لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث
| لمحات إجتماعیة من تاريخ العراق الحديث | |
|---|---|
| المؤلفون | الوردی، علي (مؤلف) |
| تاريخ الإصدار | القرن 13 |
| الطبع | 1 |
| اللغة | العربی |
| مکتبة النور الرقمیة | تحمیل pdf |
| رقم المولف | 9827 |
| کد اتوماسیون | AUTOMATIONCODE64849AUTOMATIONCODE |
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، هو كتاب تأليف علي الوردي (1913-1995م)، يحلل ويدرس التاريخ الاجتماعي المعاصر للعراق، ويبحث في الأحداث التاريخية مع التركيز على التطورات الاجتماعية والفكرية، من الفترة العثمانية حتى المراحل الأولى لتشكيل الدولة العراقية الحديثة.
دوافع التأليف
الدافع الرئيسي للمؤلف من تأليف هذا العمل هو تقديم «تحليل اجتماعي» للأحداث التاريخية في العراق، يتجاوز الروايات الجافة والوصفية المحضة التي تقتصر على «السرد التاريخي» (رواية الأحداث) وتغفل عن التوجيهات الفكرية والاجتماعية للأحداث[١].
الهيكل
جُمع الكتاب في ستة أجزاء، كل جزء منها يغطي فترة محددة من تاريخ العراق المعاصر ويحلل أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية في فصول متعددة.
أسلوب الكتابة
المنهج السوسيولوجي: يحلل المؤلف الأحداث باستمرار من منظور علم الاجتماع، وبدلاً من التركيز فقط على الأحداث السياسية، فإنه يتناول الجذور الاجتماعية وتأثير الظواهر الجماعية مثل «التنويم الاجتماعي».
التحليل العميق والنقدي: النص يتجاوز مجرد سرد بسيط، فالمؤلف غالبًا ما ينتقد ويناقش وجهات النظر السائدة سعياً لاكتشاف الطبقات الخفية والمعاني الأعمق للأحداث التاريخية.
استخدام مصادر متنوعة: لدعم تحليلاته، يستخدم الوردي طيفاً واسعاً من المصادر التاريخية، بما في ذلك المذكرات والوثائق الرسمية وأعمال باحثين آخرين.
التركيز على علم النفس الاجتماعي: يتناول المؤلف سيكولوجية الأفراد والجماعات في السياق الاجتماعي وتأثير ذلك على السلوكيات والتطورات التاريخية.
الوضوح والتماسك: على الرغم من تعقيد المواضيع، فإن أسلوب الكتابة واضح ومتماسك، وقد بُذلت جهود لتقديم المواد بطريقة يسهل على القارئ فهمها ومتابعتها.
أهمية الكتاب
ريادة في الكتابة التاريخية الاجتماعية للعراق: يُعد هذا العمل أحد أوائل وأبرز المحاولات لكتابة تاريخ العراق بمنهج سوسيولوجي، مما يساعد بشكل كبير على فهم أعمق للديناميكيات الاجتماعية والثقافية لهذه الأرض[٢].
الغنى المحتوى والبحثي: نظرًا للاستخدام الواسع للمصادر والتحليلات العميقة، يُعترف بهذا الكتاب كمصدر مهم للباحثين في تاريخ العراق وعلم الاجتماع والمنطقة.
عرض المحتوى
الجزء الأول: يبدأ هذا الجزء بمقدمة تتضمن بيان هدف المؤلف، وهو تقديم تحليل سوسيولوجي لتاريخ العراق، والتأكيد على ضرورة تجاوز مجرد سرد الأحداث. يتناول هذا القسم ظاهرة «التنويم الاجتماعي» وكيفية تأثيرها على سلوك وأفكار المجتمعات[٣]. ثم يتناول العلاقة التاريخية والصراعات المذهبية بين «الدولة الصفوية» في إيران و«الدولة العثمانية» في العراق، ويبحث في تأثير التشيع الإيراني على المجتمع العراقي[٤]. كما يشير إلى دور القبائل البدوية (المد البدوي) وتأثير أخلاقيات البداوة على المجتمع الحضري في العراق، ويناقش عجز الدولة العثمانية عن السيطرة الكاملة على هذه القبائل[٥]. يعد تعريف الأشقياء والعيارين في بغداد واختلاف خصائصهم الأخلاقية من المواضيع الأخرى التي تم تناولها في المقدمة[٦].
