ابن قلاقس

مراجعة ١٨:٢٣، ٤ سبتمبر ١٣٩٨ بواسطة Mreza fasihy@yahoo.com (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
ابن قلاقس
الاسم ابن قلاقس
سائر الأسامي نصر بن عبد اللّٰه بن عبد القوي اللخمي، أبو الفتوح، الأعز، المعروف بابن قلاقس الإسكندري الأزهري
الأب
المیلاد 532 ه

1138 م

مکان الولادة
الوفاة 567 ه

1172 م

الأساتید
بعض المؤلفات
رقم المؤلف
شاعر، نبيل، من كبار الكتاب المترسلين. كان في سيرته غموض، و ظفرت بما يجلو بعضه. ولد و نشأ بالإسكندرية. و انتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. و كتب إلى فقهاء «المدرسة الحافظية» بالإسكندرية، و لعله كان من تلاميذها، يقول، بعد أبيات: «كتبت أطال اللّٰه بقاء مواليّ الفقهاء أنجم المهتدين و صواعق المعتدين، من مصر حرسها اللّٰه، و قد خرجت بظاهرها ليلة الجمعة للنزهة مع الأمراء أدام اللّٰه عليّ امتداد ظلهم...» و ضمّن رسالته هذه قصيدة، قال فيها: «أرى الدهر أشجاني ببعد، و سرني بقرب، فأخطأ مرة، و أصابا» «فإن أرتشف شهد الدنوّ فإنني تجرعت للبين المشتت صابا» ثم عاد إليها. و لقي فيها أبا الحسن «سعيد ابن غزال السامريّ كاتب الضرغام» و طلب من أبي الحسن شيئا من شعره و بعض ترسّله ليضمّنهما كتابا له سماه «مواطر الخواطر» و يجعلهما «نجمي حلكه، في فلكه، و درّي نحره، في بحرة» كما جاء في رسالة كتبها بعد ذلك إليه. و زار صقلّيّة (سنة 563) و كان له فيها أصدقاء، يكاتبهم و يكاتبونه، منهم القائد «غارات بن جوسن خاصة المملكة الغليلمية» و الشيخ «ابن فاتح» و «السديد الحصري» و أخصهم القائد أبو القاسم بن الحجر، و قد صنف فيه «الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم». و كان يكثر النزول بعيذاب (من ثغور البحر الأحمر، شمالي جدة) و منها كتب إلى الوزير (الإسماعيلي) الأديب «أبي بكر العيدي» في عدن، أنه كان يعد نفسه بزيارته، و كانت نفسه تقتضيه الوعد: «على أني عرضت عليها السير و إزعاجه، و القفر و منهاجه، و البحر و أمواجه، فأبت إلا البدار، و أنشدت: من عالج الشوق لم يستبعد الدار..» و يذكر في الرسالة عمارة اليمني المعروف أو المتهم بصلته بالإسماعيلية فيقول: «ما زال يختصر لي قرآن محامد الحضرة في سورة، و يجمع لي العالم منها في صورة، حتى رأى السفر و آلاته» إلى أن يقول: «و قد علمت الحضرة أن السفر إليها، فليكن السكن و السكون مضمونا لديها، محسنة مجملة إن شاء اللّٰه تعالى». و دخل عدن (سنة 565) ثم غادرها مبحرا في تجارة. و ارتطمت سفينته بصخرة في جزيرة «نخرة» بضم النون و سكون الخاء (و سماها ابن خلكان جزيرة الناموس؟) قرب دهلك (قال ياقوت: و يقال له دهيك أيضا، و هو مرسى في جزيرة بين بلاد اليمن و الحبشة) فتبدد «ثلثا» ما معه من فلفل و بقم و سواهما. و أسعفه سلطان دهلك «مالك بن أبي السداد» بالطعام و الملابس، له و لرجاله، و أنزله عنده. و استكتبه في منتصف جمادى الآخرة (566) رسالة إلى «السيد عبد النبي بن مهدي» صاحب زبيد، و رسالة أخرى (غير مؤرخة) إلى «القاسم بن الغانم بن وهاس الحسني صاحب بلاد عثر، بين الحجاز و اليمن» و كتب هو، في غرة رجب 566 إلى «أبي بكر العيدي» الوزير بعدن، اثنتي عشرة صفحة صغيرة، هذه فقرات منها: «... من جانب الصخرة، بنخرة... و شوقي يكاثر الفلفل المبدد في