جلال الدين السيوطي

مراجعة ٠٩:١٩، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ بواسطة A-esmaili (نقاش | مساهمات) (←‏مصادر المقال)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

جلال الدين عبد الرحمن بن محمد السيوطي (849-911هـ)، فقيه شافعي، محدث، مفسر، أديب، مؤرخ، وعالم موسوعي مصري من القرن التاسع والعاشر الهجري.

جلال الدين السيوطي
NUR00615.jpg
الاسم الكاملجلال الدين السيوطي
الاسماء الاخریالسيوطي
رقم المؤلفAUTHORCODE00615AUTHORCODE

لقبه وكنيته

اسمه عبد الرحمن وكنيته أبو الفضل. وشهرته بالسيوطي مستمدة من اسم مدينة "سيوط" أو "أسيوط"، مسقط رأس والده في صعيد مصر.

ميلاده

ولد جلال الدين في ليلة أول رجب من سنة 849هـ.

تعليمه

بدأ السيوطي طلب العلم في عام 864هـ، ولم يبلغ الخامسة عشرة من عمره حتى كان قد حفظ كتبًا عديدة، منها عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي في الحديث، ومنهاج الطالبين ليحيى بن شرف النووي في الفقه الشافعي، والألفية لابن مالك في النحو، ومنهاج الوصول في علم الأصول لعبد الله بن عمر البيضاوي في أصول الفقه. وقد عرض هذه الكتب على كبار علماء عصره مثل علم الدين البلقيني (ت 868هـ)، وشرف الدين المناوي (ت 871هـ)، وأمين الدين الأقصرائي. وفي عام 866هـ أُجيز له تدريس الأدب العربي، بما في ذلك علم النحو والصرف والبلاغة.

أساتذته

كتب السيوطي عدة "مشيخات" يذكر فيها أساتذته:

  1. المعجم الكبير المسمى حاطب ليل وجارف سيل، والذي وصفه حاجي خليفة بأنه "كتاب مفصل بنظام أبجدي (جمع فيه شيوخه علی المعجم، بتعبيره)." ذكر السيوطي في هذه المشيخة أسماء 600 من شيوخه، لكن الكتاب لم يُعثر عليه حتى الآن.
  2. المنجم في المعجم، وهو الكتاب الذي بقي وتم طبعه، ويحتوي على أسماء 195 من شيوخه.
  3. التحدث بنعمة الله، ذكر فيه أسماء 130 من أبرز شيوخه. ومن قائمة أساتذة السيوطي يتضح أنه درس على يد أكبر علماء عصره في مختلف التخصصات.

وكان أبرز أساتذة السيوطي:

- شمس الدين الحنفي (ت. 867هـ)، الذي درس عليه معظم كتب وعلوم الأدب (النحو والصرف والبلاغة(.

- علم الدين البلقيني، الذي درس عليه معظم المتون الفقهية، وحصل منه على إجازة في التدريس والإفتاء.

- شرف الدين المناوي.

- سيف الدين محمد بن محمد الحنفي (ت. 881هـ.)

- محيي الدين الكافيجي (ت. 879هـ)، الذي كان السيوطي يعتبره أستاذ الأساتذة في عصره، وظل ملازمًا له مدة أربع عشرة سنة، تعلم خلالها العديد من المتون الأدبية، والتفسيرية، والحديثية، والفقهية. وفي النهاية عهد إليه الكافيجي بتدريس الحديث في مدرسة الشيخونية.

- تقي الدين الشمني (ت. 872هـ)، الذي درس السيوطي علم النحو على يديه، وتتبع السيوطي سلسلة أساتذة النحو التي وصلت من الشمني إلى أبي الأسود الدؤلي.

