أبوعمر ابن العلاء، زبان بن العلاء بن عمار بن عریان

    من ويکي‌نور
    أبوعمر ابن العلاء، زبان بن العلاء بن عمار بن عریان ‌
    NUR00000.jpg
    الاسم الكاملزبان بن العلاء بن عمار بن عریان؛
    الاسماء الاخریأبوعمر ابن العلاء، زبان بن العلاء بن عمار بن عریان؛
    التخلصأبوعمر ابن العلاء؛
    النسبالتميمي؛
    الأبالعلاء بن عمار بن عریان المازني التميمي البصري؛
    الولادة68هـ؛
    محل الولادةالبصرة؛
    بلد الولادةالعراق؛
    تاريخ الوفاة۱۵۴هـ؛
    المدفنالکوفة، البصرة؛
    المذهب‌ اهل‌السنة؛
    المهنةمن القراء السبعة و أدیب و أخباري؛
    الحياة العملية
    من القراء السبعة و أدیب و أخباري؛
    الاساتذةنصر بن عاصم اللیثي، مجاهد بن جبر، سعید بن جبیر، عکرمة بن خالد، عطاء بن أبي ریاح، ابن کثیر المکي، ابن محیصن، حمید بن قیس، أبوجعفر یزید بن القعقاع، ابن رومان، شیبة بن نصاح، الحسن البصري، یحیی بن یعمر؛
    المعاصرونالحجاج بن یوسف الثقفي، هشام بن عبدالملک، الفرزدق، جریر الشاعر، عبدالوهاب بن إبراهیم العباسي، شعبة، عمرو ابن عبید؛
    التلاميذأبومحمد یحیی بن المبارک الیزیدي، شجاع بن أبي نصر البلخي، عباس بن الفضل الأنصاري، عبدالوارث بن سعید التنوري، أبوزید الأنصاري، عبدالملک بن قریب الأصمعي، یونس بن حبیب، حمزة بن حبیب الکوفي، الخلیل ابن أحمد، یونس بن حبیب، سیبویه؛
    رقم المؤلفAUTHORCODE00000AUTHORCODE

    أَبوعَمرِ ابْنُ الْعَلاء، زبّان بن العلاء بن عمار بن عریان (۶۸-۱۵۴هـ/ ۶۸۷-۷۷۱م)، من القراء السبعة وأدیب وأخباري بصري.


    اسمه و نسبه

    أدی اختلاف الروایات و أحیاناً التصحیف إلی أن یکتب اسمه بما یزید علی ۲۰ شکلاً.

    و یصل نسبه – کما في المصادر الموثوق بها – إلی قبیلة مازن، و قیل: إنه لایوجد بین القراء السبعة من هو عربي النسب سوی أبي عمرو و ابن عامر. و مارآه وکیع بن الجراح مکتوباً علی شاهدة ضریحه یدل علی أنه کان ینتسب إلی قبیلة بني حنیفة بالولاء، وماورد في روایة من أن أصل أسرته کان من کازرون بفارس، لایمکن أن یُرکن إلیه کثیراً.


    مسقط رأسه و دراسته

    ویبدو أن أبا عمرو ولد في البصرة وبدأ دراسته فیها منذ طفولته. ومن أوائل أساتذته البصریین یمکن أن یذکر نصر بن عاصم اللیثي (تـ ۸۹هـ/ ۷۰۸م) الذي درس أبوعمرو لدیه القراءة والنحو.

    ترعرع أبوعمرو لفترة في بیئة البصرة التي کانت تعدّ آنذاک من أهم المراکز العلمیة، إلی أن سخط أمیر العراق الحجاج بن یوسف الثقفي – لأسباب – علي أبیه مما اضطره إلی مغادرة البصرة و الاتجاه صوب الحجاز. وقد هیّأ مکوثه في مکة و المدینة الفرصة لأبي عمر و لینتفع منعلم کبار علماء الحرمین. ولاشک في أنه کان لهذه المرحلة من دراسة أبي عمرو، دور مهم في تکوین شخصیته العلمیة. وبعد فترة، اضطر والد أبي عمرو إلی مغادرة الحجاز أیضاً متجهاً صوب الیمن حیث أمضی مدة مخنفیاً في صنعاء إلی أن وصل إلی الیمن نبد موت الحجاج سنة ۹۵هـ، فاتجه أبوعمرو إلی وطنه و آثر الإقامة في البصرة.

