أحمد بن عبداللّه المستور

أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللّهِ الْمَسْتور ، من أئمة الإسماعیلیة في عهد الستر، و من أخلاف محمدبن إسماعیل بن جعفر (ع)، و ینسب إلیه إنشاء مجموعة رسائل إخوان الصفا.

أحمد بن عبداللّه المستور ‌
NUR00000.jpg
الاسم الكاملأحمد بن عبداللّه المستور؛
الاسماء الاخریأحمد بن عبداللّه المستور؛
اللقبالإمام التقي، الوفي؛
النسبالعلوي؛
الأبعبدالله بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق (عليه‌السّلام)؛
الولادة198هـ؛
محل الولادةالسليمة؛
بلد الولادةالشام؛
تاريخ الوفاة265هـ؛
المدفنجبل مصياف المعروف بجبل «مشهد»؛
الاولادالحسين؛
المذهب‌ الإسماعيلي؛
المهنةمن أئمة الإسماعیلیة في عهد الستر؛
الحياة العملية
من أئمة الإسماعیلیة في عهد الستر؛
الآثار1- رسائل إخوان الصفا؛
رقم المؤلفAUTHORCODE95115AUTHORCODE


ولادته و وفاته

ولد الامام احمد بن غالب الملقب ب «محمد التقي» سنة 198 هجرية في مدينة السليمة و توفي في مدينة مصياف عام 265 هجرية و دفن علی قبة جبل مصياف المعروف بجبل «مشهد»[١].


الامام المستور

و قد حال التعقید و الغموض اللذان الکتنفا تاریخ الحرکة الإسماعیلیة في عهد الستر لمدة تقرب من قرن، دون تقدیم تقییم صحیح لأوضاع القادة الاسماعیلیین، و أسلوب نشاطهم في تلک الفترة. و یقال عادة إن زعامة الإسماعیلیة في الفترة بین إمامة محمدبن إسماعیل و عبیدالله المهدي کانت بید ثلاثة من الأئمة المستورین من أخلاف محمدبن إسماعیل، و قد کان أحمد بن عبدالله من بینهم؛ ولکن لایمکن إبداء رأي جازم فیما إذا کان هؤلاء الأئمة شخصیات تاریخیة، أم أئمة مفترضین خلفتهم فیما بعد معتقدات زعماء حرکتهم. و یعود ذلک في الغالب إلی فقدان الوثائق و المصادر من جهة، و التعارض بین المصادر الموجودة من جهة أخری. و فیما یتعلق بعهد الستر یمکن البحث بشکل عامل عن مجموعتین، و هما المصادر الإسماعیلیة و المعارضة لها، و قد قدمتا روایات متناقضة، ولکن لا یوجد أیضاً انسجام و اتفاق في الرأي بین کل من هاتین المجموعتین، بحیث توجد علی قول إیوانوف أکثر من ۲۰۰ روایة مختلفة حول أسماء الأئمة وعددهم في هذه الفترة.