السواحل، و البقّم المفرق في المراحل.. ما زالت تترامى بنا الأفواج و الأمواج، حتى استأثرت بأموالنا و آمالنا.. نعم، قد سلم الثلث، و الثلث كثير، و حصلنا بجزيرة دهلك، و السلطان المالك ابن أبي السداد... ساعدني بالبز و البر... و وثقت منه بوعد في خروجي هذه السنة عند عود رسوله من بر العرب» ثم يحدثه ببعض الأخبار: «و وردت كتب مضمنة جملة من الأخبار المصرية، منها أن السلطان الأجل صلاح الدين.. غزا غزّة من بلاد الفرنج خذلهم اللّٰه، و كسر، و أسر، و عاد غانما و الحمد للّٰه، و رفع المكوس، و جعل دار الشحنة بمصر مدرسة للعلم». ثم يخبره بنجاة أشياء (لعلها هدايا) كان قد سلمها إليه، و يذكر بعضها و يقول: «و حصر ذلك يستدعي زمانا، و بيانا، و بنانا، و لسانا، و جنانا، و إمكانا، و هذيانا! فالعذر في تركه واضح» و يقول: «كانت معي كتب كتب البحر عليها المحو، فلا شعر و لا لغة و لا نحو! لم يسلم سوى ديوان شعر ابن الهبارية، بعد أخذه من البلل.. ضاع شعري كله، و انحط عن متن نظري فيه كله (أي ثقله) فقد كنت لا أخلو من إصلاح فاسد، و مداراة حاسد» و يخبره بأنه بدأ بنظم قصيدة فيه، مطلعها: «وشى بسرك عرف الريح حين سرى» و أنه نظم قصيدة في «السلطان المالك» أولها: «قفا فاسألا مني جفونا و أضلعا» و كتب إليه في رسالة أخرى، يشكو طول الإقامة بدهلك، و يقول: «و لو لا أن يعثر القلم لجرى و جرّ، و سرى و ما سرّ، فقد امتلأت المسامع بسوف، و علمت المطامع أنها بوادي عوف! و كنت أمنع بيع الشعر في زمن أقلّ ما يتشارى فيه بالذهب، فصرت أصرفه بالبخس.. نعم نزلت على أم العنبر، فلعنت البحر مع البر» ثم يقول: «تسلفت من التجار بزا.. و اشتريت به من العبيد، و عولت على قطع البيد، إلى زبيد.. و أدخل من هناك إلى عدن» و قد فعل. و هذه قصة غرقه، كتبها بقلمه، و انتفى بها زعم المؤرخين جميعا بأنه «غرق جميع ما كان معه و عاد إلى أبي الفرج - ياسر بن بلال المحمدي - و هو عريان!» و مع ما يلاحظ من ضيق صدره في دهلك (و قد هجاها و صاحبها مالكا، ببيتين ذكرهما ياقوت) فإنه كان على اتصال بالسلطان، في مصر. و هذه فقرات من «كتاب سلطاني» أرجح أنه كتبه من دهلك: «المملوك يقبل البساط الشريف.. و لما كان في هذه المدة حدث بالجانب المتملك عليه البليني -؟ - من خرق حرمة الإسلام و هدم مساجده.. و منع الوصول إلى السواحل بما كانت العادة جارية به من الغلال و غيرها من الأطعمة، كل ذلك برأي المطران الواصل إليها من الديار المصرية حماها اللّٰه.. و لم يخرج المطران المذكور إلا بعد أخذ المواثيق عليه من البطرك بأن لا يحدث حادثا من إلجاء المسلمين إلى التنصر و لا يهدم مسجدا و لا يخرج عن الطريقة المعهودة من مثله.. و الرغبة إلى المجلس السامي، أدام اللّٰه ملكه، أمره المطاع إلى البطرك المقيم بظله الشريف بتنفيذ مطران ثان عوضا من المطران الأول، و تجديد المواثيق و العهود عليه.. و أن يكون طريقه على ثغر دهلك..» لمقابلته؟ و يختم بقوله: «و المملوك يسأل المراحم العالية في تقويته على ما هو موقوف بصدده، بما يحسن في الآراء العالية و تقتضيه الأريحية و يأمر به الكرم و يوجبه السماح إن شاء اللّٰه تعالى» و يستفاد من الجملة الأخيرة معنى كبير قد يجعل رحلاته كلها «لمصالح السلطان». و ممن كان يكاتبهم «أبو الشكائم عنان ابن الأمير ناصر الدين نصر بن العسقلاني» و «عز الكفاة بن أبي يوسف» و «الأمير نجم الدين ابن العسقلاني» و «جلال الدين ابن العسقلاني» و «الثقة أبو الحسن سعيد بن أبي يعقوب» و «أبو الغنائم ابن أبي الفتوح الكموي متولي الفرضة بثغر عدن» و «القاضي الأشرف ابن الخباب» و «الشيخ الجليل ابن عرام» و له في بعضهم شعر. و أكثرهم ممن جهلهم التاريخ، لضياع المصدر الّذي يسر اللّٰه لي اقتناءه أخيرا، و هو المخطوطة الفريدة، فيما أعتقد، من كتاب «ترسّل الأعز أبي الفتوح نصر بن عبد اللّٰه بن عبد القوي، المعروف بابن قلاقس» كتبت برسم «الخزانة المولوية السيدية إلخ» سنة 592 أي بعد وفاته بخمس و عشرين سنة، و كان قد جمعها هو في الشهور الأخيرة من حياته، بعيذاب، إجابة لطلب الفقيه أبي الحسن «علي بن عبد الوهاب بن خليف» و اختفاء هذه النسخة أيام «ابن خلكان» و من قبله و بعده، أدى إلى اضطرابهم في اسمه و حقيقة خبره، فسماه العماد الأصبهاني «نصر بن عبد اللّٰه بن علي الأزهري» و لعله استكمل دراسته في الأزهر، و سماه أبو شامة: «نصر ابن عبد اللّٰه الإسكندري» و جاء بعدهما ابن خلكان، فجعله «نصر اللّٰه بن عبد اللّٰه ابن مخلوف بن علي بن عبد القوي» و حار من اطلع على هذه المصادر الثلاثة، بأيها يثق، فرجح ابن كثير الروايتين الأوليين (و لا تعبأ بورود اسمه في النسخة المطبوعة من البداية و النهاية، نصر اللّٰه، فإنه سماه نصرا، و الزيادة من الناسخ أو الطابع) و أخذ ابن قاضي شهبة ترجمته عن ابن خلكان، فسماه «نصر اللّٰه» ثم كتب على الهامش بخطه: «سماه ابن كثير، تبعا لأبي شامة: نصرا» و صوروه جميعا: «شاعرا، مداحا، ينتجع الكبراء، و يفوز بعطاياهم» و لم أر في ديوان ترسّله أثرا لاستمناح أو صغار، خلا ما كان الأسلوب يقتضيه من تعبير الكاتب عن نفسه بالعبد و الخادم و المملوك. و هو القائل (كما في المطبوع من ديوانه) لممدوحه ياسر بن بلال: «و ما زلت زوّار الملوك، مبجلا لديها، عزيزا عندها، مترفعا» و بعد طوافه بزبيد و عدن، استقر في «عيذاب» و ربما كان يفضلها، لتوسطها بين مصر و الحجاز و اليمن، تبعا لاقتضاء المصلحة؟. و توفي بها. أما كتبه، فشعره كثير غرق بعضه (كما تقدم) و بعضه في «ديوان - ط» و لمحمد ابن نباتة المصري «مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ» في خزانة الشيخ علي الليثي بمصر، و في المكتبة الأهلية بباريس، مخطوطة (رقم 3139) من «ديوانه» فيها زيادات على المطبوع (كما يقول محمد بن شنب، في دائرة المعارف الإسلامية) و سبق ذكر تأليفه «مواطر الخواطر» و لعله على طريقة الخريدة، و «الزهر الباسم» أما «ديوان ترسّله - خ» ففيه من شعره ما ليس في دواوينه، و منه استفدت أكثر مادة هذه الترجمة، و قد أطلت بها لخلو المصادر من معظم ما ذكرته عنه [١].

تذييل

  1. ترسل ابن قلاقس - خ. و خريدة القصر، قسم شعراء مصر 145:1 و كتاب الروضتين 205:1 و ابن خلكان 156:2 و إرشاد الأريب 211:7 و هو الجزء المصنوع. و الإعلام لابن قاضي شهبة - خ. و دائرة المعارف الإسلامية 264:1 و البداية و النهاية 269:12 و Brock.S.I:46 I و معجم البلدان 115:4 و سماه النواجي في «تأهيل الغريب - خ.»: «نصر اللّٰه بن قلاقس اللخمي الأوندي».

مصادر

زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج8، ص26، لبنان - بيروت، دار العلم للملايين، 1989م