أبوهفان، عبدالله بن أحمد بن حرب المهزمي
أَبوهِفّان، عبدالله بن أحمد بن حرب المِهزَمي (تـ ۲۵۵هـ/۸۶۹م)، شاعر مولد ماجن.
أبوهفان، عبدالله بن أحمد بن حرب المهزمي | |
---|---|
الاسم الكامل | عبدالله بن أحمد بن حرب المهزمي؛ |
الاسماء الاخری | أبوهفان، عبدالله بن أحمد بن حرب المهزمي؛ |
التخلص | أبوهفان؛ |
النسب | المهزمي؛ |
الأب | أحمد بن حرب المهزمي؛ |
محل الولادة | البصرة؛ |
بلد الولادة | العراق؛ |
تاريخ الوفاة | تـ 257او۲۵۵هـ؛ |
الاقرباء | محمد،علي، مسلمة؛ |
الدين | الاسلام؛ |
المذهب | اهلالسنة؛ |
المهنة | شاعر؛ |
الحياة العملية | |
شاعر؛ | |
المعاصرون | أبو نواس، الأصمعي، الجاحظ، أبو البصیر، البحتري، عبدالله بن یحیی بن خاقان، علي بن یحیی ابن المنجم، ابن المدبّر،إبراهیم، المبدر، علي بن الجهم، ابن أبي طاهر طیقور، المعلي بن أیوب، أبو العیناء، مروان ابن أبي، المبرد، أبي محلّم، ابن ماسویه، أبوعلي البصیر، قعنب بن المحرز الباهلي، أبوعلي، ابن الأعرابي؛ |
الآثار | 1- الأربعة في أخبار الشعراء؛ |
رقم المؤلف | AUTHORCODE03323AUTHORCODE |
اسمه و اسم آبائه
وسمي «هَفّان» بفتح الهاء أیضاً، ولاتتفق کتب اللغة والأدب في هذا الشأن، إلا أن المصادر تتفق علی اسمه وأسماء ابائه، ولکن لانعلم لماذا دعاه الحصري منصور ابن بجرة.
مسقط رأسه و نسبه
یبدو أن مسقط رأسه ومنشأه مدینة البصرة، ذلک لأن قومه بني مهزم الذین کانوا فخذاً من عبدقیس، کانوا یعیشون فیها. وقد اشتهر من هؤلاء القوم کما تروط الأخبار بعض الأشخاص: عماه محمد وعلي، وخاله مسلمة، وهم مصادر روایته، وقد کان مسلمة مشهوراً بالشعر أیضاً. ولذلک فلاعجب أن یکون قداتجه إلی الشعر وروایة الأخبار منذ مطلع شبابه.
في بغداد
وأخیراً ترک أبوهفان البصرة، وسکن بغداد. ویبدو أن جمیع الأخبار التي وصلتنا عنه منذ ذلک الحین حدثت في هذه المدینة.
أبوهفان وأبونواس
اعتبر أبوهفان أحد غلمان أبي نواس و رواته، ولهذا یبدو أنه انبهر بهذا الشاعر الکبیر أکثر من غیره، وانضم إلی حلقة رفاقه، ونهج أسلوب حیاته و نظمه. و مع کل ذلک، فهو راوٍ بالدرجة الأولی، ولهذا مال إلی الأصمعي لروایة الشعر واللغة وربما الحدیث.
مقامه الادبي
وفي نهایة المطاف، اکتسب الشاعر شهرة في هذا المجال أیضاً، إلی درجة أنه نال في الأدب مقاماً رفیعاً کما یقول الخطیب، وأصبح علی مایقول الآخرون راویة ونحویاً وأدیباً ولغویاً وعالماً بالشعر والمفردات الغریبة، وأخیراً اتخذه أشخاص مثل ابن أبي طاهر وجنید بن حکیم الدقاق ویموت بن المزرّع مرجعاً لهم، ورووا عنه. وقد رویت عنه في المصادر القدیمة روایات غزیرة أغلبها حول الشعر والشعراء، والقلیل في اللغة. وقد نقل عنه کل من ابن المعتز ۴ مرات، والصولي مرة واحدة، وابن الجراح في الورقة ۲۱ مرة، وأبي الفرج مرتین، والمرزباني ۸ مرات، وکذلک ابن الندیم و أبي حیان و الحصري وآخرون لمرات عدیدة، وبذکر سلسلة السند أحیاناً. وبالطبع فإن أسلوبه في الروایة لایختلف عن أسلوب الرواة المعاصرین له، ونحن نشاهد ذلک في کل من المصادر المذکورة و في أخبار أبي نواس الذي ألفه هو نفسه أیضاً.
