معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة
معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة
المؤلف
آية اللّه السيد أبو القاسم بن السيد علي أكبر الخوئي (1317 - 1413 ه)
أهمية الكتاب
يعتبر علم الرجال واحدا من أهم العلوم الإسلامية التي تلعب دورا أساسيا في الوصول إلى سنة النبي الأكرم (ص) و كلمات المعصومين (ع). يعتمد الفقهاء و المحدثون و كل عالم دين على المعلومات في كتب علم الرجال و دراستها و نقدها لأجل معرفة الروايات الصحيحة و تمييزها عن غيرها.
و لأجل أهمية علم الرجال القصوى فقد اعتنى به علماء الشيعة منذ صدر الإسلام و إلى يومنا هذا بحيث عدّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني في كتاب «مصفى المقال» أكثر من 500 عنوان كتاب في هذا الموضوع.
أول من ألّف في ترجمة رواة الحديث هم أصحاب الأئمة عليهم السلام من أمثال «عبيد اللّه بن أبي رافع» كاتب أمير المؤمنين عليه السلام و «عبد اللّه بن جبلة الكناني» و «أبي فضال» و غيرهم و لكن لم تصل إلينا هذه الكتب إثر الحوادث التي مرت عليها في التاريخ و أول ما وصل إلينا من الكتب في هذا المجال هو عبارة عن:
- رجال الكشي
- فهرس النجاشي
- رجال الشيخ الطوسي
- فهرس الشيخ الطوسي
- رجال البرقي
و قد اشتهرت هذه الكتب بالأصول الخمسة في علم الرجال و كل من قام بالتأليف في هذا الموضوع بعد هذا فقد أدرج في كتابة آراء هؤلاء العلماء و نظراتهم.
بعد أن دونت الأصول الرجالية الخمسة و ما أضيف إليها في القرون التالية وصل الدور إلى تأليف الجوامع الرجالية.
الجوامع الرجالية هي الكتب التي تجمع محتويات كتاب أو عدة كتب رجالية بشكل كامل أو تختار منها ما يهمها لتعرض كتابا جامعا لآراء العلماء. و يمكن أن تسير في هذا المضمار إلى كتاب مجمع الرجال للقهپائي و جامع الرواة للأردبيلي. هذه الكتب تنفع الباحث في أن يطلع على آراء مختلفة حول راو واحد في وقت أسرع.
و هناك بعض الكتب الرجالية الأخرى التي لم تكتف بجمع المطالب فحسب بل قامت بدراستها و نقدها و وضعت أمامنا استدلالات متعددة حول خصائص الرواة من بين المنقولات.
و من هذه الكتب رجال العلامة بحر العلوم و قاموس الرجال للمحقق الشوشتري. و يمكن عد الكتاب الحاضر «معجم رجال الحديث» منها حيث أدرج فيه مضافا إلى جمع الآراء المختلفة حول كل راو، طبقته و خصائصه بالإفادة من آراء العلماء و دراسة آثارهم.
الكتاب الحاضر
لقد حاول السيد الخوئي في هذا الكتاب أن يعطي معلومات جامعة حول كل راو تغني الباحث عن مراجعة الكتب الرجالية الأخرى.
و بسبب تأخره عن سائر الجوامع و الأصول الرجالية فقد امتاز عنها بجامعيته و شموليته بحيث تغني الباحث في أكثر الموارد عن مراجعة الكتب الأخرى لإحاطته بتلك الكتب و توجهه لآراء العلماء المتقدمين و حلّه لمشكلات سلسلة الأسانيد.
سبب التأليف
يذكر السيد الخوئي في مقدمة كتابه بأن علم الرجال في السابق كان موردا لاهتمام العلماء و عنايتهم إلا أن هذا الاهتمام أخذ شيئا فشيئا بطريقه إلى الاضمحلال حتى أصبح الاجتهاد و استنباط الأحكام الشرعية في الآونة الأخيرة كأنه لم يتوقف على هذا العلم.
نظرا إلى هذا صمم السيد الخوئي أن يؤلف كتابا جامعا يحتوي على مزايا هذا العلم، مستمدا بذلك التوفيق من اللّه عز اسمه و قد وفقه اللّه لذلك.
أسلوب المؤلف
يتبين هذا الكتاب على أساس الأسلوب المتداول في المعاجم اللفظية و هو يكون بترتيب حروف الهجاء. فقد ذكر المؤلف أسماء الرواة على هذا الترتيب في 23 مجلدا. و كذا ذكر بعد اسم كل راو أسماءه الأخرى المذكورة في الروايات ليتأتى الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالراوي عن طريق أيّ اسم من أسمائه
خصائص الكتاب
عدّ المؤلف لكتابه هذه الخصائص منها:
- نقل جميع مطالب الكتاب من المصادر الإمامية و عدم الاهتمام بالمنقولات الأخرى لمزيد في اعتبار الكتاب و قيمته (و قد أشار إلى الموارد المستثناة في النص).
- نقل الروايات المروية عن كل راو في ذيل ترجمته عن الكتب الأربعة و غيرها، و كذا تمييز أكثر المشتركات بتشخيص الرواة عن المروي عنهم (إذا كانت الروايات كثيرة أوردها في نهاية كل جزء).
- ذكر أسماء الرواة الواردة في الروايات حين إيرادها (فقد يتعدد اسم الراوي الواحد) و الاكتفاء بذكر اسم واحد عند ترجمة الرواة و غالبا ما يكون هو الاسم المختار لدى النجاشي.
- تنظيم الكتاب على أساس ترتيب حروف الهجاء، و الابتداء عند ترجمة كل راو بكنيته ثم اسمه و لقبه و....
- الالتجاء إلى بحث علمي و دقيق حول كل راو لتعيين وثاقته أو عدمها.
- دراسة أسانيد الشيخ الصدوق و الشيخ الطوسي لضعف بعض الرواة في طريقهما.
- ذكر رقم تسلسل الرواة في الأصول الرجالية الأربعة لسهولة مراجعتها.
مضافا إلى ما ذكر هناك بعض الخصائص الأخرى التي تضفي في قيمة الكتاب و هي:
- ذكر جميع مشايخ الرواة و تلامذتهم مع عناوين الروايات.
- ذكر روايات كل راو مع ذكر عناوينها في الكتب الروائية و بهذا تتميز الرواة المكثرين للرواية عن المقلين.
- ذكر اختلاف النسخ و الأغلاط في الكتب الروائية في فصل مستقل و هذا ما ينفع الباحثين كثيرا.
ترتيب المطالب
كما ذكرنا فإن الكتاب يحتوي على 23 جزءا و قد طبع كراتا عديدة. ذكر المصنف في أوله مقدمة أحصى فيها خصائص كتابه و مزاياه. ثم أورد ست مقدمات بحث فيها عن:
الحاجة إلى علم الرجال، قطعية الكتب الأربعة، الملاكات في تشخيص وثاقة الراوي كتصريح الإمام و...، التوثيقات العامة و اعتبارها، موارد التوثيقات العامة و رد حجيتها، الحاجة إلى البحث حول كل رواية من روايات الكتب الأربعة، الأصول الأولية في علم الرجال و غيرها.
ذكر لكل راو في الكتاب رقم تسلسل و يصل عددهم إلى 15676 راو إلا أن بعضها مكررة لأنها أسماء متعددة من راو واحد.