أحمد بن عبداللّه في المصادر الإسماعیلیة

و نحن نجد في المصادر الإسماعیلیة اسم أحمد بن عبدالله للمرة الأولی في کتاب استتار الإمام للداعي أحمدبن إبراهیم النیسابوري. و قد جاء في هذا الکتاب الذي ألف في النصف الثاني من القرن ۴هـ، أسماء ثلاثة من أئمة الإسماعیلیة في عهد الستر و الذین کانوا أجداد عبیدالله المهدي، ولکن لم ترد الإشارة إلی محمد بن إسماعیل و علاقته النسبیة بهؤلاء الأئمة. و قد ورد ذکر أحمد بن عبدالله في کتاب لم ینشر بعنوان الفرائض و حدود الدین لجعفربن منصور الیمن یعود إلی النصف الأول من القرن ۴هـ. و یتضمن هذا الکتاب رسالة منسوبة إلی عبیدالله المهدي، کتبها إلی المحافل الإسماعیلیة في الیمن. و قد جاء في هذه الرسالة التي نشرها حسین الهمداني بشکل مستقل بعنوان، في نسب الخلفاء الفاطمیین، أسماء أجداد عبیدالله المهدي، و منهم أحمدبن عبدالله، ولکن العجیب أن هؤلاء الأئمة ذکروا باعتبارهم من ذریة عبدالله بن جعفر الصادق (ع)، لا من ذریة إسماعیل بن جعفر الصادق (ع). و مما یجدر ذکره أننا حتی إذا فترضنا أن نسبة هذه الرسالة إلی عبیدالله صحیحة، إلا أن مضمونها لم یحظ بالقبول أبداً من جانب الفاطمیین و دعاتهم و کذلک الإسماعیلیین في الیمن و إیران فیما بعد، و لم تدخل قط في الروایات الخاصة بتاریخ الفاطمیین. و فضلاً عن ذلک فإن تنظیم الدعوة في العصر الفاطمي، لم یکن یمیل أبداً إلی إعلان نسب الأئمة و أسمائهم في عهد الستر بشکل رسمي، و إن نظرة عابرة إلی رسالة الخلیفة الفاطمي المعز إلی داعي السند تؤید هذا الادعاء. و لم یذکر القاضي النعمان قاضي قضاة المعز، و من أبرز منظري الخلافة الفاطمیة، أسماء أئمة عهد الستر في أي من آثاره، بل إنه اعتبر أحیاناً ذکرهم في حکم إفشاء الأسرار. و هذه الحالة تظل تطالعنا حتی العهو الأکثر تأخراً من عصر الفاطمیین. و یذکر إدریس بن حسن، الداعي الیمني و المؤرخ الإسماعیلي في أثریه عیون الأخبار و زهر المعاني، أحمد بن عبدالله باعتباره من أئمة عهد الستر و حفید محمد ابن إسماعیل، حیث تولی الإمامة بعد أبیه، عبدالله بن محمد بن إسماعیل، و کان یتردد ضمن و فود التجار علی الکوفة و الدیلم و سلمیة و عسکر مکرم، و یذکر الداعي إدریس، أحمد بن عبدالله بصفته مؤلف رسائل إخوان الصفا. وفي الصورة التي رسمها عن عهد الستر یبدو لنا أفراد أسرة میمون القداح یتمعون بدور مهم في سلسلة مراتب الدعوة، حیث یقدمون باعتبارهم حجة الأئمة المستورین. و هو یذکرأحمد بن عبدالله بلقب «الإمام التقي»، و یعتبر ابنه الحسین الإمام من بعده. و یتحدث الداعي إدریس أیضاً عن شخص باسم أحمد بن عبدالله بن میمون القداح، هو حجة الحسین بن أحمدبن عبدالله، آخر أئمة عهد الستر.


اسمه، نسبه و لقبه

و قد ذکرت في المصادر النزاریة أسماء و ألقاب ثلاثة من أئمة عهد الستر باختلاف طفیف عن المصادر الإسماعیلیة الأخری. و قد ضبط في هذه المصادر اسم أحمد بن عبدالله الذي یعد الحلقة الوسطی لهذه السلسلة باسم أحمد تارة، و محمد تارة أخری و بلقب الوفي، أو وفي الدین. و مما یستحق الانتباه هو أننا لا نلاحظ ذکراً لعبدالله و ابنه أحمد في کتب الأنساب في عدد أبناء محمدبن إسماعیل، بل إن هذه المصادر تذکر دوماً شخصاً یدعی جعفر السلامي و ابنه محمد، المعروف بـ «الحبیب».


أحمد بن عبداللّه في التقاریر المعارضة للإسماعیلیة

و تقدم لنا التقاریر المعارضة للإسماعیلیة، و التي استندت بشکل رئیس إلی رسالة ابن رزام عبدالله بن محمد في الرد علی الإسماعیلیة، صورة أخری عن عهد الستر. و قد نقل ابن الندیم أقساماً مهمة من هذه الرسالة. و قد استند إلی هذه الروایة نفسها فیما بعد الشریف أبوالحسین محمد بن علي، المعروف بأخي محسن. و قد فقدت رسالة أخي محسن في الرد علی الإسماعیلیة، ولکن ذکرت أقسام منها في آثار ۳ مؤرخین مصریین معروفین: النویري، و ابن الدواداري، و المقریزي. و یعد الرد علی النسب العلوي للخلفاء الفاطمیین أهم و أکثر أقسام هذه الروایات إثارة للجدل. و قد اعتبر أخو محسن، أحمدبن عبدالله من أولاد میمون القداح و الذي خلف أباه عبدالله في سلمیة، و یری عبدالله نفسه من ذریة عقیل بن أبي‌طالب، و کان یدعو إلی محمدبن إسماعیل.