شعره بين المجون والهجاء والمدح
لانمتلک معلومات أخری عن حیاته العلمیة، وأما الروایات العدیدة الأخری التي نقلت حوله، فهي تقتصر علی مجالس مجونه، و مجالسته للرفاق الخلعاء، وهجائه لهذا وذاک، وشعرین في المدح. وتعد حلقة رفاقه حلقة عجیبة للغایة، ذلک لأننا نجد فیها ألمع وجوه الأدب العربي أیضاً. ومما لاشک فهی أنه کانت علاقات له مع الجاحظ، وقد روی الجاحظ عنه مرتین، وعجب هو أیضا لشغف الجاحظ بالکتاب. ومن جهة أخری فإنه عندما سئل عن سبب عدم هجوه للجاحظ، نراه یعبر عن خوفه و عجزه الشدیدین. وقد کان البحتري یستصغره حیث إنه قال في جواب هجاء أبي البصیر صدیق أبي هفان الآخر: إنه وأبا هفان لایستحقان التفکیر فیهما؛ ومن أجل أن یؤذیه أبوهفان، قرأ له الهجاء المقذع الذي کان قد نظمه فیه، وسئله عن صاحب هذا الشعر. ومن الأشخاص النادرین الذین نعلم أنه مدحهم عبدالله بن یحیی بن خاقان الذي تولی الوزارة منذ ۲۴۰ حتی ۲۶۳هـ/۸۵۴ حتی ۸۷۷م عدة مرات. وعندما قدمت قصیدته المدحیة في یوم عید النیروز إلی الأمیر، وهب قسماً کبیراً من الهدایا التي کان قد استلمها إلی الشاعر. ونجده أیضاً في ۳ روایات مع ابن ثوابة: ففي مرة یمدحه، ومرة أخری ینظم فیه مدحاً یکتنفه الهجاء، ومرة ثالثة نراه یسارع إلی استقباله علی حمار مکار، وعندما یتعجب ابن ثوابة من هذا الأمر ینظم بیتین ظریفین حول فقره. ومن بین الکبار الذین کانت لهم علاقة بأبي هفان، علي بن یحیی ابن المنجم. وکانت قد تشکلت في دیوان ابن المنجم حلقظ من الشعراء والأدباء الخلیعین الظرفاء، حیث ذکر ابن ظافر أسماء عدد منهم. و نحن نراه في روایة ابن ظافر یمدح علیاً مع شاعرین آخرین. ولکن یبدو أن صداقة الشاعر له لم تستمر، ذلک لأنه عاتبه وهجاه حسب روایة الجاحظ. والأمیر الآخر الذي مدحه هو ابن المدبّر، ربما إبراهیم والي البصرة. کما نقل السیرافي شعراً عن أبي هفان یخاطب فیه ابن المدبر.
