الخمينيّ قدس سره روحي لك الفداء.


سلام الله وسلام عباده الصالحين عليك.
سلام الله وسلام عباده الصالحين عليك.


مرّة أخرى يشملني الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة، فأجدُ نفسي مغمورة بالألطاف الربانية الخفيّة والعلنيّة. أسأل الله العليّ القدير أن يوفّقني لحمده وشكره على ألطافه ونعمائه ما دمتُ حيًّا، كما أنّي مؤمن بأنّ لدعائكم مناجاتكم الأثر الأكبر في نجاتي من كيد المنافقين والظالمين، حفظكم الله ذخرًا وملاذًا للإسلام والمسلمين، آمين رب العالمين. لقد أعدّ المؤمنون أنفسهم للشهادة في سبيل الله باذلين أرواحهم ومتاعهم اليسير، فالمؤمنون منه وإليه. ذلك نهج تعلّمه المؤمنون في مدرستكم وذاك كأس شربوه من معين كوثركم.  
مرّة أخرى يشملني الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة، فأجدُ نفسي مغمورة بالألطاف الربانية الخفيّة والعلنيّة. أسأل الله العليّ القدير أن يوفّقني لحمده وشكره على ألطافه ونعمائه ما دمتُ حيًّا، كما أنّي مؤمن بأنّ لدعائكم مناجاتكم الأثر الأكبر في نجاتي من كيد المنافقين والظالمين، حفظكم الله ذخرًا وملاذًا للإسلام والمسلمين، آمين رب العالمين. لقد أعدّ المؤمنون أنفسهم للشهادة في سبيل الله باذلين أرواحهم ومتاعهم اليسير، فالمؤمنون منه وإليه. ذلك نهج تعلّمه المؤمنون في مدرستكم وذاك كأس شربوه من معين كوثركم.  


لقد علّمتنا أيُّها الإمام أن نعزَّ الإسلام ونغذّيه بمهجنا حتّى يتحقّق ويثمر وتثمر معه شجرة النبيّ وآله الأطهار، وحتّى يختلط زلال الكوثر بدماء الشهداء والصدّيقين، فلا نبالي بالمصائب والويلات في هذا السبيل، وكلّ ما نخشاه أن نُحرَم فلا نُوَفّق إلى الحياة الأبديّة ونعيمها الأزليّ.
لقد علّمتنا أيُّها الإمام أن نعزَّ الإسلام ونغذّيه بمهجنا حتّى يتحقّق ويثمر وتثمر معه شجرة النبيّ وآله الأطهار، وحتّى يختلط زلال الكوثر بدماء الشهداء والصدّيقين، فلا نبالي بالمصائب والويلات في هذا السبيل، وكلّ ما نخشاه أن نُحرَم فلا نُوَفّق إلى الحياة الأبديّة ونعيمها الأزليّ.


نشكر الله ونحمده بشمول آل يزيد وعبيد الله بلعنة الله وملائكته في الآخرة وبالخزي والعار في الدنيا، في حين يحتلّ الحسين عليه السلام وآله الطيبون وأصحابه قلب التاريخ البشريّ وصميم الإنسانيّة. ولي وطيد الأمل أن يستفيد المارقة والقاسطة والناكثة المعاصرون في إيراننا العزيز من التاريخ، فيعودوا إلى الإسلام ويتفيّئوا بظلاله ويتعاونوا في بعث الإسلام من جديد وجني ثماره الطيّبة.
نشكر الله ونحمده بشمول آل يزيد وعبيد الله بلعنة الله وملائكته في الآخرة وبالخزي والعار في الدنيا، في حين يحتلّ الحسين عليه السلام وآله الطيبون وأصحابه قلب التاريخ البشريّ وصميم الإنسانيّة. ولي وطيد الأمل أن يستفيد المارقة والقاسطة والناكثة المعاصرون في إيراننا العزيز من التاريخ، فيعودوا إلى الإسلام ويتفيّئوا بظلاله ويتعاونوا في بعث الإسلام من جديد وجني ثماره الطيّبة.
سطر ٣٨٩: سطر ٣٨٣:


"إنّي لا أنسى قضية يوم الجمعة كيف مضت بعظمة ونورانيَّة وصمود وتلك الطمأنينة، رغم أصوات المدافع المضادّة للجوّ وذلك الضجيج. إنّني كُنت ألاحظ وأنظر وبالأخصّ إلى الناس لأرى ما يحدث بينهم، فلم أر حتى شخصًا واحدًا قد تزلزل، وفي الوقت نفسه كان إمام الجمعة يخطب بذلك الصوت الجهوريّ والناس يستمعون إليه، بتلك الكيفيّة وهم يهتفون: إنّنا مستعدّون للشهادة".
"إنّي لا أنسى قضية يوم الجمعة كيف مضت بعظمة ونورانيَّة وصمود وتلك الطمأنينة، رغم أصوات المدافع المضادّة للجوّ وذلك الضجيج. إنّني كُنت ألاحظ وأنظر وبالأخصّ إلى الناس لأرى ما يحدث بينهم، فلم أر حتى شخصًا واحدًا قد تزلزل، وفي الوقت نفسه كان إمام الجمعة يخطب بذلك الصوت الجهوريّ والناس يستمعون إليه، بتلك الكيفيّة وهم يهتفون: إنّنا مستعدّون للشهادة".