و بالطبع، فإن الدراسات الجدیدة حول الإسماعیلیة تکشف النقاب عن أن حادثة عبدالله بن میمون القداح و دوره هو و أسرته في قیادة الحرکة الإسماعیلیة لم یکن سوی أسطورة، ویبدو من بعض المصادر و خاصة رسالة المعز إلی داعي السند، و رسالة عبیدالله إلی إسماعیلیة الیمن، أن ألقاب «میمون» و «سعید» و «مبارک» و ما إلیها کانت أسماء مستعارة کان الأئمة یستعملونها للتخفي و التستر. ولم ترد في مصادر متقدمة مثل مؤلفات النوبختي و سعد الأشعري و الطبري و عریب، و کذلک الآثار الإسماعیلیة في العصر الفاطمي مثل مؤلفات القاضي النعمان و جعفر بن منصور الیمن و الداعي النیسابوري أیة إشارة إلی حضور عبدالله بن میمون القداح و أبنائه في القیادة الأ ولی للإسماعیلیة، کما أن المعز أنکر أیضاً في رسالته هذا الانتساب. و قد ترسخ هذا الفکر فیما بعد في الآثار الإسماعیلیة، و تجسد في مصادر الدروز و المستعلویة في الیمن. و لذلک یوجه في هذه المصادر شخصان باسم أحمدبن عبدالله أحدهما من ذریة محمدبن إسماعیل و هو الإمام، و الآخر من ذریة میمون القداح و هو حجة الإمام. و الملاحظة الملفتة للنظر أن الإشارة لم ترد في هذه المصادر إلی دور أبناء میمون القداح إلا في عهد الستر، ویبدو أن أفراد هذه الأسرة اختفوا فجأة من صفحات التاریخ مع بدایة عهد الظهور، و عصر الفاطمیین. ویبدو أن تاریخ الطبري هو أقدم مصدر ذکر شخصاً باسم أحمدبن عبدالله عند سرد وقائع إحدی الحرکات القرمطیة في القرن ۳هـ. و قد جاء في هذا النص في ذیل حوادث ۲۸۹ و ۲۹۰ هـ و عند الحدیث عن الثورات القرمطیة في أواخر القرن ۳هـ في الشام، أنه بعد أن مارس الخلیفة العباسي المعتضد الضغوط علی الکوفة و ما حولها من أجل قمع القرامطة، بعث زکرویه بن مهرویه الذي کان من رؤوس القرامطة، أبناءه کي یأخذوا البیعة من جماعة من کلب. و بایعت الجماعة المعروفة ببني العُلَیص من الکلبیین یحیی بن زکرویه و اعتبروا أنفسهم من أشیاع علي بن أبي‌طالب (ع) و أتباع محمد بن إسماعیل. و سمی یحیی نفسه أبا عبدالله بن محمد بن إسماعیل، أو محمد بن عبدالله بن محمد بن اسماعیل، و اعتبر لأول مرة نفسه و أتباعه فاطمیین، و بالطبع فإن علاقة هذه الجماعة مع الأشخاص الذین ظهروا فیما بعد (۲۹۶هـ) في المغرب باسم الفاطمیین، هي مما یثیر التساؤل. و قد قتل یحیی في الحرب مع جیش مصر، و بایع بنو العلیص من بعده أخاه الحسین؛ و قد سمی نفسه أحمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعیل و المهدي، و عظم أمره و سیطر علی مدن کثیرة من جملتها حمص و دمشق و سلمیة. و استناداً إلی تقریر أحمد بن إبراهیم الداعي النیسابوري، فقد نشبت الثورات القرمطیة في نهایة القرن 3هـ، للانتقام من عبیدالله المهدي الذي کان یعیش آنذاک في سلمیة، و قد غادر عبیدالله سلمیة إلی المغرب إثر هذه الأحداث. و رغم أن تفاصیل التقریر الأخیر و کذلک روایة ابن رزام المناوئة للإسماعیلیة لا تمکن مطابقتها مع تقریر الطبري، إلا أن من الواضح أنه لا یجب الشک في تأثرها بالطبري نظراً لاشتراک مضامینها في بعض المواضع.