رفاقه وجلساؤه
ولم یکن رفاقه وجلساؤه الآخرون مغمورین بالمرة، وهؤلاء الأشخاص – الذین لیس عددهم بقلیل – کان کل منهم له قصة معه بشکل ما، تنتهي عادة بشعر هجائي مقذع، أو حادثة مضحکة. وعلی قول ابن المعتز، فقد هجا المبدر، کما عاتب الشاعر الکبیر علي بن الجهم وهجاه؛ وحیث کان یعیش في غایة العوز، یصور لنا مشهداً مضحکاً للغایة مع ابن أبي طاهر طیقور کي یصیب مالاً من المعلي بن أیوب؛ وفي موضع آخر نراه یمزح مع أبي العیناء و مروان ابن أبي؛ وکانت له صداقة مع أبي الینبغي وذهب للقائه في السجن؛ ونراه یذهب مع أبي العیناء والمبرد لتعزیة ابن عم أبي محلّم؛ وینقل عن الحسین بن الضحاک إحدی قصصه الطریفة؛ وینقل قصة في حضور ابن ماسویه. وربما کان أبوعلي البصیر أخطر هؤلاء الأصدقاء، فقد کان مقذع اللسان. فعندما رأی أبوعلي أباهفان یتلقی العلم و یروي عن قعنب بن المحرز الباهلي الذي کان أکثر عجزاً منه، هجاه بأنه یکتسب العلم حتی من الکلاب عواءها. وهو یقول في موضع آخر: لي صدیق في خلقة الشیطان وعقول النساء والصبیان من تظنـونه؟ فقـالوا جمیـعاً لیـس هـذا إلا أبا هـفـان ویمکننا أن نضیف آخرین أیضاً إلی فهرس هؤلاء الشعراء، إلا أن القسم المشترک بین غالبیتهم هو ما قاله المرزباني: «وهؤلاء شیاطین العسکر في الظرف و المجون».
فقره
ونستنتج من مجموع أشعار أبي هفان أنه کان رجلاً فقیراً، ویدل علی ذلک تحایله مع ابن أیوب القتناص وجبة طعام، ورکوب حمار مکار – کمامر – وحسده الشدید للکتّاب الوضیعین الذین کانوا یرکبون خیولاً أصیلة. ولم یکن أبو هفان نفسه یستنکف من تکرار هذا المعنی، ونعرف له عدة مقطوعات من الشعر، یئن فیها من رثاثة ملابسه، أو عریه، حتی إنه یشیر في بیتین إلی أنه اضطر من أجل الحصول علی وجبة طعام أن یبیع ملابسه، إلا أن الشاعر یری أن مصدر فقره و فقر أسرته هو عطاؤه الوافر.
مرجع الرواة والکتّاب
وعلی الرغم من هذا العوز والانفلات، إلا أن أبا هفان لم یکن منعدم النصیب من العلوم الأدبیة. فقد رأینا سابقاً أنه کان مرجع الرواة والکتّاب لمرات عدیدة؛ وبالإضافة إلی ذلک، فإننا نلاحظ أنه أبدی رأیه أکثر من مرة في نقد اشعر واللغة: والقصة التي نقلها أبوالفرج الأصفهاني حوله وحول ابن الأعرابي طریفة جداً: فبعد أن قرأ العالم الکبیر بیتاً وقام بتفسیره، قال أبوهفان لأحد الحاضرین في المجلس: لقد صحّف هذا الرجل المعجب الرقیع موضعین في بیت واحد وفسّر تصحیفه بوجه وقاح. وبالإضافة إلی ذلک، فقد أبی رأیه في شعر آل أبي حفصة، وابتداءات شعر القصافي، وفي الموضوعات الشعریة الأخری، بل و حتی حول اللغة. إن المعرفة الأدبیة لاتتنافي کثیراً مع شخصیة رجل خلیع متسکع سلیط اللسان. وهناک علی العکس من ذلک بضع روایات متفرقة نقلت حول أبي هفان تحیر الباحث، کالروایة التي تقول إنه روی الحدیث، بمعنی أنه روی الحدیث التالي – غیر المتقن کثیراً – بعد سلسلة من الأسناد تمر بالأصمعي وتنتهي بأبي هریرة: «أمرؤ القیس قائد الشعراء إلی النار».
