الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد السرهندي»

    من ويکي‌نور
    ط (استبدال النص - 'منابع مقاله' ب'المصادر')
    ط (استبدال النص - 'پانویس' ب'تذييل')
     
    سطر ٢١١: سطر ٢١١:
    و ینسب الکشمي إلی الشیخ أحمد رسالة بعنوان رسالۀ جذب و سلوک لم تشاهد مخطوطة لها حتی الآن. کما نسبت إلیه آثار في بعض الفهارس المتأخرة، لکن لایمکن الوثوق بصحة نسبتها لعدم ورود ذکر لها في المصادر المتقدمة.‌<ref>مجتبائي، فتح‌الله، مرکز دائرة المعارف الكبري</ref>.  
    و ینسب الکشمي إلی الشیخ أحمد رسالة بعنوان رسالۀ جذب و سلوک لم تشاهد مخطوطة لها حتی الآن. کما نسبت إلیه آثار في بعض الفهارس المتأخرة، لکن لایمکن الوثوق بصحة نسبتها لعدم ورود ذکر لها في المصادر المتقدمة.‌<ref>مجتبائي، فتح‌الله، مرکز دائرة المعارف الكبري</ref>.  
    ‌  
    ‌  
    ==پانویس==
    ==تذييل==


    <references/>
    <references/>

    المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:٥٩، ١٠ يونيو ٢٠٢٤

    أحمد السرهندي ‌
    NUR00000.jpg
    الاسم الكاملالشیخ بدرالدین أحمد بن عبدالأحد الفاروقي السرهندي؛
    الاسماء الاخریأحمد السرهندي، الشیخ بدرالدین أحمد بن عبدالأحد الفاروقي السرهندي؛
    اللقببدرالدین، الفاروقي، مجدد الألف الثاني؛
    التخلصأحمد السرهندي؛
    النسبالخلیفة الثاني، الفاروقي؛
    الأبعبدالأحد؛
    الولادة۹۷۱هـ؛
    محل الولادةسرهند (سهرند) من مدن پنجاب؛
    بلد الولادةالهند؛
    تاريخ الوفاة۱۰۳۴هـ؛
    المدفنسرهند من مدن پنجاب؛
    الاولادمحمد معصوم، محمد سعيد؛
    الاقرباءالخواجه محمد حجة الله، محمد زبیر، شيخ سيف‌الدين، محمد عبيد‌الله؛
    المذهب‌ الحنفي الماتريدي، الطریقة النقشبندیة؛
    المهنةالمتصوف و المتکلم و مؤسس الطریقة المجددیة، أو الأحمدیة في السلسلة النقشبندیة؛
    الحياة العملية
    الاجازاتإجازة الروایة عن القاضي بهلول البدخشي؛
    المتصوف و المتکلم و مؤسس الطریقة المجددیة، أو الأحمدیة في السلسلة النقشبندیة؛
    الاساتذةکمال‌الدین الکشمیري، یعقوب الکشمیري؛
    المعاصرونالحاج سلطان، أکبر شاه، جهانگیر شاه، الخواجه محمد هاشم الکشمي، میر محمد نعمان، محمد بن فخرالدین الرستمداري، الفیضي، الشیخ محمد طاهر اللاهوري؛
    التلاميذالخواجه محمد هاشم الکشمي، الشیخ بدرالدین؛
    الآثار1- مجموعة مکتوبات، 2- مبدأ و معاد؛
    رقم المؤلفAUTHORCODE03799AUTHORCODE

    أَحْمَدُ السَّرهِنديّ، الشیخ بدرالدین أحمد الفاروقي السرهندي (۹۷۱–۱۰۳۴هـ/ ۱۵۶۴–۱۶۲۵م)، ابن الشیخ عبدالأحد، المعروف بمجدد الألف الثاني، المتصوف و المتکلم الهندي الشهیر في القرن ۱۱هـ و مؤسس الطریقة المجددیة، أو الأحمدیة في السلسلة النقشبندیة.


    معلوماتنا عن حیاته

    تنحصر معلوماتنا عن حیاته فیما کتبه مریدوه و أتباع هذه الطریقة في ترجمة حیاته. ولا یلاحظ في کتب تاریخ تلک الفترة شيء عنه سوی عدة إشارات قصیرة في توزک جهانگیري. و مؤلفات المریدین المعاصرین له مثل زبدة المقامات لمحمد هاشم البدخشاني الکشمي و حضرات القدس لبدر الدین إبراهیم السرهندي و کذلک الکتاب الأکثر تأخراً روضة القیومیة لمحمد إحسان المجددي، تحتوي بأجمعها علی کلام جم في الثناء علیه و بیان کراماته و تنبؤاته و أعماله الکبیرة مما هو مصحوب طبعاً بالغلو و المبالغة المفرطة و الأوهام التي لا تستند إلی أساس، ولا یمکن الرکون إطلاقاً إلی صحتها تاریخیاً. و ما ألف خلال الفترات التالیة في ترجمة حیاته کان هو الآخر قائماً علی أساس هذا المنط من المؤلفات، إلا أنه مع ذلک یمکن معرفة صورة شاملة و خطوط عریضة لحیاته في ثنایا هذه المؤلفات.


    نسبه

    یتصل نسب الشیخ أحمد بالخلیفة الثاني عن طریق عشرین واسطة ونیّف، ولهذا اشتهر بالفاروقي أیضاً.