و الملاحظة الأهم في تقریر الطبري هي أن هذا التقریر رغم عدم إشارته إلی وجود حقیقي لشخص یدعی أحمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعیل، إلا أنه یدل علی الأقل علی أن هذا الاسم کان معروفاً لدی الإسماعیلیین و القرامطة في العراق و الشام في النصف الثاني من القرن ۳هـ، و أن التسمیة به کان من شأنه أن یتمخض عن آثار سیاسیة – دینیة خاصة.


آثاره

و قد نسب الداعي إدریس – کما أشرنا – في آثاره تألیف رسائل إخوان الصفا إلی أحمد ابن عبدالله. و من البدیهي أن نسبتها إلی أحمدبن عبدالله لا تبدو و معقولة کثیراً بالنظر إلی مکانة هذه الرسائل في أدب الإسماعیلیین، ذلک لأننا إذا اعتبرنا هذه الرسائل من تألیف أحد الزعماء الإسماعیلیین في عهد الستر، فإن عدم اهتمام کتّاب العصر الفاطمي و دعاته بها غیر منطقي و مثیر للتساؤل، حتی إن الفیلسوف و المفکر الفاطمي في القرن ۵هـ الداعي حمیدالدین الکرماني لم یذکره هذه الرسائل، ولو لمرة واحدة في آثاره، ولم یستند إلیها. وفي رسالة بعنوان الأصول و الأحکام، نُسب إنشاء رسائل إخوان الصفا إلی أربعة من الدعاة الإسماعیلیین. و نسبها عارف تامر محقق هذه الرسالة إلی الداعي السوري أبي المعالي حاتم بن عمران بن زهرة (تـ ۴۹۸هـ/ ۱۱۰۵م)، وفي هذه الحالة یجب اعتباره أول إرجاع إلی رسائل إخوان الصفا في الأدب الإسماعیلي. وفي منتصف القرن ۶ هـ، حظیت رسائل اخوان الصفا باهتمام أوائل الدعاة الیمنیین. ویبدو أن هؤلاء الدعاة لم یکونوا یعرفون مؤلفها، فکانوا یذکرونه بعنوان «الشخص الفاضل صاحب الرسائل». و کانت تستخدم أحیاناً بشأنه تعابیر مثل «نضّرالله وجهه» لم تکن تستخدم بشأن الإمام. و قد نسب الحسین بن علي بن محمدبن الولید (تـ ۶۶۷هـ) لأول مرة في رسالة بعنوان الرسالة الوحیدة، نقلاً عن الداعي جعفر بن منصور الیمن، إنشاء الرسائل إلی أحمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعیل، في حین أن أباه علي بن محمد بن الولید کان قد اعتبر الرسائل من تألیف أحد الأئمة المستورین في عهد الخلیفة العباسي المأمون، دون أن یشیر إلی أحمد بن عبدالله.

وفي حین أحد الداعي شرف‌الدین جعفر بن محمدبن حمزة کان قد کرر في رسالة بتاریخ ۸۳۴هـ، نفس التقریر لعلي بن محمد بن الولید حول الرسائل، شرح الداعي إدریس بن الحسن (تـ ۸۷۲هـ) بالتفصیل قصة تألیف أحمدبن عبدالله للرسائل. و قد ذکر حسین الهمداني في مقالة، مصادر الداعي إدریس في هذا المجال. و نسب مصطفی غالب استناداً إلی هذه النصوص الإسماعیلیة الیمنیة تألیف الرسالة الجامعة إلی أحمدبن عبدالله أیضاً، و قد نشرها هو نفسه في بیروت عام ۱۴۰۴هـ/ ۱۹۸۴م. ‌[٢]

تذييل

  1. غالب، مصطفی، ص۱۵4-152
  2. حبیبي مظاهري، مسعود، مرکز دائرة المعارف الكبري

المصادر

حبیبي مظاهري، مسعود، مرکز دائرة المعارف الكبري. https://www.cgie.org.ir/ar/article/236836

غالب، مصطفی، تاریخ الدعوة الاسماعیلیه، لبنان - بيروت، دار الأندلس، بی‌تا.

وابسته‌ها

قالب:وابسته‌ها

رده:زندگی‌نامه رده:مقالات بازبینی نشده2 رده:فاقد کد پدیدآور