تلاميذه

درس العديد من الطلاب على يد السيوطي في مختلف العلوم الأدبية والدينية، ومنهم:

  1. شمس الدين محمد بن يوسف بن علي الصالحي الشامي (ت. 942هـ)
  2. عبد القادر بن محمد الشاذلي (ت. حوالي 925هـ)
  3. شمس الدين محمد بن علي الداودي (ت. 945هـ)
  4. السيد يوسف بن عبد الله جمال الدين الحسني الأرموني (ت. 958هـ).

مناصب السيوطي

بدأ السيوطي تدريس العلوم وإملاء الحديث في عام 870هـ، واستمر في عقد مجالس إملاء الحديث بشكل متكرر حتى عام 888هـ. ومنذ عام 871هـ تولى منصب الإفتاء وكتب كثيرًا في هذا المجال. وحتى عندما وصل إلى مرتبة الاجتهاد المطلق، لم يخرج في فتاواه عن دائرة المذهب الشافعي (باغستاني، إسماعيل، ج17، ص169-171).

سعى السيوطي أيضًا إلى التأثير في القضاء، وحاول الوصول إلى منصب قاضي القضاة أو حتى رئيس جميع القضاة، ليتمكن من التدخل في تعيينهم وعزلهم. وقد منحه الخليفة العباسي هذا المنصب الفريد، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد، لكن هذا الأمر قوبل باعتراضات شديدة من القضاة. وفي ظل النزاع بين الملك والخليفة، تم سحب هذا المنصب منه[١].

القاهرة في عصر السيوطي

شهدت القاهرة في زمن السيوطي وجود العديد من الخانقاوات، التي ذكرها في كتابه حسن المحاضرة. في خانقاه "الشيخونية" كانت تُدرس أربعة دروس لمذاهب الفقه الأربعة، بالإضافة إلى دروس في الحديث والقراءات ومشيخة سماع صحيح مسلم والبخاري. وقد تولى السيوطي تدريس الحديث هناك لفترة من الزمن، ثم تولى بعدها رئاسة مشيخة "البيبرسية.

أثناء توليه رئاسة خانقاه البيبرسية، كان السيوطي مستاءً من عدم التخلق بأخلاق الأولياء. وكان يعتقد أن استهلاك أموال الخانقاه بالنسبة لهم حرام، ولذلك قطع عنهم مخصصاتهم. ونتيجة لذلك، ثار عليه بعضهم وحاولوا قتله، وألقوه بثيابه في حوض ماء الخانقاه. ثم رفعوا شكواهم إلى "الأمير طوماي باي"، الذي لم تكن علاقته جيدة بالسيوطي[٢].

تخصص السيوطي وتبحره العلمي

كان السيوطي يعتبر نفسه متبحرًا في التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع، وذلك بأسلوب بلغاء العرب وليس على طريقة المتأخرين من غير العرب والفلاسفة. وكان يدعي الاجتهاد المطلق في الفقه والحديث واللغة العربية، ولم يكن يرى أن هناك من حقق هذا المقام قبله إلا تقي الدين السبكي. بالإضافة إلى ذلك، كان متقنًا لأصول الفقه والجدل والتصريف والفرائض والإنشاء والترسل. لكنه كان يعتبر علم الحساب أصعب العلوم لأنه لم يتناسب مع طبعه. كما أنه لم ينشغل بالمنطق والعلوم الفلسفية لأنه كان يعتبرها محرمة أو غير دينية.

مذهبه واعتقاده

كان السيوطي شافعي المذهب في الفقه، وفي "الطريقة" كان من أتباع الطريقة الشاذلية. وكتب في هذا المجال كتابًا بعنوان تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية.

وفاته

أصيب السيوطي بالمرض في 12 جمادى الأولى 911هـ، وتوفي بعد أسبوع. دفن في حوش توسون خارج باب القرافة، وكان قبره دائمًا موضع احترام.