    مسقط رأسه

    ولد في سرهند (سهرند) من مدن پنجاب الشرقیة،


    دراسته و اساتذته و تدریسه و تصنیفه

    تلقی دروسه التمهیدیة في نفس المدینة علی أبیه الذي کان رجلاً فاضلاً و متصوفاً و من مشایخ الطریقة الصابریة الچشتیة. و قیل إنه حفظ القرآن و هو صبي. و ذهب في أول شبابه إلی سیالکوت لأتمام دراسته، فدرس هناک العلوم العقلیة علی مولانا کمال‌الدین الکشمیري، و الحدیث و الفقه علی الشیخ یعقوب الکشمیري، و أخذ من القاضي بهلول البدخشي، تلمیذ الشیخ عبدالرحمان بن فهد إجازة بالروایة عنه، و انهمک في تدریس الصحاح الستة و کتب التفسیر بإشارة و دعم منه. و خلال تدریسه العلوم ألّف بعض الرسائل أیضاً باللغتین الفارسیة و العربیة. و قد کثر الحدیث عن سیاسة أکبرشاه الدینیة و «دینه الإلهي». و مهما کان الدافع إلی سَنّه البدع و تأسیسه الأدیان – سواء أکان غروراً و أوهاماً ناجمة عن جهل، أم إحساساً منه بالحاجة إلی خلق أرضیة للتفاهم المشترک و الوحدة و التوافق بین الأدیان و الفرق المختلفة و إزالة التشتت و الخصومات في المناطق الخاضعة لحکمه – فإن أغلب إجراءاته في هذا المضمار کانت تبدو علی أیة حال متعارضة و مبادئ الشریعة الإسلامیة و مدعاة لاحتجاج الفقهاء و المتشرعین و تألمهم. وفي أوضاع کهذه استقطبت بیئة أکرا النشطة و الحافلة بالنقاشات و رواج سوق البحث العلمي و الدیني، الشیخ أحمد الشباب نحوها. و لایبدو صحیحاً ما قاله فریدمان من أنه دعي إلی بلاط أکبر شاه لفضله و علمه، و أنه کان یساعد خلال فترة إقامته غیر المعلومة هناک أباالفضل في أعماله الأدبیة. ویبدو أن الشیخ أحمد شق طریقه في أکرا إلی المجالس التي کانت تعقد في منزلي أبي‌الفضل و الفیضي بتعریف من أستاذه الشیخ یعقوب الکشمیري رغم کونه شاباً یافعاً. و خلال ذلک ألف الشیخ أحمد رسالتین: إحداهما بعنوان إثبات النبوة، بالعربیة، تأثر فیها بشکل کبیر بالمنفذ من الضلال للغزالي و التي انتقد فیها تلمیحاً و بشکل صریح آرائ و أعمال أکبرشاه و أبي‌الفضل، و انبری لإثبات معاني البعثة و النبوة و خاتمة الرسالات و تبیان حقیقة معاجز الأنبیاء و ذم آراء الفلاسفة؛ و الأخری بالفارسیة عنوانها «رسالة در ردّ روافض» و التي هي في حقیقتها ردّ علی الرسالة التي کان مولانا محمد بن فخرالدین الرستمداري، المعروف بالمشکِّک من علماء مدینة مشهد المقدسة قد کتبها بدوره رداً علی فتوی أصدرها علماء ماوراء‌النهر. عاد الشیخ أحمد إلی سرهند بعد عدة سنوات من الإقامة في أکرا، برفقة أبیه الشیخ عبد الأحد الذي کان قد قدم إلیها آنذاک. وفي طریق العودة و لما وصلا إلی تهانیسر ذهبا للقاء الحاج سلطان الذي کان من وجهاء تلک المناطق و المقربین من بلاط أکبر شاه والذي صُلب سنة ۱۰۰۷هـ بأمر من أکبرشاه.


    تدریسه

    وفي سرهند انهمک الشیخ أحمد مرة أخری في تدریس العلوم، و خلال ذلک بادر للدخول في سلک الطریقة الچشتیة – التي کان أبوه من مشایخها – و أخذ من أبیه إجازة في الإرشاد.


    التبلیغ للطریقة النقشبندیة

    کان الشیخ یتمنی علی الدوام السفر إلی الحجاز و أداء فریضة الحج، إلا أن ضعف أبیه و شیخوخته و اهتمامه برعایته و خدمته کان یحول بینه و بین هذا السفر. وفي ۱۰۰۷هـ توفي الشیخ عبد الأحد، فتوجه الشیخ أحمد في السنة التالیة من سرهند إلی دلهي قاصداً السفر إلی الحجاز. و خلال ذلک کان الخواجه محمد الباقي بالله خلیفة الخواجه محمد الخواجگي قد قدم من بخاری إلی دلهي و انهمک في التبلیغ للطریقة النقشبندیة و نشرها، فذهب الشیخ أحمد للقائه و انجذب إلیه منذ لقائه الأول به. وفي فترة و جیزة بلغت الألفة و المودة بینهما حداً أن تخلی الشیخ أحمد عن مواصلة سفره بتأثیر من الخواجه محمد، فأقام فترة في خانقاهه و انشغل خلال ذلک بالذکر و الریاضة علی طریقة المشایخ النقشبندیة لدی الخواجه محمد، فبلغ في فترة و جیزة مرحلة أخذ معها إجازة بالإرشاد من الخواجه و عاد إلی سرهند مع طائفة من مریدیه و طلابه. و تواصل تبادل الرسائل بینه و بین الخواجه محمد الباقي بالله إلی حین وفاة هذا الأخیر، و ذهب الشیخ أحمد عدة مرات إلی دلهي للقائه، و ظل یزور قبره أیضاً بعد وفاته في ۱۰۱۲هـ. و استناداً إلی من کتبوا سیرة الشیخ أحمد فإن الخواجه الباقي بالله کان قد اختاره خلال حیاته خلیفة له، لکنه لم یقم في دلهي، بل واصل انهماکه بالتألیف و تعلیم الطریقة النقشبندیة و نشرها في سرهند، و إن رسالة تهلیلیة، و مبدأ و معاد، و معارف لدنیة، و مکاشفات عینیة، و شرح رباعیات الخواجه الباقي بالله، و تعلیقات العوارف جمیعها من الآثار التي خلفها بعد التحاقه بالطریقة النقشبندیة.


