محمدتقي البروجردي

محمدتقي البروجردي
رقم المؤلف	AUTHORCODE0000AUTHORCODE

محمدتقي البروجردي (1315-1391هـ) فقيه، أصولي، مدرس، مؤلف. كان يلقب بثقة الإسلام وسلطان العلماء، وهو عالم شيعي وعضو في المجلس الوطني. وهو ابن عم آية الله البروجردي(1292-1380هـ).

ولادته

ولد آية الله محمد تقي البروجردي في مدينة بروجرد، المدينة التي أنجبت مجتهدين و علماء كبار عمّ نفعهم العالم الإسلامي، و حوزاته العلمية.

أبوه عبد الكريم، كان من محبي آل النبي عليهم السلام، و كان قد أعدّ ولده محمد تقي منذ صغره لتعلّم علوم أهل بيت النبي عليهم السلام.

بداية دراسته

شرع محمد تقي بتحصيل العلم منذ صغره عند علماء مدينة بروجرد.

سفره إلى النجف

سافر إلى النجف الأشرف في مطلع شبابه لينهل من منهل حوزتها العريقة، و درس فيها دروس السطح كالرسائل و المكاسب و الكفاية على علمائها.

درس الخارج

اشترك محمد تقي البروجردي بعد إتمامه لمرحلة السطوح في دروس الخارج المشهورة في حوزة النجف، و ممن حضر عنده من الأساتذة:

1. العلامة الشيخ ضياء الدين العراقي‏
2. العلامة المحقق الميرزا النائيني‏
3. آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني‏

و لم يكن حضوره في هذه الدروس حضور طالب يحاول الاستيعاب فحسب، بل كان حضور محقق يشارك في الدرس بآرائه الدقيقة. و استفاد في أصول الفقه بالدرجة الأولى من العلامة الشيخ ضياء الدين العراقي، و في الفقه من آية الله السيد أبي الحسن الأصفهاني.

مكانته العلمية

يعدّ الشيخ محمد تقي البروجردي شخصية كبيرة، و من علماء النجف البارزين، و كان محاورا ممتازا، أظهر قدرة فائقة في المباحثات، و لذا عرف بآرائه القوية، و دقة نظره، و سلامة تفكيره في مسائل الفقه و الأصول.

اشترك في أكثر من أربع دورات كاملة في درس خارج الأصول عند العلامة الشيخ ضياء الدين العراقي، و قرر منها ثلاثا، فيما قرر بصورة متفرقة دروس خارج الفقه و الأصول للميرزا النائيني و السيد أبي الحسن الأصفهاني.

منزلته الروحية

عرف آية الله البروجردي بالتقوى و الزهد، و الإعراض عن المظاهر الدنيوية، شأنه في ذلك شأن أستاذه العراقي رحمه الله. كان خفيف الروح، و لا يعطي من وقته و نفسه للتكلفات التي يتكلفها الناس عادة في مثل وضعه و ظروفه.

و كان كثير الذكر لله، كثير التلاوة لكتاب الله، لا يفوته التهجد في آناء الليل، طويل الجلوس في مجالس العبادة و الدعاء و الذكر، غيورا على حدود الله و معالم و أصول طريقة أهل البيت عليهم السلام، أبيّ النفس، مترفعا عن مغريات الحياة الدنيا، شديد التواضع، رحمه الله و تغمده برحمته، و أسكنه فسيح جنانه، و نفعنا به.

مؤلفاته

للبروجردي مؤلفات قيمة نذكر بعضا منها:

1. نهاية الأفكار: و هو دورة كاملة لدروس أستاذه العراقي في الأصول، و يعدّ أشهر مؤلفاته.
2. حاشية على العروة الوثقى: و هي حاشية استدلالية واسعة على كتاب العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي. و يتجلى في هذا الكتاب مكانة المؤلف الفقهية و قدرته العلمية، كما يتضح للقارئ ذوقه السليم، و قابليته الفذة في الاستنباط و الاجتهاد، و وصل فيه إلى مبحث الحج و لم يوفق لإتمامه.
3. حاشية فتوائية على توضيح المسائل باللغة الفارسية
4. رسالة في الرد على الفرقة البابية
5. رسالة في منجّزات المريض‏
6. رسالة في الاجتهاد و التقليد

و قد قرأ المرحوم آية الله البروجردي هذه الرسالة قبل طبعها، فأعجب بها كثيرا، و كان يثني على المؤلف في مجالسه.

