حمزة بن علي

حَمْزَة بن علي
الاسم حَمْزَة بن علي
سائر الأسامي حمزة بن عليّ بن أحمد الفارسيّ الحاكمي الدرزي
الأب
المیلاد
مکان الولادة
الوفاة 433 ه

1041 م

الأساتید
بعض المؤلفات
رقم المؤلف
من كبار الباطنية، و من مؤسسي المذهب «الدرزي». فارسيّ الأصل، من مقاطعة «زوزن» كان قزازا أو لبادا، و تأدب بالعربية، و انتقل إلى القاهرة (قيل: حوالي سنة 405 ه‍‌) و اتصل برجال الدعوة السرية، من شيعة الحاكم بأمر اللّٰه الفاطمي، فأصبح من أركانها. و استمرّ يعمل لها في الخفاء، و يواصل رفع كتبه إلى الحاكم، حتى كانت سنة 408 ه‍‌، فأظهر الدعوة، و جاهر بتأليه الحاكم، و قال إنه رسوله. و أقره الحاكم على ما نعت به نفسه، فلقبه برسول اللّٰه! و جعله «داعي الدعاة» و لما هلك الحاكم، و حلّ ابنه (الظاهر لإعزاز دين اللّٰه) محله، سنة 411 ه‍‌، فترت الدعوة، ثم طوردت، بعد براءة الظاهر منها (سنة 414) فاضطر حمزة إلى الرحيل و لحق به بعض أتباعه إلى بلاد الشام، و استقرّ أكثرهم في المقاطعة التي سميت بعد ذلك «جبل الدروز» في سورية. و سموا بالدروز، نسبة إلى «درزي بن محمد» كما يسمونه (و هو أبو عبد اللّٰه، محمد بن إسماعيل الدرزي - انظر ترجمته) و كان قد خرج عليهم و على الحاكم، و إنما انتسبوا إليه تقية حين طوردوا. و حمزة عندهم أول «الحدود الخمسة» المعصومين [١] و يكنون عنه بالعقل و يقولون: إنه أمر بإقامة أركان الدين، و هي عندهم: «صدق اللسان، و حفظ الإخوان، و ترك جميع الأديان، و الابتعاد عن مهاوي الشرك و البهتان، و الإقرار بوحدانيته في كل الأزمان، و الرضا بفعله كيفما كان، و التسليم لأمره في كل آن» و لحمزة أسماء أو صفات كثيرة في كتب الدين عند الدروز، منها «السابق الحقيقي» و «ذو مصّة» و «الإرادة» و «العقل الكلي» و «قائم الزمان» و «الإمام» و «الآمر» و «الآية الكبرى» و «آية التوحيد» و «آية الكشف» و «آية الحقيقة» و «آدم الصفا» و «آدم الكلي» و له رسائل في مذهبهم و الدعوة إلى الحاكم و الردّ على مخالفيهم، منها «الدامغة» في الرد على الفاسق النصيري، و «الرضى و التسليم» و فيها ذكر الدرزي (محمد بن إسماعيل) و عصيانه، و «التنزيه» لإظهار تنزيه الإله عن كل وصف و إدراك - و قد شرحت في مجلدات - و فيها ذكر وزراء الدين و مضادّيهم (أبالستهم) الخمسة و «رسالة النساء» الكبيرة، و «الصبحة الكائنة» و «نسخة سجلّ المجتبى» و «تقليد الرضى سفير القدرة» و «تقليد المقتنى» و «مكاتبة أهل الكدية البيضاء» و رسالة «أنصنا» و «شرط الإمام صاحب الكشف» و رسالة «التحذير و التنبيه» و «البلاغ و النهاية» و «سبب الأسباب، و الكنز لمن أيقن و استجاب» مؤرخة في ربيع الثاني 409 ه‍‌. و في دار الكتب المصرية (434:1) الرقم 25777 ب، الجزء الأول من «رسائل حمزة بن علي - خ» و أكثر رسائله المتقدم ذكرها، ما زال مخطوطا. و انظر شستربتي: المجلد الثاني، ص 55-52 ثم 123 «قائم الزمان» و يظهر أن حمزة لم يكتب شيئا بعد رحيله إلى بلاد الشام و انقطاع ما كان من الصلة بينه و بين «شيعة الحاكم» في مصر [٢].