    مجدد الألف الثاني

    و کانت سعة نطاق علم الشیخ أحمد و معرفته بلأمور ذات العلاقة بالفقه و الکلام و التصوف و احتجاجاته الحادة و الجریئة علی البدع التي جاء بها أکبر شاه و حاشیته و أعمالهم المنافیة للشرع، و کذلک کتاباته في الموضوعات العلمیة و الدینیة و السیاسیة المهمة التي کان یرسلها إلی الشخصیات المعروفة في الهندد، قد أدت إلی أن یعرف بین مسلمي تلک المناطق بوصفه شخصیة متمیزة و یشتهر بلقب مجدد الألف الثاني. و المجدد هو ذلک الذي مهما نالت الأمة من الفیوضات خلال تلک الفترة، فإنما نالتها عن طریقه هو، مع وجود أقطاب و أوتاد ذلک العصر و حضور أبدال و نبلاء. و إن العلوم و المعارف التي یکتسبها المجدد هي مافوق علوم أهل العلم و علوم الأولیاء و معارفهم، بل هي العلوم التي تصله عن طریق الوارثة من «مشکاة أنوار النبوة». و یتحدث الشیخ أحمد في بعض مکاتیبه بعبارت غریبة و کأنه هو نفسه مجدد الألف الثاني.

    و خلاصة الأمر، أن أمثال ادعاءات الشیخ أحمد هذه و الاحتجاجات التي کان قد جابه‌ بها سابقاً أعمالَ أکبر شاه و رجال بلاطه، و جابه بها فیما بعد تصرفات جهانگیر و تساهله و تهاونه تجاه أعمال الهندوس و تصرفاتهم، لم تکن لتتلاءم بطبیعة الحال مع أخلاق و أسلوب جهانگیر الذي کان قد تسلم السلطة في ۱۰۱۴هـ/ ۱۶۰۵م بدلاً من أکبر شاه. و کان الشیخ أحمد خلال تسنم جهانگیر العرش و بدایة عهده قد أبدی سروراً و تفاؤلاً لکون الملک سیهتم بأوضاع المسلمین و صیانة حدود الشریعة، إلا أنه بعد فترة اصطدم به و کان ینتقد تساهله مع الهندوس و ترکهم أحراراً في ممارسة شعائرهم الدینیة و سلوکهم الاجتماعي، بل کان یعدّ تقالید السجود و تقبیل الأرض الذي کان متداولاً في البلاط آنذاک، أمراً مغلوطاً و مرفوضاً بشدة. و فضلاً عن ذلک، فإن المقربین من جهانگیر کانوا في الغالب من الإیرانیین الشیعة، ولم یکن الشیخ یتوانی في «رسالة در ردّ روافض»، بل في کثیر من مکاتیبه عن الإعلان عن مشاعره المضادة للشیعة. و قد أورد في إحدی رسائلة التي کتبها إلی الخواجه الباقي بالله، شرحاً عن معراجه الروحي و تحدث عن اجتیازه مقامات الخلفاء الراشیدین الثلاثة و بلوغه مقام المحبوبیة الذي هو أسمی من مقام الخلیفة الأول و أدنی من مقام الخاتمیة. و أدوا إلی أن یُستدعی الشیخ إلی البلاط. و جهانگیر أمر بأن یسجن الشیخ في قلعة گوالیار و قد امتدت فترة سجن الشیخ أحمد سنة تقریباً.


    وفاته

    و کان الشیخ أحمد منهمکاً في السنوات الأخیرة من عمره بسرهند في إرشاد المریدین و الإجابة علی الرسائل التي کانت تصله من شتی النواحي و المتعلقة بالقضایا الدینیة و الصوفیة، و هناک توفي أخیراً.


    نشر الطریقة النقشبندیة بشکل عملي

    کان الشیخ أحمد قد أخذ علی عاتقه مهمة نشر الطریقة النقشبندیة بشکل عملي بعد وفاة الخواجه الباقي بالله، و عیّن أشخاصاً خلفاء له في شتی النقاط، و إن قسماً کبیراً من مکاتیبه موجه إلی هؤلاء الخلفاء، ذلک أنه ینبغي لهم فضلاً عن نشرهم الطریقة و إرشادهم المریدین، أن یدافعوا أیضاً عن آراء و ادعاءات شیخهم العریضة في مواجهة احتجاجات العلماء و متصوفة الطرق الأخری، کما حدث عندما خصص الشیخ بدرالدین أحد خلفائه قسماً کبیراً من کتابه حضرات القدس للدفاع عن آراء الشیخ و الرد علی احتجاجات معارضیه.