في الفصل الأول من هذا الجزء، تمت دراسة فترة طويلة من بداية تشكيل الدولة العثمانية حتى منتصف القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي حكم فيها العثمانيون العراق لأطول مدة[٧].
من المواضيع الأخرى في هذا الجزء، موضوع حكم سليمان الكبير وظهور الحركة الوهابية. بدأ السلطان سليمان حكمه في بغداد عام 1780م، وحكم هذه المنطقة لما يقرب من عشرين عامًا. اشتهر بـ"سليمان الكبير" بسبب كفاءته وصفاته البارزة، بما في ذلك الجمال، والقوة البدنية، والمهارات العسكرية والرياضية، والصدق في أداء الواجبات الدينية. ظهور وانتشار الوهابية: في عام 1745م، تحالف محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب لنشر عقيدة جديدة بقوة السيف. كان هدف هذا التحالف هو محاربة الشرك وتعزيز الجهاد. من عام 1790م، اشتدت الحركات الوهابية على الحدود وهددت المناطق العثمانية والعراق[٨].
الجزء الثاني: يغطي هذا الجزء الفترة الزمنية بين عامي 1831 و 1872م. كما ورد في المقدمة، على عكس الجزء الأول الذي ركز على أحداث إيران (بسبب ارتباطها الوثيق بأحداث العراق)، فإن تركيز الجزء الثاني ينصب أكثر على أحداث مصر والشام. أحد المفاهيم الأساسية التي يتم تناولها بالتفصيل في هذا الجزء هو «الصراع بين القديم والجديد»، الذي يُوصف بأنه ظاهرة اجتماعية عميقة في العراق وتشمل التعصبات الطائفية والقبلية أيضًا[٩].
الجزء الثالث: يغطي هذا الجزء الفترة الزمنية بين عام 1876م، بالتزامن مع صعود السلطان عبد الحميد إلى السلطة في الدولة العثمانية، حتى عام 1914م، بداية الحرب العالمية الأولى. تذكر مقدمة هذا الجزء أنه في السنوات السابقة لهذه الفترة، ساعد دخول الاختراعات ومظاهر الحضارة الجديدة مثل السفن البخارية ومحطات التلغراف ومراكز البريد إلى العراق على إزالة الحواجز الاجتماعية ومساعدة المجتمع العراقي على الخروج من عزلته الثقافية والاجتماعية. كما كان لافتتاح قناة السويس في عام 1869م تأثير هائل على الأبعاد الاقتصادية والفكرية للعراق. يركز هذا الجزء على التطورات الاجتماعية والفكرية في العراق خلال هذه الفترة الزمنية[١٠].
الجزء الرابع: يبحث هذا الجزء في أحداث العراق خلال الحرب العالمية الأولى، من عام 1914 إلى 1918م. يؤكد المؤلف على التأثير العميق والعواقب الفورية لهذه الحرب على المجتمع العراقي، ويصف هذه الفترة بأنها بداية تحول اجتماعي كبير لا يزال مستمراً في المجتمع العراقي.
الهدف الرئيسي من هذا الجزء هو دراسة دقيقة لأحداث الحرب وتأثيراتها المباشرة على المجتمع العراقي. كما خصص المؤلف الفصلين الأولين من هذا الكتاب لدراسة أحداث مهمة في تركيا والشام (سوريا) والحجاز. كانت هذه الأحداث ذات صلة مباشرة أو غير مباشرة بأحداث العراق في هذه الفترة، وتشمل أيضًا دخول الدولة العثمانية إلى الحرب وجوانبها السياسية. تساعد هذه المقاربة القارئ على تكوين صورة أكثر اكتمالاً عن التأثيرات الإقليمية للحرب على العراق[١١].