سفره إلى قم

أمضى آية الله محمد تقي البروجردي أكثر عمره في الحوزة العلمية في النجف، و حضر عند أبرز علمائها، حتى صار من علمائها الكبار و أساتذتها المشهورين. و بعد وفاة آية الله أبي الحسن الأصفهاني، عزم على الهجرة إلى مدينة قم ليضفي عليها حيوية و نشاطا.

فشكل درس الخارج في الفقه و الأصول تلبية لطلب آية الله البروجردي، و كانت جلسات درسه معروفة بالدقة و المتانة، و لذا حضر عنده جمع كبير من الفضلاء.

سفره إلى طهران

بعد مدة دعاه السيد أبو القاسم الكاشاني للحضور إلى طهران، و إقامة صلاة الجماعة في أحد مساجدها، و التدريس في حوزتها العلمية، فلبى طلبه، و بقي في طهران مشغولا بتبليغ و نشر أحكام الإسلام حتى حانت وفاته.

أقوال العلماء في حقه

يقول الشيخ آغا بزرگ الطهراني في كتاب نقباء البشر: «هو الشيخ محمد تقي بن عبد الكريم البروجردي، نزيل النجف الأشرف، عالم بارع، و فاضل جليل، أخذ أوّليات العلوم في بروجرد، و قرأ بعض السطوح عند أعلامها، ثم هاجر إلى النجف، فحضر على الشيخ الميرزا النائيني و الشيخ ضياء الدين العراقي و السيد أبي الحسن الأصفهاني و غيرهم، و قد كتب تقريرات أبحاثهم في الفقه و الأصول«.

كلام شريف الرازي، يقول المؤرخ و المفكر المعاصر الحاج الشيخ محمد شريف الرازي في كتاب گنجينه دانشمندان - أي خزانة العلماء -: «المرحوم المبرور حجة الإسلام و المسلمين، نخبة الفقهاء و المجتهدين، الحاج الشيخ محمد تقي البروجردي، المقيم و المتوفى في طهران، من العلماء المحققين و المجتهدين، المسلّم بهم في عصرنا، و له منزلة في العلم و الفقه، و هو من تلاميذ آية الله النائيني، و آية الله آغا ضياء الدين العراقي، و آية الله العظمى الأصفهاني.

كتب تقريرات أستاذه المرحوم النائيني، و هي مطبوعة الآن، و يستفيد منها فضلاء قم و النجف، و قد قدم إيران بعد وفاة المرحوم آية الله العظمى الأصفهاني، و التقى بزعيم الحوزة في قم آية الله البروجردي، و أقام في قم، و شرع بتدريس خارج الفقه و الأصول بطلب من آية الله البروجردي، ثم سافر إلى طهران بناء على دعوة آية الله المجاهد الحاج السيد أبي القاسم الكاشاني قدس سره، الذي كان يوليه محبة و عناية كبيرين، و أخذ يؤم الناس في مسجد «شيشه» في شارع الحاج الشيخ هادي، و يدرس جمعا من فضلاء و طلبة الحوزة العلمية في طهران«.

وفاته

توفي البروجردي في 24 من ذي الحجة سنة 1391هـ ق في مدينة طهران، بعد عمر حافل بخدمة الحوزات العلمية و العلوم الإسلامية، و دفن في مدينة قم المقدسة بجوار حرم فاطمة المعصومة سلام الله عليها.

و كانت الكلمة الأخيرة التي كتبها قبل أن يسقط القلم من يده هي: (و قضى أمده و انتهى)، عند ما كان يكتب حاشيته على العروة الوثقى، و لا يخفى ما في هذه العبارة من لطف.