    ابنائه و احفاده

    اختار الشیخ أحمد في أواخر حیاته ابنه الثالث محمد معصوم (تـ ۱۰۷۹هـ) بصفته القیوم الثاني، خلیفة له، و بذلک أصبح هو القیوم الأول. و هذا اللقلب الذي هو من صنعه، تعبیر عن مقام الخلافة الإلهیة التي – علی حد قوله – هي «قیوم» جمیع الأشیاء، و ذلک بحکم الخلافة، و بواسطته یتم إیصال إفاضة الوجد و البقاء و سائر الکمالات الظاهرة و الباطنة، إلی جمیع الاشیاء، فإن کان ملکاً فهو متوسل إلیه و إن کان إنساً و جنَاً فهو متشبث به. و القیوم الثالث کان حفیده الخواجه محمد حجة الله (تـ۱۱۱۵هـ) ابن القیوم الثاني، بینما کان القیوم الرابع محمد زبیر (تـ۱۱۵۲هـ) حفید الخواجه محمد. و کان أتباع الشیخ أحمد یسمون سنة وفاته «السنة المطلقة»، ذلک أن القیوم الثاني حل محل القیوم الأول في تلک السنة و ولد فیها القیوم الثالث (حجة‌الله) و حدث قران لثلاث حوادث کبیرة في سنة واحدة.


    خلفاء الشیخ أحمد

    و رغم أن أبناء الشیخ أحمد و أحفاده کانوا موضع احترام و تبجیل کبیرین في أوساط النقشبندیة المجددیة و کان شاه جهان و أورنگ زیب یولیانهم رعایة خاصة، غیر أن أغلبهم کانوا منهمکین بتدریس مبادئ التصوف و تعلیم المریدین و التلامیذ و إرسال المکاتیب إلی أتباعهم و أنصارهم و قلما کانوا یتخطون حدود سرهند و دلهي. و کانت مهمة نشر الطریقة المجددیة ملقاة علی عواتق خلفاء الشیخ أحمد الذین کانوا جادین في نشر الطریقة في مختلف المناطق، و کان الشیخ أحمد خلال حیاته علی اتصال بهم عن طریق المکاتبة.

    و من أشهر خلفائه کان میر محمد نعمان (تـ۱۰۵۲هـ) الذي یرجع أصله إلی ماوراءالنهر، و أصبح بعد هجرته إلی الهند من مریدي الخواجه الباقي بالله بادئ الأمر، ثم ذهب إلی سرهند بأمر من شیخه و انضم إلی مریدي الشیخ أحمد، وذهب إلی برهانپور من قبل الشیخ أحمد، و هناک تحلق حوله تلامذة و مریدون کثر.

    کان الخواجه محمد هاشم الکشمي (تـ۱۰۵۳هـ) و الشیخ بدرالدین کلاهما من خاصة مریدي الشیخ، و قد ألّف الأول کتاب زبدة المقامات و الثاني کتاب حضرات القدس في سیرة الشیخ أحمد و أسرته و أبنائه و خلفائه. و قد التحق الشیخ بدرالدین بعد وفاة شیخه ببلاط داراشکوه ابن شاه جهان و ترجم من العربیة إلی الفارسیة بأمر منه عدة کتب مثل بهجة الأسرار و روضة النواظر و کلاهما في سیرة الشیخ عبدالقادر الجیلاني و عرائس البیان لروزبهان البقلي. و کان قبل ذلک قد ترجم أیضاً فتوح الغیب لعبدالقادر الجیلاني، إلی الفارسیة. و فضلاً عن ذلک، فقد ألّف آثاراً أخری مثل کرامات الأولیاء (عن الکرامات التي شوهدت لبعض المشایخ بعد موتهم) و روائح (في تعریف المصطلحات الصوفیة للطریقتین القادریة و النقشبندیة) و سنوات أتقیاء (في تاریخ و سیر کبار الشخصیات من آدم إلی زمنه) و مجمع الأولیاء (في سیر مشایخ الصوفیة). و کتابه حضرات القدس هو الآخر جدیر بالاهتمام من حیث الاطلاع علی نوع الاحتجاجات التي کانت تجابه بها آراء الشیخ أحمد و أقواله و الأجوبة التي کان یُردّ بها علی هجمات المعارضین. و کان الشیخ آدم البنوري (تـ۱۰۷۳هـ) واحداً من مشاهیر خلفاء الشیخ أحمد ممن کان جم غفیر من الأفغان قد أصبحوا مریدیه، و لهذا السبب توجس شاه جهان من سعة نشاطاته خطراً، فنفاه إلی الحجاز، فمکث الشیخ في مکة و المدینة ینشر آراء الشیخ أحمد و ینبري للبحث و المناقشة مع علماء الحجاز في العقائد الخاصة بالمجددیة. و قد ألف عدة کتب حول الطریقة النقشبندیة و آراء و معتقدات الشیخ أحمد السرهندي. و کان الشیخ محمد طاهر اللاهوري أحد خلفاء الشیخ أحمد أیضاً، و له باع طویل في علوم عصره، کما کان معلم أبناء الشیخ، و نقلت حوله حکایة تشبه حکایة الشیخ صنعان التي أوردها العطار النیسابوري، إلا أنه بعد عودته و توبته علی ید الشیخ أحمد استعاد مقامه و منزلته السابقة و کلّفه الشیخ بإرشاد الناس في لاهور و پنجاب.