==بعد الثورة==
==بعد الثورة==
سطر ٣٩٧: سطر ٣٨٩:
====مهمة إلى محافظة سيستان وبلوشستان====
====مهمة إلى محافظة سيستان وبلوشستان====


أُرسل سماحته في فروردين (1979م) من قبل الإمام قدس سره في مهمَّة إلى محافظة سيستان وبلوشستان لمتابعة ومعالجة الأوضاع هناك. وتمكَّن من تقديم خدمات قيّمة لأهالي تلك المحافظة المحرومة.
أُرسل سماحته في فروردين (1979م) من قبل الإمام قدس سره في مهمَّة إلى محافظة سيستان وبلوشستان لمتابعة ومعالجة الأوضاع هناك. وتمكَّن من تقديم خدمات قيّمة لأهالي تلك المحافظة المحرومة.
   
   
====وكيل وزارة الدفاع====
====وكيل وزارة الدفاع====
عُيّن سماحته عضوًا في مجلس الدفاع ممثّلًا عن مجلس قيادة الثورة عام 1979م، ثم عُيّن في العام نفسه وكيلًا لوزارة الدفاع، وقد أدّى خدمات جليلة في المسؤوليَّات الّتي أُوكلت إليه، ومنها ما نسمعه على لسانه:


  عُيّن سماحته عضوًا في مجلس الدفاع ممثّلًا عن مجلس قيادة الثورة عام 1979م، ثم عُيّن في العام نفسه وكيلًا لوزارة الدفاع، وقد أدّى خدمات جليلة في المسؤوليَّات الّتي أُوكلت إليه، ومنها ما نسمعه على لسانه:
"لقد وصلت الحكومة المؤقّتة إلى هذه النتيجة وهي أنَّها لا فائدة من مقارعة أميركا الدولة الغنيّة والمقتدرة والتي لا تتدخّل في شؤوننا. هكذا كان تفكير الحكومة المؤقّتة، ومن نتائج هذا التفكير بقاء مجموعة من الأمريكيّين في القوّة الجويّة لفترة طويلة دون أن نعلم ذلك. بعدها كانت إحدى القضايا الّتي طرحت في مجلس الدفاع الأعلى. حيث كنت عضواً فيه ومهدي بازركان رئيساً. هي اقتراح للأميركيّين المستقرّين في القوّة الجويّة يقضي بتبديل اسم مكتب المستشاريّة العسكريّة من اليوم فصاعداً، والعاملون ليسوا مستشارين عسكريّين، ويجب اختيار تسمية جديدة للمكتب، واقترحوا أربعة أسماء...".
 
"لقد وصلت الحكومة المؤقّتة إلى هذه النتيجة وهي أنَّها لا فائدة من مقارعة أميركا الدولة الغنيّة والمقتدرة والتي لا تتدخّل في شؤوننا. هكذا كان تفكير الحكومة المؤقّتة، ومن نتائج هذا التفكير بقاء مجموعة من الأمريكيّين في القوّة الجويّة لفترة طويلة دون أن نعلم ذلك. بعدها كانت إحدى القضايا الّتي طرحت في مجلس الدفاع الأعلى. حيث كنت عضواً فيه ومهدي بازركان رئيساً. هي اقتراح للأميركيّين المستقرّين في القوّة الجويّة يقضي بتبديل اسم مكتب المستشاريّة العسكريّة من اليوم فصاعداً، والعاملون ليسوا مستشارين عسكريّين، ويجب اختيار تسمية جديدة للمكتب، واقترحوا أربعة أسماء...".


غضب سماحة آية الله الخامنئيّ دام ظله لهذا الموضوع غضباً شديداً. ولم تستطع الحكومة المؤقّتة تمرير خطّتها في إبقاء الأميركيّين مع تغيير صفتهم فقط.
غضب سماحة آية الله الخامنئيّ دام ظله لهذا الموضوع غضباً شديداً. ولم تستطع الحكومة المؤقّتة تمرير خطّتها في إبقاء الأميركيّين مع تغيير صفتهم فقط.


