الملك حسين

الملك حُسَين
الاسم الملك حُسَين
سائر الأسامي الحسين بن عليّ بن محمد بن عبد المعين ابن عون، من أحفاد أبي نميّ ابن بركات، الحسني الهاشمي
الأب
المیلاد 1270 ه

1854 م

مکان الولادة
الوفاة 1350 ه

1931 م

الأساتید
بعض المؤلفات
رقم المؤلف
أول من قام في الحجاز باستقلال العرب عن الترك. و آخر من حكم مكة من «الأشراف» الهاشميين. ولد في الآستانة، و كان أبوه منفيا بها. و انتقل معه إلى مكة، و عمره ثلاث سنوات. فتأدب و تفقه و نظم الشعر الملحون «الحميني» و مارس ركوب الخيل و صيد الضواري. و أحبه عمه الشريف عبد اللّٰه باشا (أمير مكة) فوجهه في المهمات، فدخل نجدا و أحكم صلته بالقبائل. و مات أبوه و عمه. و آلت إمارة مكة إلى عمه الثاني «عون الرفيق» فلم يحتمل هذا تدخله في شئون الإمارة، و كانت تابعة للدولة العثمانية، فطلب إبعاده من الحجاز، فنفي إلى الآستانة سنة 1309 ه‍‌، و جعل فيها من أعضاء مجلس «شورى الدولة» و أقام إلى أن توفي عون الرفيق، ثم عمه الثالث عبد الإله، فعين أميرا لمكة (سنة 1326 ه‍‌) فعاد إليها. و قاد حملة إلى بلاد عسير، نجدة للترك، فقاتل صاحبها يومئذ الإدريسي. و نشبت الحرب العامة الأولى سنة 1332 ه‍‌ (1914 م) و اشتدت جمعية «تركيا الفتاة» السرية، في العمل بواسطة حزبها العلني «الاتحاد و الترقي» على تتريك العناصر في الدولة. فقتلت جمهرة من حملة الفكرة العربية و طلائع يقظتها الحديثة، و شرّدت كثيرين، و نمت في بلاد الشام و العراق و الحجاز روح النقمة على الترك و الدعوة إلى الانفصال عنهم. و انتهز البريطانيون الفرصة، و هم في حرب مع دولة آل عثمان و الألمان، فاتصلوا بصاحب الترجمة، و كاتبوه من مصر، و كان على غير وفاق مع موظفي «الدولة» في الحجاز، يبيّتون له و يبيّت لهم، فنهض نهضته المعروفة، و أطلق رصاصته الأولى بمكة (في 9 شعبان 1334 ه‍‌ - 1916 م) و حاصر من كان في البلاد الحجازية من عساكر الترك. و أمده الإنكليز بالمال و السلاح، و نعت بالملك «المنقذ» و وجه ابنه فيصلا إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني، فاتحا. و بانتهاء الحرب العامة (سنة 1918 م) تم استيلاء الحسين على الحجاز كله. و أرسل ابنه الثاني «عبد اللّٰه» بجيش ضخم لإخضاع واحتي «تربة» و «الخرمة» في شرقيّ الطائف، و كانتا مواليتين لابن سعود (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، زعيم نجد في ذلك الحين) فعسكر بينهما. و باغته رجالهما يقودهم بعض أتباع ابن سعود (سنة 1337 ه‍‌، 1919 م) فانهزم عبد اللّٰه بفلول قليلة من عساكره. و أضاع الحسين في هذه الحملة أكبر قوة جمعها. و أخرج الفرنسيون ابنه فيصلا من سورية بعد معركة ميسلون (سنة 1920 م) و احتلوها، فاستنجد بعض زعمائها بالحسين، فوجه «عبد اللّٰه» ليثأر لأخيه، أو ليجمع على حدود سورية قوة تكون نواة لجيش يقلق المحتلّ. و اقترب منها عبد اللّٰه، و نزل ببلدة «عمّان» و دعاه الإنكليز إلى القدس، فاتفقوا معه على أن تكون له إمارة «شرقيّ الأردن» فأقام بعمان، و تناسى ما جاء من أجله. و استفحلت ثورة العراق على الإنجليز، فساعدوا فيصلا على تولي العرش ببغداد، فتولاه. و أصبح للحسين، و هو في الحجاز، جناحان قويان: فيصل في شمال شبه الجزيرة، و عبد اللّٰه في شمالها الغربي. و بادره جاره «ابن سعود» راغبا في مصافاته، فاستهان به الحسين و اشتط في مطالبه. و زار عمّان (سنة 1924 م) فبايعه أناس بالخلافة، و عاد إلى مكة ملقبا بأمير المؤمنين. و أراد أهل «نجد» الحج، فلم يأذن بدخولهم الحجاز. و اشتدّ توتر الحال بينه و بين ابن سعود، فأقبلت جموع من نجد و تربة و الخرمة إلى مدينة «الطائف» فمزقت جيش الحسين المرابط فيها، و احتلتها. و سرى الذعر إلى مكة، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة، فأجابه هذا بأن حكومته قررت الحياد. و اجتمع بجدة بعض ذوي الرأي من أهلها و أهل مكة، فاتفقوا على نصح الحسين بالتخلي عن العرش لكبير أبنائه «عليّ» ففعل. و انتقل من مكة إلى جدة (سنة 1343 ه‍‌، 1924 م) فركب البحر إلى «العقبة» آخر حدود الحجاز، في الشمال، و كانت في ولاية ابنه عبد اللّٰه. و أقام بضعة أشهر. ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن إقامته فيها قد تحمل «ابن سعود» على مهاجمتها. و تلقى إنذارا بريطانيا بوجوب رحيله عنها. و وصلت إلى مينائها مدرّعة بريطانية، ركبها و هو ساخط، إلى جزيرة قبرص (سنة 1925 م) فأقام ست سنين، و مرض، فأذن الإنجليز بسفره إلى عمّان. و جاءه ابناه فيصل و عبد اللّٰه، فصحباه إليها. فمكث معتلاّ، ستة أشهر و أياما، و وافته منيته. فحمل إلى القدس، و دفن في المسجد الأقصى [١].

تذييل

  1. مذكرات المؤلف. و انظر ملوك العرب 68-23:1 و ما رأيت و ما سمعت 136-109 و الزهراء 190:1 و قلب جزيرة العرب316.

مصادر

زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج2، ص250، لبنان - بيروت، دار العلم للملايين، 1989م