    المعارضة لأفکار و أقوال الشیخ

    إلا أنه رغم دعم أورنگ زیب لأبناء الشیخ أحمد و أحفاده، فإن المعارضة التي تأججت لأفکار و أقوال الشیخ في أواخر عمره قد بلغت ذروتها آنذاک، مما یلاحظ من إشاراته نفسه في آخر مکاتیبه و کذلک من رسائل أشخاص مثل عبدالحق المحدث الدهلوي و آخرین. و باشتداد سواعد علماء الظاهر، اتسعت أمواج الاحتجاج في شتی مناطق الهند.

    و منذ أوائل القرن ۱۲هـ/ ۱۸م خبت موجة المعارضة لآراء الشیخ أحمد، واتسع تدریجیاً نطاق إعلام و نشاطات أتباع الطریقة المجددیة النقشبندیة في الحجاز و الشام و العراق و ترکیا، و من الجانب الآخر في أفغانستان و ماوراء‌النهرف و کانت جهود أبي البهاء ضیاء‌الدین محمد خالد الشهرزوري (۱۱۹۳–۱۲۴۲هـ) ذات تأثیر کبیر و شامل في نشر هذه الطریقة في مناطق نفوذ الحکم العثماني، و الیوم تنتهي سلاسل نسب جمیع الطرق النقشبندیة في هذه المناطق إلیه.


    أنشطته الدینیة و الاجتماعیة

    و رغم أن أهمیة و تأثیر أعمال الشیخ أحمد و خلفائه و أتباعه في الشؤون السیاسیة بالهند لم تکن علی الإطلاق بالقدر الذي یدعی في کتابات المؤلفین النقشبندیة، ولا یلاحظ في الکتب التاریخیة المهمة لهذه الفترة شيء من هذا القبیل، لکن و بصورة عامة فإن دعایات و أنشطة الجناح المتعصب والمتشرع في الهند في مواجهة الجناح المتحرر و المتساهل الذي یدعو بأسره إلی التساهل و التسامع في المسائل الدینیة و السلوک مع الهندوس و أتباع الأدیان و المذاهب الأخری، لم تکن دون تأثیر في المضمار.

    ولا شک في أن الاحتجاجات الشدیدة للشیخ أحمد علی سیاسة أکبر شاه في «الوئام العام» و یدعه، و أعمال و أقوال رجال بلاطه، و کذلک تصلبه و عناده في مواجهة أهداف جهانگیر و امتناعه الجريء عن السجود بین یدي الملک، و انتقاده الصریح و الشجاع لسیاسات البلاط و الحکومة في المکاتیب التي کان یرسلها إلی النواحي و إلی ذوي المناصب، جعلت منه شخصیة بارزة متمیزة في أعین الناس. و بطبیعة الحال، فإن طریقته و أسالیبه و بعض أتباعه لم تکن لتمرّ دون تأثیر في تعزیز و تدعیم التیار الذي أدی إلی اتباع الأسالیب و السیاسات المتطرفة و المتعصبه خلال عهد أورنگ زیب.

    وفي فترة أنشطته الدینیة و الاجتماعیة کان الشیخ أحمد یکافح علی حبهتین: فمن جهة – و کما أسلفنا – کان یعارض سیاسات البلاط و الدولة التي ابتعدت عن الشریعة، و ینتقد و یؤنّب العلماء و الفقهاء الذین کانوا یوافقون بشکل صریح علی تلک الأعمال و السیاسات، أو یلتزمون الصمت محتاطین حیالها، بوصفهم «علماء سوء»؛ و من جهة أخری، کان یسعی إلی تهذیب التصوف الإسلامي السائد في الهند – الذي کان یسیطر تماماً علی الحیاة الدینیة و الفکریة لأهالیها - مما علق به من جمیع الشوائب التي تتنافی و أحکام الشریعة کما یدعي، و یزیل عنه الآراء التي تتعارض و مبادئ الدین. و الأساس الذي تقوم علیه الطریقة النقشبندیة کان بشکل عام الالتزام بالشریعة و اتباع السنة، و کان تصوف الشیخ أحمد أیضاً قائماً علی نفس الأسس. و لذا فقد کان – خلافاً للصوفیة الچشتیة و الطرق الأخری – یعارض السماع و أحوال الوجد الناشئة عنه، ولم یکن یحضر أمثال تلک المجالس. و کان یقدّم اکتساب العلوم الدینیة علی السلوک في الطریقة، و یشجع مریدیه علی دراسة الفقه و الحدیث و التفسیر، و کان العلم في رأیه العلوم الشرعیة، أما العلوم الأخری التي لا تنفع للآخرة کالریاضیات والفلک و المنطق و الفلسفة، فقد کان یعدّها علوماً دنیویة و مما لا طائل من ورائها.