    و إن ماورد في إحدی الروایات من أن أبا عمرو ولد في مکة و ترعرع في البصرة، لاینسجم کثیراً و مجریات حیاته.


    اساتذته و مشایخه

    ومهما یکن، تلقی أبوعمرو العلم لدی کثیر من المشایخ في البصرة و الکوفة و مکة و المدینة. وکان لهذا التعدد والتنوع في أساتذته دور فاعل في نجاحه، و هو أمر یؤیده أیضاً بعض من ترجم لحیاته. فقد أشار ابن الجزري إلی أنه لم یکن أي من القراء السبعة له کل هؤلاء الأساتذة. و من أساتذته: مجاهد بن جبر و سعید بن جبیر و عکرمة بن خالد و عطاء بن أبي ریاح و ابن کثیر و ابن محیصن و حمید بن قیس من قراء مکة، و أبوجعفر یزید بن القعقاع و ابن رومان و شیبة بن نصاح من قراء المدینة، و الحسن البصري و یحیی بن یعمر من قراء البصرة.


    زعیم قراء البصرة

    نال أبوعمرو سریعاً احترام قراء البصرة، فعرف بوصفه زعیماً للقراء، وجلس للإقرارء في مسجد البصرة خلال حیاة أستاذه الشهیر الحسن البصري (تـ ۱۱۰هـ/ ۷۲۸م). وقد أصبح الفرزدق الشاعر الشهیر آنذاک خلال لقاء تمّ بینهما، مفتوناً بالشخصیة العلمیة لأبي عمرو، فنظم قصیدة في مدحه. وخلال السنوات ۱۰۵-۱۱۵هـ سافر أبوعمرو مع جریر الشاعر الشهیر الآخر لذلک العصر، إلی الشام للقاء الخلیفة الأموي هشام بن عبدالملک.


    مذهبه

    تعدّ المصادر أباعمرو من أهل السنة و تشیر إلی أنه کان ینزع إلی عقائد المرجئة. وفي مرحلة من حیاته تخلی عن کتبه و دفاتر روایاته واتجه إلی النسک و العبادة.


    عهد أبوعمرو

    کان أبوعمرو قد شهد خلال عمره الطویل عهد اقتدار بني مروان و حکم الحجاج للعراق و تدهور الخلافة الأمویة و انتقال السلطة من بني أمیة إلی بني العباس و أوائل الخلافة العباسیة. وقد روي أنه اتجه إلی بلاد الشام في أواخر حیاته للقاء عبدالوهاب بن إبراهیم العباسي والي الشام، وخلال عودته وافته منیته.


    وفاته

    وقد اعتبرت بعض المصادر أن وفاته حدثت في الکوفة، بل وقیل: إن قبره کان معروفاً في الکوفة، غیر أن ابن درید یری أن وفاته حدثت في البصرة.


    محاسن قراءة أبي عمرو

    وقد جری التأکید في المصادر عند الحدیث عن محاسن قراءة أبي عمرو، علی ثباته علی السنة و قراءة المتقدمین؛ ومع ذلک فإنه اتخذ من قراءة أهل الحجاز أساساٌ لعمله، ورغم أن أول دراسته کان في مدرسة البصرة، إلا أنه لم یکن لیهتم کثیراً بقراءة البصریین الذین سبقوه.

    ولاشک في أن أبا عمرو في قراءته قد اقتبس من مصحف البصرة الذي کان قریباً جداً من مصحف مکة، وفي جمیع حالات اختلاف المساحف کان یأخذ بما في مصحف البصرة. والحالة الوحیدة التي لم تتفق فیها القراءة المنقولة عن أبي عمرو مع الرسم المنقول عن مصحف البصرة هي الآیة ۲۶ من سورة غافر، حیث قرأ أبوعمرو «أو أن یُظْهِرَ» بشکل «وَأن یُظْهِرَ». واتّباعه هذا لمصحف البصرة، أدی إلی تدعیم السمة البصریة في قراءته.

    کان أبوعمرو في قراءته ینزع نحو التسهیل و التخفیف في اللفظ قدر الإمکان ولم یکن یتوخی التکلف. و کمثال علی ذلک فیما یتعلق بالهمزة الساکنة، یؤثر تخفیفها، و لایتخلی عن ذلک إلا في الحالات الخاصة التي یوجد فیها دلیل نحوي أو لغوي خاص، أو أن یکون ترک تخفیف الهمزة في تلک الحالات أکثر سلاسة علی اللسان. و السمة البارزة الأخری في قراءة أبي عمرو نزوعه الشدید إی إدغام المتقاربین، مثل إدغام الدال في الصاد في قوله تعالی «مَقْعَد صِّدْقٍ»، والکاف في القاف في «ربُّک قَّدیراً». کما یلاحظ ترجیحه یاء المضارعة علی التاء غالباً في قراءته.