عدد مؤلفاته

قام السيوطي بفهرسة مؤلفاته عدة مرات. ففي حسن المحاضرة ذكر 281 مؤلفًا، وفي التحدث بنعمة الله أشار إلى 433 مؤلفًا، وفي فهرس بخط يده أحصى 503 مؤلفًا، وفي فهرس مرفق بــ زاد المسير في الفهرست الصغير الموجود في مكتبة تشستربيتي، ذكر 533 من كتبه ورسائله. اشتهرت مؤلفات السيوطي في حياته، وحسب قوله، انتشرت عن طريق تلامذته والكتّاب إلى مدن الشام وآسيا الصغرى والحجاز واليمن والهند.

بعض مؤلفاته

نظرًا للاختصار، سيتم ذكر عدد قليل فقط من مؤلفات السيوطي في كل موضوع.

علم النحو

كان السيوطي يزعم أنه بعد ابن هشام، لم يكن هناك من يستحق أن يُطلق عليه لقب "مجتهد مطلق" في علم النحو غيره. وقد كتب عدة كتب في هذا المجال، منها:

  1. همع الهوامع شرح جمع الجوامع
  2. الأشباه والنظائر النحوية
  3. الاقتراح في أصول النحو
  4. النهجة (أو البهجة) المرضية في شرح الألفية
  5. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.

الحديث

ألّف السيوطي العديد من الكتب في الحديث. ولتسهيل الوصول إلى سنة النبي (ص) للمسلمين، قام بتأليف ثلاثة كتب مهمة في الحديث النبوي:

  1. الجامع الكبير أو جمع الجوامع، وهو أكبر مجموعة حديثية عند أهل السنة.
  2. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، وهو تلخيص للأحاديث القولية في الجامع الكبير.
  3. الزيادة على الجامع الصغير، وهو ذيل على الجامع الصغير.

شروح الحديث

كتب السيوطي شروحًا مختصرة ومفيدة على صحيح البخاري، صحيح مسلم، جامع الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، وموطأ مالك.

مصطلح الحديث

أشمل وأهم كتبه في هذا الباب هو تدريب الراوي بتقريب النووي.

نقد الحديث

أشهر وأهم كتبه في هذا المجال هو اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.

الجرح والتعديل

  1. طبقات الحفاظ
  2. إسعاف المبطأ برجال الموطأ

الفقه

  1. الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض
  2. الأشباه والنظائر الفقهية
  3. الحاوي للفتاوى

التفسير وعلوم القرآن

  1. الإتقان في علوم القرآن، وهو أشهر وأعظم مؤلفاته في علوم القرآن
  2. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، وهو ملخص لـ ترجمان القرآن الذي كان تفسيرًا مأثورًا يضم عدة آلاف من الأحاديث المرفوعة
  3. الإكليل في استنباط التنزيل، وهو عمل مختصر يتناول العلوم التي استنبطها العلماء السابقون من القرآن الكريم
  4. أسرار التنزيل (المعروف أيضًا بـ قطف الأزهار في كشف الأسرار), وهو من أهم وأشمل وأفيد كتب السيوطي في علوم القرآن، حيث سعى فيه إلى شرح نظم القرآن ووجوه بلاغته بالتفصيل.


التاريخ

كان السيوطي أيضًا عالمًا في مجالات أخرى، من بينها التاريخ، وقد ألّف 32 كتابًا ورسالة في هذا المجال. ومن أهمها كتابه المفصل حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة[٣].

تذييل

  1. راجع: حمودة، طاهر سليمان، ص109-111
  2. راجع: حمودة، طاهر سليمان، ص51-53
  3. راجع: باغستاني، إسماعيل، ج26، ص170-174

مصادر

  1. باغستاني، إسماعيل، "سيوطي، جلال الدين"، دانشنامه جهان إسلام (موسوعة العالم الإسلامي)، تحت إشراف غلام علي حداد عادل، ج17، ص169-171 و ج26، ص170-174، طهران: مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الأولى، 2018م.
  2. حمودة، طاهر سليمان، جلال الدين السيوطي: عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1990م.