    الشيخ أحمد و آراء محیي‌الدین ابن عربي

    و علی عهده کان التیار المسیطر علی أفکار أهل التصوف هو آراء محیي‌الدین ابن عربي و نظریته القائلة بوحدة الوجود و کان الشیخ أحمد نفسه من أتباع هذا المذهب في شبابه ویبدو أنه کان قد ألف رسالة أیضاً في هذا الموضوع، لکنه في الفترات اللاحقة و جد نفسه و لسببین مضطراً إلی أن یعارض بعض آراء الشیخ الأکبر ابن عربي: الأول أن آراء ابن عربي بشکل عام کانت مصحوبة بنوع من التساهل تجاه الاختلافات و الفروق الموجودة في الأدیان الأخری، و کان أتباع هذه المدرسة یعتبرون جمیع الأدیان مظهراً لحقیقة واحدة و طرقاً منفصلة للوصول إلی هدف واحد، و هذه هي نفس الحالة التي کانت تلاحظ آنذاک في النهضة الفکریة و الدینیة للبهاکتیة الهندوسیة التي کان تقوم علی الحب الإلهي و العبادة المرتکزة إلی العشق، و تعد من مبادئها الأساسیة. و مع انتشار و ازدیاد قوة هذه النهضة بین شتی الفرق الهندوسیة و تسرب کثیر من مبادئها و عناصرها و تفشیها بین أبناء المسلمین من الصوفیة و المحبین للسلام، کان یخشی من أن یظهر تصدع في عقائد المسلمین و یتزعرع الالتزام بالأحکام الشرعیة. و منذ الفترة التي سبقت حکم أکبر شاه کان في أوساط المسلمین و الهندوس الکثیر ممن کانوا یؤمنون بوحدة الأدیان في نفس الوقت الذي یؤمنون فیه بوحدة الذات الإلهیة، بحیث لم یکونوا یعتبرون «کافرین» ولا «مسلمین»، بل موحدین. و قد روی عبدالحق المحدث الدهلوي عن عمه أنه سأل یوماً أباه الشیخ سعدالله عن الکبیر (المتصوف الهندي المعروف و من الشخصیات البارزة في النهشة البهاکتیة) عما إذا کان کافراً، أم مسلماً، فأجاب الشیخ سعدالله: «کان موحداً»، و یعني أنه لم یکن کافراً ولامسلماً، إلا أن الشیخ أحمد کان یعارض بشدة هذا النوع من الرؤی، و حکم في إحدی رسائله بشکل صریح بفساد رأي من کانوا یعتبرون «رام» و «الرحمان» واحداً مثل الکبیر و المعتنقین لفکره، وعدّ تصوراتهم و أوهامهم الفاسدة دلیلاً علی سخافة عقولهم. و کان الشیخ أحمد و بغیة الحیلولة دون نمو و انتشار أمثال هذه النزعات یعتبر ترسیخ مبادئ الشریعة وحفظ حدودها و أحکامها أمراً ضروریاً. و من جهة أخری، فإن اتساع نظریة ابن عربي القائلة بوحدة الوجود کان بإمکانها هي الأخری – خاصة من حیث شبهها القریب جداً من «التوحید المطلق» لمدرسة الفیدانتا الهندوسیة – أن لا تؤدي إلی التقریب بین آراء هاتین المدرستین من بعضهما فحسب، بل إلی مزج آرائهما و إحداث تغییر في التصوف الإسلامي. ویبدو أن هذا الاحتمال لم یکن یخفی علی الشیخ أحمد، بل کانت مدعاة لإثارة القلق لدیه. و فضلاً عن ذلک، فقد کانت في نظریات ابن عربي الصوفیة عناصر بإمکانها أن تؤدي إلی ضعف العقیدة و إلی اللامبالاة بالأحکام و الواجبات الشرعیة لدی السالکین الجدد في الطریقة و کثیر من المصوفة غیر المتعمفین. و رغم أن الشیخ أحمد یحاول في کثیر من مکاتیبه دحض آراء ابن عربي، إلا أنه یذکره دائماً بتجلة و یعتبره من «الأولیاء المقبولین»، ولا یعرّض إلا نادراً به و بآرائه و آثاره أو بشکل تلمیحي، کما یقول في أحد مکاتیبه: «إن ما یهمنا هو «النص» و لیس «الفص»، و إن فتوحاتنا المدنیة أغنتنا عن الفتوحات المکیة»، و یشکو في موضع آخر بلهجة هادئة: «ما الذي یمکن علمله في ساحة الشیخ هذه قدس سره الذي نحن في حرب معه حیناً وفي سلام حیناً آخر». و یقول أیضاً في موضع آخر: «لما کان الشیخ [محیي‌الدین] لا یمیز بین الواجب والممکن - و نفسه یقول: لعدم التمییز بینهما - فإن سمي الواجب ممکناً و الممکن واجباً فلایهم، و إن عَذَرَهُ، فذلک منتهی الکرم و العفو». بل یحاول الشیخ أحمد أحیاناً تسویغ أقوال ابن عربي بشکل ما و حملها علی «غلبة السکر و استیلاء حب المحبوب علی»، أو تسمیتها بالخطأ الکشفي، فیقول: «الخطأ الکشفي حکمه حکم الخطأ الاجتهادي، مرفوع عنه اللوم و العتب». کان الشیخ أحمد یعتبر نظریة ابن عربي في وحدة الوجود بالشکل الذي کانت مطروحة به في أوساط الصوفي آنذاک، مرفوضاً؛ و اعتبار الحق و الخلق واحداً هو أمر مخالف للعقل و الشرع، و کان ینبري في جمیع مکاتیبه، و حیثما سنحت الفرصة، لدحض هذه النظریة و الإنکار علیها بشتی التعابیر، إلا الکلام الذي کان یعلنه هو نفسه في هذه المسألة و بشأن نسبة الواجب إلی الممکن، أو القدیم إلی الحادث، لم‌یکن علی نسق واحد في جمیع أرجء مکاتیبه؛ بحیث کان یقترب حیناً من رؤیة ابن عربي في وحدة الوجود، و حیناً من التوحید الإلهي للمتشرعین، أو کما یقول هو: طبقاً لعقیدة أهل السنة و الجماعة.