   
   
====قيادة حرس الثورة====
====قيادة حرس الثورة====


  في 1/2/1979م أصبح قائداً لحرس الثورة الإسلاميَّة، إثر وقوع بعض الخلافات بين صفوف الحرس لم يتمكّن أحد من حلّها، فاستطاع سماحته بعد تسلّمه المسؤوليّة من حلّ تلك المشاكل.
في 1/2/1979م أصبح قائداً لحرس الثورة الإسلاميَّة، إثر وقوع بعض الخلافات بين صفوف الحرس لم يتمكّن أحد من حلّها، فاستطاع سماحته بعد تسلّمه المسؤوليّة من حلّ تلك المشاكل.


====إمام جمعة طهران====
====إمام جمعة طهران====
سطر ٤١٧: سطر ٤٠٨:


====عضويّة مجلس الشورى الإسلاميّ====
====عضويّة مجلس الشورى الإسلاميّ====
مع بدء انتخابات الثورة الأولى لمجلس الشورى الإسلاميّ، رُشّح سماحته عن مدينة طهران من قبل الائتلاف الكبير المكوّن من رابطة العلماء المجاهدين في طهران وحزب الجمهوريَّة الإسلاميَّة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلاميَّة، وبعض الجمعيَّات والمنظَّمات والجماعات الإسلاميَّة الأخرى، واستطاع دخول المجلس بإحراز الأكثريّة الساحقة للأصوات (1،400،000 صوت). وفي عام 1980م انتخب ممثّلًا للإمام الخمينيّ قدس سره في مجلس الدفاع الأعلى.
مع بدء انتخابات الثورة الأولى لمجلس الشورى الإسلاميّ، رُشّح سماحته عن مدينة طهران من قبل الائتلاف الكبير المكوّن من رابطة العلماء المجاهدين في طهران وحزب الجمهوريَّة الإسلاميَّة ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلاميَّة، وبعض الجمعيَّات والمنظَّمات والجماعات الإسلاميَّة الأخرى، واستطاع دخول المجلس بإحراز الأكثريّة الساحقة للأصوات (1،400،000 صوت). وفي عام 1980م انتخب ممثّلًا للإمام الخمينيّ قدس سره في مجلس الدفاع الأعلى.
   
   
====رئاسة الجمهوريّة====
====رئاسة الجمهوريّة====
بعد استشهاد الشهيدين رجائي وباهنر، رُشّح سماحته من قبل العلماء وسائر المؤسّسات الثوريَّة لرئاسة الجمهوريَّة، وانتُخب في 5/10/1981م ثالث رئيس للجمهوريَّة الإسلاميَّة بعد حصوله على أكثرية ساحقة من الأصوات، وتسلّم رئاسة الجمهوريَّة في وقت كانت ظروف البلاد حسّاسة وخطيرة،فاستشهاد 72 من النخبة المؤمنة، واستشهاد رجائي وباهنر في انفجار مقر رئاسة الوزراء والانفجارات والاغتيالات المتوالية والآثار السّيئة الّتي تركتها رئاسة بني صدر للجمهورية، والمشكلات الناجمة عن احتلال جزء من الوطن الإسلامي من قبل البعثييِّن والحصار الاقتصادي، اجتمعت كلها فخلقت ظروفًا صعبة ومعقّدة.
بعد استشهاد الشهيدين رجائي وباهنر، رُشّح سماحته من قبل العلماء وسائر المؤسّسات الثوريَّة لرئاسة الجمهوريَّة، وانتُخب في 5/10/1981م ثالث رئيس للجمهوريَّة الإسلاميَّة بعد حصوله على أكثرية ساحقة من الأصوات، وتسلّم رئاسة الجمهوريَّة في وقت كانت ظروف البلاد حسّاسة وخطيرة،فاستشهاد 72 من النخبة المؤمنة، واستشهاد رجائي وباهنر في انفجار مقر رئاسة الوزراء والانفجارات والاغتيالات المتوالية والآثار السّيئة الّتي تركتها رئاسة بني صدر للجمهورية، والمشكلات الناجمة عن احتلال جزء من الوطن الإسلامي من قبل البعثييِّن والحصار الاقتصادي، اجتمعت كلها فخلقت ظروفًا صعبة ومعقّدة.


لكن تمَّ -بعون الله وبالقيادة الحكيمة للإمام الراحل رحمه الله والجهود المخلصة للمسؤولين وفي مقدّمتهم رئيس الجمهوريّة سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ وعزيمة وتضحية أبناء الشعب- التغلّب على الكثير من المشاكل، فخرجت البلاد بعد ثماني سنوات من رئاسة سماحته للجمهوريّة - مرفوعة الرأس ومقتدرة وثابتة.
لكن تمَّ -بعون الله وبالقيادة الحكيمة للإمام الراحل رحمه الله والجهود المخلصة للمسؤولين وفي مقدّمتهم رئيس الجمهوريّة سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ وعزيمة وتضحية أبناء الشعب- التغلّب على الكثير من المشاكل، فخرجت البلاد بعد ثماني سنوات من رئاسة سماحته للجمهوريّة - مرفوعة الرأس ومقتدرة وثابتة.