تذييل

  1. يعنون بالحدود الخمسة الأشخاص الآتية أسماؤهم و يقولون بعصمتهم، و هم: - 1 - حمزة بن علي، و يكنون عنه بالعقل. 2 - إسماعيل بن محمد، و يكنون عنه بالنفس. 3 - محمد بن وهب، و يكنون عنه بالكلمة. 4 - سلامة بن عبد الوهاب، و يكنون عنه بالسابق. 5 - علي بن أحمد السموقي، و يكنون عنه بالتالي. ويلي هؤلاء ثلاثة آخرون يقال لهم «الحدود الثلاثة» و يلقبونهم بحملة العرش، و العرش في اصطلاحهم تعليم التوحيد، و هم: - 1 - الجد، أيوب بن علي. 2 - الفتح، رفاعة بن عبد الوارث. 3 - الخيال، محسن بن علي، و هو من الوزراء. ويلي الحدود الثمانية الآنف ذكرهم «الدعاة» و الرتب عندهم هي: 1 - الإمام، 2 - الحجة، 3 - الداعي. و للداعي أقسام، هي: داعي الدعاة، و الداعي، و المأذون، و المكاسر. و يبلغ عددهم جميعا 164 شخصا بقدر حروف ال‍‌ «سدق» كما يلفظونها - لا الصدق - و ذلك على حساب الجمل. و يسمون دعوة هؤلاء «دعوة الحق» و يقاومهم فيها دعاة «العدم و الباطل» و هم على عدد حروف ال‍‌ «كذب» بحساب الجمل .
  2. كنت قد جمعت طائفة من النصوص و المصادر. للرجوع إليها عند كتابة هذه الترجمة، و منها ما جاء في دائرة المعارف البريطانية 606-603:8 مادة «دروز» و دائرة البستاني «دروز» و عرضتها على صديقي الشهيد «فؤاد سليم» و هو من مثقفي المنسوبين إلى المذهب الدرزي، فقال إن في الدائرتين البريطانية و البستانية أغلاطا، و صحح ما أخذته عنهما منها. و أضاف من عنده زيادات مما اشتملت عليه الحاشية السابقة. و أطلعت بعد ذلك صديقي أيضا «فؤاد حمزة» و هو من أسرة درزية معروفة في لبنان و كان يومئذ في الرياض - بنجد - و انقطعت صلته بالعقيدة التي نشأ عليها، كما ذكر لي مرارا، و سألته عن رأيه في الترجمة و الحاشية، فكتب لي: «هذا أصح ما كتب في الموضوع حتى الآن، و هو في الحقيقة ما يذهب إليه الجماعة» ثم قال في رسالة أخرى: «إن بعض الرسائل المقول إنها لحمزة هي لغيره. و أكثر ما كتب هو من قلم علي بن أحمد السموقي الملقب ببهاء الدين. و كتب الدروز الستة هي من وضع أربعة أشخاص: الأول الحاكم نفسه، و عدد رسائله قليل، منها «الميثاق» و «السجل» الّذي وجد معلقا على المساجد. و الثاني حمزة، و الرسائل التي تركها غير كثيرة. و الثالث إسماعيل بن محمد التميمي الداعي المكنى بصفوة المستجيبين و بالنفس، فله بعض الرسائل و منها شعر اسمه «شعر النفس» و هو كملحمة. و الرابع بهاء الدين الصابري أي علي بن أحمد السموقي، و له معظم الرسائل، و هو الّذي نشر الدعوة و وطد أركانها أكثر ممن سبقه» و قال في رسالة ثالثة: «لا شك في أن الحسن بن هاني كان من كبار الباطنيين و لكنه باطني في مبتدإ نشوء الدعوة قبل أن تدرك مبلغها الّذي عرفت به في عصر الحاكم الفاطمي. و من الواضح أن الحاكميين كانوا آخر من انشق عن الإسماعيلية و لذلك تجد في كتابات