    و في مسألة الولایة أیضاً و منذ بدء معرفته بابن عربي و کثیر من المتصوفة الذین کانوا یعتبرون الولایة أصلاً و النبوة فرعاً له کان معارضاً، و خلافاً لهم کان یری النبوة أفضل من الولایة و هي أصلها و باطنها. و هو منذ السنوات الأولی التي انضم فیها للطریقة النقشبندیة، اتخذ من المقولات و التصورات الشائعة في مدرسة الشیخ الأکبر، مرتکزاً لبیان آرائه و نقد آراء ابن عربي و دحضها، وکان یتحدث عن مراتب الوجود و تنزلاته و تعیناته علی أساس الطرح العام لمعرفة الوجود في تلک المدرسة.

    وفي مسألة الخیر و الشر فإن رأي الشیخ أحمد یختلف اختلافاً تاماً عن رأي أتباع ابن عربي الذین کانوا یعتبرون کلا الأمرین نسبیاً و أعتباریاً.

    غیر أن الخلاف الأساسي بین الشیخ أحمد و أتباع ابن عربي فهو بشأن مسألة وحدة الوجود و عینیة الحق و الخلق. و کما أشیر آنفاً، فإنه کان یستغل کل فرصة للاعتراض علی هذا الرأي. کان الشیخ أحمد قد أراد إزالة النزاع بین التصوف و الشرع، و أن یلائ بین نظریات الصوفیة القائلة بوحدة الوجود و بین الأصول و المبادئ العقائدیة للإسلام، ولذا فقد کان یدعو نفسه «صلة» و یقول: «الحمدلله الذي جعلني صلة بین البحرین و مصلحاً بین الفئتین»، و لتدعیم رأیه هذا کان یستند هو و أتباعه إلی الحدیث الذي أورده السیوطي في جمع الجوامع بهذا النص: «یکون في أمتي رجل یقال له صلة یدخل الجنة بشفاعته...» و یستشهدون به.

    یقوم أساس التصوف لدی الشیخ أحمد – شأنه شأن بقیة مشایخ النقشبندیة – علی اتباع السنة والشریعة بشکل مطلق. و الحقیقة عبارة عن حقیقة الشریعة، بینما تعني الطریقة طریقَ الوصول إلی حقیقة الشریعة. و قد کان یعارض السماع والوجد و مایرافقها، ولم یکن یحضر مجالس السماع، و یعتبر تربیة النفس و تزکیة الأخلاق هما أساس السیر والسلوک.

    وفي القرون التالیة، فإن آراء أحمد السرهندي، في التصوف، و الأهمیة التي کان یولیها لترسیخ مبادئ الشریعة و إصلاح المجتمع الدیني استناداً إلی مبادئها الأسلامیة، أثرت في أسلوب مشایخ الطریقة النقشبندیة و أمثال الشاه ولي الله و الشاه عبدالعزیز و الشاه أحمد البریلوي. و خلال العود المـتأخرة و تزامناً مع حرکة التحرر الهندیة و ظهور أفکارها المطالبة بالاستقلال، اکتسبت أفکار السرهندي أهمیة و سحراً خاصاً بین المسلمین، و کان أمثال السید أحمد خان و أبي الکلام آزاد متأثرین به في آرائهم، کما أثنی محمد إقبال اللاهوري علی جهوده في إصلاح التصوف و جعله یتلاءم مع متطلبات العصر.


    آثاره

    کانت کتابات الشیخ أحمد قبل تعرفه إلی الخواجه محمد الباقي بالله و انخراطه في الطریقة النقشبندیة (حوالي ۱۰۰۸هـ) تنحصر في الموضوعات الدینیة و المسائل الکلامیة و العقائدیة، و کما أشیر آنفاً فقد کان یرید من جهة أن یقف بوجه البدع الشائعة علی عهدي أکبرشاه و جهانگیر و التساهل و التسامح في الأمور الدینیة، و من جهة أخری أن یحول دون انتشار الشیعة في الهند و الذي کان قد تغلغل في جمیع المؤسسات الثقافیة و الحکومیة بعد عودة همایون من إیران و توجه مجامیع کبیرة من العلماء و النفانین و الحرفیین و رجال الدولة الإیرانیین الشیعة إلی تلک البلاد. ویبدو أن أول کتاباته في هذه الفترة کان: 1- رسالة إثبات النبوة باللغة العربیة،

    2- «رسالة در ردّ روافض»،


    3- رسالة تهلیلیة،

    و أول أثر صوفي للشیخ أحمد هو رسالة تهلیلیة التي یبدو أنها ألفت قبل لقائه الخواجه الباقي بالله حوالي ۱۰۰۸هـ. و تهلیلیة رسالة صغیرة بُحث في بدایتها عن الکلمة الطیبة «لا إله إلا الله» و معاني أجزائها و آراء المفسرین فیها، ثم وحدة ذات الله و وجوده من وجهة نظر الفلاسفة، ثم جری الحدیث في آخرها عن الرسالة المحمدیة و أخلاق و فضائل و صفات النبي الأکرم (ص) و معجزاته.