الجزء الخامس: يناقش هذا الجزء ثورة العراق في عام 1920م، المعروفة باسم «ثورة العشرين». يشير المؤلف إلى أن العديد من الدراسات والمؤلفات قد أُعدت حول هذه الثورة، ولاحظ أن معظم الكتاب العرب في كتاباتهم اتخذوا نهجًا قائمًا على الإشادة والتمجيد وخلق الملاحم. هؤلاء الكتاب ركزوا على الجوانب الإيجابية للثورة وتجاهلوا أو برروا الجوانب السلبية.
ومع ذلك، فإن منهج الدكتور الوردي في هذا الجزء، كما في الأجزاء السابقة واللاحقة من الكتاب، هو سرد الأحداث كما وقعت، دون النظر إلى طبيعتها أو تأثيرها، ومراعاة طبيعة المجتمع في ذلك الوقت. وهو، مع الاعتراف بأن ثورة 1920 تستحق الإشادة ويجب تكريم جوانبها الحسنة، يؤكد أن التوقف قليلاً لاستخلاص الدروس الاجتماعية منها هو من المصالح الوطنية. يعتقد الوردي أن كل ظاهرة بشرية، بما في ذلك الثورة، لها جوانب إيجابية وسلبية، ويؤكد على ضرورة إجراء دراسة علمية ومحايدة لهذه الثورة، مع فحص جميع أبعادها. لتبرير هذا النهج، يستخدم تشبيه الطبيب الذي يجب أن يصدق مع مريضه حول «مرضه العضال»، معتقدًا أنه إذا كان المرض حقيقيًا، فإن تجاهله يؤدي إلى الهلاك. يؤكد على أهمية «التوازن بين دافع الحماس ودافع الحياد» في دراسة التاريخ[١٢].
الجزء السادس: قُدّم هذا الجزء كملحق، يركز أساساً على دراسة النزاع والصراع بين حسين بن علي (شريف مكة) وعبد العزيز بن سعود الذي وقع في منطقة الحجاز ونجد. يصف المؤلف هذا النزاع بأنه مثال مهم للصراعات البشرية التي تقع بين طرفين متعاديين، ويعتقد أن دراسته تساعد على فهم أفضل للواقع.
يؤكد المؤلف أن هذه الدراسة أُجريت بمنهجية محايدة وعلمية، وهدفها هو دراسة الأحداث كما وقعت، دون الانحياز لأي من الطرفين. يشير إلى أن هذا النزاع بين حسين بن علي وابن سعود استمر حوالي عشرين عامًا واشتمل على صراع بين شخصيتين متضادتين. يلاحظ المؤلف أنه في ذلك الوقت، انقسم الناس في العراق حول هذا الصراع إلى مجموعتين (مجموعة تؤيد هذا ومجموعة تؤيد ذاك)، وأنه هو نفسه في البداية كان مثل بقية الناس، ولكن بعد تجارب الحياة والإلمام بأسرار التاريخ، أدرك أنه كان يرى جانباً واحداً فقط من الحقيقة؛ بينما كان يجب رؤيتها من كلا الجانبين[١٣].
الهوامش
- ↑ انظر: المقدمة، ج1، ص3-4
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص4
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص6
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص9-10
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص18-19
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص23-27
- ↑ انظر: نص الكتاب، نفس المرجع، ص33-55
- ↑ انظر: نفس المرجع، ص170، 180 و 183
- ↑ انظر: المقدمة، ج2، ص3-4
- ↑ انظر: نفس المرجع، ج3، ص3
- ↑ انظر: نفس المرجع، ج4، ص3
- ↑ انظر: نفس المرجع، ج5، ص3-6
- ↑ انظر: نفس المرجع، ج6، ص3-4
مصادر المقال
مقدمة ونص الكتاب.