أبوالعمیثل، عبدالله بن خویلد أو خلید
أَبوالْعَمَیْثَل، عبدالله بن خَوَیْلِد أو خُلَیْد (تـ ۲۴۰هـ/ ۸۵۴م)، شاعر ولغوي و کاتب في بلاط الطاهریین.
نسبه و مسقط رأسه
و یبدو أنه کان مولی لهاشمي یدعی العباس بن محمد، غیر أن ابن الندیم کتب أنه مولی جعفر بن سلیمان. وقد زعم هو نفسه أن أباه کان مولی لبني هاشم، وجده سعد مولی للعباس بن عبدالمطلب.
ولد أبوالعمیثل بین ظهراني بدو القَیْن بن جسر ونشأ هناک وتعلم العربیة الفصحی، ولهذا السبب فقد لقب بالأعرابي، غیر أن البعض قالوا إن أصله کان من الري. ولانعرف شیئاً عن حیاته قبل التحاقه بالطاهریین.
في بلاط الطاهريين
وقد ذکر ابن أبي طاهر أنه عندما کان المأمون في خراسان (ربما بین سنوات ۱۹۳-۲۰۲هـ) قد عرّف أبا العمیثل إلی عبدالله بن طاهر بوصفه شاعراً أکثر اقتداراً من جریر فانضم إلی بلاطه، غیر أن الروایات الأخری تختلف عن روایة ابن أبي طاهر. فقد کتب ابن المعتز أن أبا العمیثل دخل علی طاهر بن الحسین (والد عبدالله) وقبّل یده، فأمر له بجائزة نفیسة لما سمع منه عبارة طریقة. وفي مرة أخری جفا الامیرُ شاعره، لکن الشاعر الجریح القلب أعلن في مقطوعة شعریة أنه سیهجر البلاط، فأدی ذلک إلی أن یتعطف الأمیر و یدعوه إلیه ثانیة و یکرمه. کما أن المصادر الأخری تؤید علاقته بطاهر بن الحسین. ویقول ابن الندیم إنه خدم دولاً طاهر بن الحسین ثم ابنه عبدالله. ومع ذلک فإن المصادر الأکثر تأخراً ذکرت أن الامیر الذي قبل یده وأخذ جائزته النفیسة منه إنما کان عبدالله و لیس طاهراً.
ومهما یکن، فبعد وفاة طاهر أصبح أبوالعمیثل في خدمة ولده عبدالله، وانبری لتربیة أولاده، واستناداً إلی روایة نقلها الخطیب التبریزي، فقد کان مکلفاً مع أبي سعید الضریر، بتقییم قصائد الشعراء الذین یفدون علی بلاط الأمیر، ثم منحهم إذناً بالإنشاد.
وفي ۲۱۰ هـ عندما ذهب عبدالله علی رأس جیش إلی مصر من قبل المأمون لقمع الثورة التي حدثت فیها، رافقه الشاعر أیضاً إلی هناک، ونظم تقلیداً منه لأبي نواس قصیدة في وصف المنازل بین العراق ومصر. ویستفاد من هذه الروایة أن الشاعر کان قد انضم إلی حاشیة عبدالله قبل تسنمه منصب الإمارة.
لقاء أبي العمیثل بأبي تمام
ذهب أبوتمام إلی خراسان في ۲۱۹هـ/۸۳۴م. وتوجد عدة روایات عن لقاء أبي العمیثل بأبي تمام: تقول بوایة الصولي إن أباتمام مدح الأمیر عبداله بقصیدة أوصلها إلیه بید أبي العمیثل، لکن لما أبطأ الأمیر بجائزته فقد کتب مقطوعة شعریة عاتب فیها أبا العمیثل و مدح عبدالله. فردّ أبوالعمیثل بدوره علی تلک المقطوعة بشعر علی نفس الوزن والقافیة. وقد وردت هذه الروایة بشکل أکثر تفصیلاً في الأغاني: مکث أبوتمام طویلاً في خراسان، وفي أحد الشتاءات ذهب خلالها مرة واحدة إلی بلاط عبدالله و مدحه، لکنه لما ترفّع عن قبول الجائزة التي أمر بها إلیه، غضب عبدالله و لم یأمر له بعدها بجائزة. فنظم أبوتمام قصیدة وقعت في ید أبي العمیثل، فبادر هو أیضاً إلی تقیدم اعتذار نیابة عن الأمیر و وعده أن یسوي الأمور بالرفق، و قد وُفّق في عمله.
وکتب القفطي: یبدو أن أبا العمیثل لم یکن یعرف أبا تمام. وطبقاً لما تقتضي مهام عمله تسلم منه القصیدة أولاً، ثم لما وجد أن بعض أبیاتها غامضة علیه سأله: لماذا لاتقول مایفهمه الناس؟ فردّ أبوتمام: و لماذا لاتفهم مایقال؟ و قد أی هذا الرد إلی أن یستفسر أبوالعمیثل عنه و یعرف شهرته و منزلته، ثم اصطحبه بعدها إلی بلاط الأمیر لینشد شعره. و قد جری تحویر هذه الروایة قلیلاً فیما رواه الخطیب التبریزي. فاستناداً لما کتبه – و کما مرّ آنفاً – فإن أبا العمیثل یجد زمیل عمل له باسم أبي سعید الضریر أیضاً. و علی أیة حال، فإن أغلب هذه الروایات مشوبة بالتناقض. فمما یثیر الدهشة مثلاً ألّا یعرف أبوالعمیثل شاعراً طبقت شهرته الآفاق مثل أبي تمام.
آثاره
لم یبق من مجموع أشعاره سوی القلیل الذي جمعه فریتس کرنکو بأسره وطبعه ملحقاً بکتاب المأثور؛ إلا أنه – و کما قیل – کان شاعراً مکثراً، وقد أشار ابن أبي طاهر إلی دیوانه الذي یبلغ ۱۰۰۰ صفحة (من الجلد)، وقال الصولي إن دیوانه یقع في ۵۰۰ ورقة.
وفضلاً عن دیوان شعره، فقد نسبت إلیه ۴ کتب أیضاً و هي:
1. المأثور، أو ما اتفق لفظه واختلف معناه،
وقد طبعه فریتس کرنکو في لندن سنة ۱۹۲۵م. وهو قاموس ذکر فیه الکلمات دون ترتیب خاص، کما أوضح معنی کل کلمة، لکن یبدو أنه اهتم بالکملات التي لها أکثر من معنی. و لتدعیم معاني الکلمات فقد استشهد بالأشعار أو أقوال اللغویین و النحاة؛
۲. معاني الشعر؛
۳. التشابه؛
۴. الأبیات السائرة.
ولم یبق من الکتب الثلاثة الأخیرة سوی عناوینها.
<ref>خسروي، زهراء، مرکز دائرة المعارف الكبري</ref>.
پانویس
منابع مقاله
خسروي، زهراء، مرکز دائرة المعارف الكبري. https://www.cgie.org.ir/ar/article/235601