    4- معارف لدنیة،

    ویبدو أن ثاني رسائله في التصوف کانت معارف لدنیة التي تقع في ۴۱ فصلاً قصیراً تحت عنوان «معرفة»، و بُحث في کل «معرفة» أحد قضایا التصوف المهمة مثل: الذات والدسماء و الصفات و علاقة بعضها ببعض و اختلاف وجهات نظر الصوفیة و المتکلمین بهذا الشأن، الولایة المحمدیة الخاصة، السالک المجذوب و المجذوب السالک، صورة الإیمان و حقیقة الإیمان، الطریقة و الحقیقة و الشریعة، مراتب الفناء، و موضوعات أخری من هذا القبیل. وفي ختام هذه الرسالة انتقد المؤلف بشدة بعض العقائد المنتشرة بین فریق من الصوفیة المتأخرین مما کان یبدو متعارضاً مع مبادئ الشریعة.

    5- مبدأ و معاد،

    رسالة أخری تقع في ۵۴ فصلاً قصیراً تشبه رسالة معارف لدنیة من حیث المضمون و الموضوع.

    6- شرح رباعیات الخواجه الباقي بالله، فهو رسالة صغیرة.

    و فضلاً عن ذلک، فقد وردت أیضاً في کتب التراجم عدة رسائل ضمن آثار الشیخ أحمد السرهندي بأسماء:

    7- تعلیقات العوارف، 8- آداب المریدین، 9- مکاشفات عینیة، مما لا تعلم حقیقتها بشکل جازم.

    و ربما کانت المکاتیب ۱۱۷ و ۱۱۸ و ۱۱۹ من الدفتر الثالث، قسماً من رسالة تعلیقات العوارف. و یذکر الشیخ أحمد نفسه في مکتوبات إحدی کتابانه بعنوان رسالة در تحقیق مراتب وحدة الوجود مما یبدو أنه کان في بیان تحوله الفکري عن آراء ابن عربي في وحدة الوجود و نزوعه إلی نظریة وحدة الشهود.

    10- مجموعة مکتوبات،

    غیر أن أهم و أشهر أثر خلفه هو مجموعة مکتوبات و اصل کتابتها منذ حوالي سنة ۱۰۰۸ هـ حتی آخر حیاته و أرسالها إلی شته النواحي. و بعض أوائل رسائله موجّه إلی الخواجه محمد الباقي بالله شیخ الطریقة النقشبندیة و تحدث فیها بشکل أکبر عن تحولاته الفکریة و تجاربه الروحیة. أما بقیة الرسائل فقد کتبها علی مدی السنوات التي تلت، إلی أصدقائه و أبنائه و مریدیه و خلفائه، و کذلک إلی عدد من الأمراء و رجال البلاط. و قد رتبت هذه المکاتیب في ۳ دفاتر بلغت في مجموعها ۵۳۶ مکتوباً یضم الدفتر الأول ۳۱۳ مکتوباً

    و یضم الدفتر الثاني ۹۹ مکتوباً

    أما جمع مکاتیب الدفتر الثالث المعنون بـ «معرفة الحقائق» فقد بدأه میر محمد نعمان خلیفة الشیخ أحمد في الدکن، و نقل فیه حوالي ۳۰ مکتوباً، إلا أنه عُهد بمواصلة هذا العمل إلی الخواجه محمد هاشم الکشمي، فأنهی هذا ترتیب و تنظیم الدفتر الثالث إلی ۱۱۴ مکتوباً بعدد سور القرآن الکریم في ۱۰۳۱هـ. وفي بدایة جمع الرسائل للدفتر الرابع توفي الشیخ أحمد، فاضطر محمد هاشم إلی إضافة المکاتیب التي کان قد جمعها لهذا الدفتر، إلی نهایة الدفتر الثالث، و قد زید في عدد مکاتیب هذا الدفتر فبلغ ۱۲۴ بعد أن کان ۱۲۲ مکتوباً.

    و مضامین هذه المکاتیب هي غالباً المسائل و الموضوعات الدینیة و الصوفیة، و بعضهما في الرد علی أسئلة طرحها مریدو و خلفاء و أبناء الشیخ، و بعضها الآخر إرشاداته و تعلیماته، و عدد منها أیضاً موجه إلی رجال البلاط و الدیوان لحثم علی مراعاة الأحکام و إصلاح الشؤون الدینیة و ترسیخ قواعد الشریعة.

    و ینسب الکشمي إلی الشیخ أحمد رسالة بعنوان رسالۀ جذب و سلوک لم تشاهد مخطوطة لها حتی الآن. کما نسبت إلیه آثار في بعض الفهارس المتأخرة، لکن لایمکن الوثوق بصحة نسبتها لعدم ورود ذکر لها في المصادر المتقدمة.‌[١]. ‌

    تذييل

    1. مجتبائي، فتح‌الله، مرکز دائرة المعارف الكبري

    المصادر

    مجتبائي، فتح‌الله، مرکز دائرة المعارف الكبري. https://www.cgie.org.ir/ar/article/236884

    وابسته‌ها

    قالب:وابسته‌ها

    رده:زندگی‌نامه رده:مقالات بازبینی نشده2 رده:فاقد کد پدیدآور