مذهبه
ونری فیما بعد (أواسط القرن ۵هـ/ ۱۱م) أن المصادر تذکر تشیعه. فالنجاشي (۲/۱۶) یصرح قائلاً: «أبوهفان مشهور في أصحابنا، و له شعر في المذهب. وبنو مهزم بیت کبیر بالبصرة، في عبدالقیس، شیعة». وبعده أبوعبید البکري من «شعراء الدولة الهاشمیة»، إلا أن المصادر لم تشر حتی الآن، لا إلی تشیعه، ولا إلی أشعاره في هذا الباب. ومایزید الأمر صعوبة، أن النجاشي نسب إلیه کتاباً بعنوان شعر أبي طالب بن عبدالمطلب وأخباره، وقد تکرر بالطبع کلامه في أکثر الآثار الشیعیة بعده، مثل القمي، والمامقاني، إلا أن الکثیر من المصادر الشیعیة القدیمة لاتذکر شیئاً في هذا المجال، ولم یشر الشیخ المفید في أمالیه، بل وحتی في رسالة إیمان أبي طالب، وکذلک الشیخ الطوسي و ابن شهرآشوب إلی هذا الأثر. ومع کل ذلک، فقد وصلتنا نسخ من شعر أبي طالب وطبعت نسخة نور عثمانیة باسم دیوان شیخ الأباطح أبي طالب، وقام نولدکه في ۱۸۶۴م بالتعریف بنسخة أخری أیضاً، وبالإضافة إلی التعریف بالنسخة، فقد ترجم الدیوان إلی الألمانیة. وحسب المعلومات التي قدمها نولدکه فقد روی الدیوان عفیف بن أسعد عن ابن جني. وحسب ما جاء في نسخة نور عثمانیة فقد «جمع أبو هفان روایة عفیف عن ابن جني»، سوی أننا لانجد في بدایة الکتاب حدیثاً عن هذین الشخصین، وأن أبا هفان نفسه ینقل الدیوان عن أبي طالب. و هذا یعني أن أبا هفان هو الراوي الذي حذف سلسلة السند ولیس الجامع لدیوانه. واستناداً إلی ماعرفناه من أحواله، ومانلاحظه في اضطراب النسخة، فإننا لانستطیع أن نقبل بشکل قاطع کلام النجاشي حول انتساب دیوان أبي طالب إلیه.
وفاته
وذکر ابن حجر تاریخ وفاته في ۲۵۷هـ، ولایبدو غریباً، إلا أن سنة ۱۹۵هـ التي أوردها یاقوت لوفاته، فهي غیر صحیحة بدون شک.
آثاره
لم یتم جمع أشعاره الیسیرة حسب ما أوردته المصادر، فیبدو أن أحداً لم یکن یأخذ شعره مأخذ الجد، رغم أن ابن المعتز عده من المشاهیر، وأن «شعره موجود بکل مکان»، ولعل مجموع شعره الموجود لایتعدی ۶۰، أو ۷۰ بیتاً، ویمکن العثور علیها في مجموعة المعاني، وبهجة المجالس لابن عبدالبر، والتشبیهات لابن أبي عون، والحماسة لابن الشجري ، وأنوار الربیع لعلي خان المدني، والصبح المنبي للبدیعي، والفلاکة والمفلوکون للدلجي وغیرها. وقد ذکرت هذه الآثار في المصادر باسمه أیضاً:
1. أخبار أبي نواس، تم تحقیقه وطبعه في القاهرة في ۱۹۵۳م علی ید عبدالستار أحمد فراج (ولانعلم بالضبط لماذا امتنع المحقق من ذکر مصادره في مقدمة الکتاب)؛
2. صناعة الشعر،
کان کتاباً کبیراً، رأی ابن الندیم قسماً منه؛
3. الأربعة في أخبار الشعراء،
ویبدو أن أخبار الشعراء الذي ذکره الصفدي، وطبقات الشعراء الذي ذکره النجاشي هما هذا الکتاب نفسه، وقد استند أبوالفرج الأصفهاني أیضاً إلی هذا الکتاب. وقد جمع ماتبقی من هذا الکتاب هلال ناجي و طبعه في مجلة المورد؛
4. أشعار عبدالقیس و أخبارها، لم یذکره أحد سوی النجاشي، کما لم یرد ذکره قبله. [١].
تذييل
- ↑ آذرنوش، آذرتاش، مرکز دائرة المعارف الكبري
المصادر
آذرنوش، آذرتاش، مرکز دائرة المعارف الكبري. https://www.cgie.org.ir/ar/article/235804
تذييل