الفريقين مصطلحات واحدة، كالناطق، و الأساس، و داعي الدعاة، و النقباء، و المكاسرين، و العقل، و النفس إلخ البانثيون الباطني». و قال في رسالة رابعة: «لقد كثر الكتاب في موضوع الإسماعيلية و الفرق الباطنية كما كثر فيه الخلط من جانب الذين كتبوا. و الموضوع من الوجهة التاريخية جدير بالعناية لأن هذه الفرق الباطنية هي التي أعملت معولها في بنيان الإسلام تحت ستار من الغيرة الدينية. و قد قرأت عن ذلك الكثير و لكن معظم الكتاب لم يتمكنوا من بلوغ الهدف. إذ أن معرفة حقائق الدعوات الباطنية لا تتيسر إلا لمن كان مطلعا على التاريخ الإسلامي بوقائعه الظاهرة و كان في نفس الوقت من جماعة الداخلين في العملية. و قد تكون كتابات بطرس البستاني و كتابات دائرة المعارف البريطانية مهمة و لكن كما ذكرت لك يصعب على من كتب أن يتفقه كنه الدعوة ما دام لا يعرف حقيقتها السرية و تفسيراتها الداخلية. و كنت قد جمعت مجموعة لا بأس بها في الموضوع و إن أمد اللّٰه في العمر سأطرقه بشكل جامع واسع على أن يبقى ما أكتب دفينا حتى يقيض اللّٰه من ينشره بعد موتي لأن ما سأكتبه يثير و لا شك ثائرة كثيرين في المعسكرين. انتهى» و في كشف الظنون 448:2 تاريخ وفاة حمزة، و ذكر كتاب له اسمه «مختصر البيان في مجرى الزمان» قال صاحب الكشف إنه في عقائد الدروز. و في النجوم الزاهرة 249:4 خلاصة رسالة كتبت سنة 414 ه‍‌، في براءة الظاهر و آله من دعوة الحاكم. و في كتاب «أبو الهول قال لي» لحافظ رمضان، الصفحة 211-207 فصل في الموضوع لا بأس بالرجوع إليه. و استوفى محمد عبد اللّٰه عنان في كتابه «الحاكم بأمر اللّٰه و أسرار الدعوة الفاطمية» بعض أخبارهم، و عنه أخذنا أن حمزة كان يعرف باللباد. و في كتاب «حل الرموز في عقائد الدروز - خ» لسليم البخاري الدمشقيّ أنه «بعد أن وقع الخلاف بين حمزة بن علي و محمد بن إسماعيل الدرزي، تقدم الحمزة مكانه، و دعا إلى ألوهية الحاكم، و أجابه البعض، فاتخذ معبدا سريا لعبادة الحاكم و جعل نفسه نائبا له، فهو مقدم و محترم عند القائلين بألوهية الحاكم، يلقب عندهم بهادي المستجيبين و حجة القائم و غير ذلك. و كتب حمزة بعد وفاة الحاكم الرسالة المسماة بالسجل المعلق، و علقها على أبواب الجوامع و فيها يقول إن الحاكم اختفى امتحانا لإيمان المؤمنين. و شرع يزرع في القلوب بذور الاعتقاد بألوهية الحاكم و توحيده و عبادته و يجتمع هو و أتباعه في المعبد السري، حتى ثار عليهم المسلمون و ظفروا بهم و طردوهم من مصر، فنزل بعضهم في الجبل الأعلى من الديار الحلبية، و بعضهم في جهة حوران، ثم تفرقوا من هناك فذهب فريق منهم إلى جبل الشوف و آخر إلى وادي التيم، و لم يزالوا في نمو و ازدياد إلى هذا العصر».

مصادر

زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج2، ص279، لبنان - بيروت، دار العلم للملايين، 1989م