    المقارنة بین قراءة أبي عمرو و القراء السبعة

    وخلال المقارنة بین قراءة أبي عمرو و بقیة القراء السبعة، تلاحظ صلة قریبة جداً بین قراءته و قراءة أستاذه ابن کثیر المکي. کما تتفق في حالات کثیرة قراءة أبي عمرو مع الکوفیین، و تلاحظ علی نطاق أضیق مواضع یتفق فیها مع نافع و ابن عامر أیضاً، إلا أنه في الحالات التي ینفرد فیها أبو عمرو عن القراء الستة الآخرین، غالباً مایکون رأیه ذا منحیً نحوي، وأحیاناً ذا منحیً لغوي (مثلاً رُشداً بدلاً من رَشَداً).


    قبول علماء القراءة قراءة أبي عمرو

    حظیت قراءة أبي عمرو خلال حیاته بقبول علماء القراءة فأیده أمثال شعبة و سعید بن جبیر من مشایخ البصرة و مکة الکبار. ومن بین تلامیذه کان أبومحمد یحیی بن المبارک الیزیدي الذي هو نفسه أحد القراء الأربعة عشر، العامل الرئیس لنقل قراءته إلی الأجیال اللاحقة؛ وکان اثنان من الرواة الرئیسین لقراءة أبي عمرو: أبوعمر حفص بن عمر الدوري و أبوشعیب صالح بن زیاد السوسي من تلامیذ الیزیدي.


    تلامذته

    ومن بین تلامذة الیزیدي الذین کان لهم بشکل عام دور في روایة قراءة أبي عمرو یمکن ذکر أسماء إبراهیم بن حماد، المعروف بغلام سجادة و عامر بن عمر، المعروف بأوقیة و أبي أیوب سلیمان بن أیوب و أبي حمدون الفصاص. لقد جنّدت مجموعة أخری من تلامیذ أبي عمرو أیضاً سوی الیزیدي نفسها لروایة قراءته، حیث تلاحظ أحیاناً روایتهم مدونة في کتب القراءة، و من هؤلاء شجاع بن أبي نصر البلخي و عباس بن الفضل الأنصاري و عبدالوارث بن سعید التنوري و أبوزید الأنصاري و عبدالملک بن قریب الأصمعي و یونس بن حبیب. کما درس حمزة بن حبیب الکوفي الذي یعد من القراء السبعة، القراءة علی أبي عمرو في الکوفة.


    رواج قراءة أبي عمرو

    کانت قراءة أبي عمرو قد سادت سائر القراءات في عصره بالبصرة، إلا أن زعامة قراء البصرة من بعده أصبحت بید یعقوب بن إسحاق الحضرمي الذي کان هو نفسه تلمیذاً لأبي عمرو بالواسطة، بل کان – علی قول غیر مقبول تماماً – قد تلقی القراءة أیضاً علی أبي عمرو. وقد غطت قراءة یعقوب في البصرة علی قراءة أبي عمرو، و استمر الأمر علی هذا المنوال لفترة طویلة، و استناداً إلی روایات ابن غلبون وابن أشته الأصفهاني و المقدسي فإ« التقلید الذي کان مازال معمولاً به في القرن ۴ هـ هو دن یصلي إمام جامع البصرة بقراءة یعقوب. ولذا ینبغبي إنعام النظر في روایة الأندرابي التي یقول فیها إن أهل البصرة ظلوا بعد وفاة التابعین وإلی عصره، أي القرن ۵هـ متمسکین بقراة أبي عمرو و مقتدین بها.

    حظیت قراءة أبي عمرو أیضاً في غیر البصرة التي کانت المکان الذي ولد فیه، بالاهتمام خلال القرنین ۳ و ۴ هـ في بغداد و بقیة الحواضر العلمیة، وقد دوّن أمثال أبي عبیدالقاسم بن سلام و أبي حاتم السجستاني و أحمدابن جبیر الأنطاکي و إسماعیل بن إسحاق المالکي و محمد بن جریر الطبري و محمد بن أحمد الداجوني هذه القراءة في مؤلفاتهم، و اعتبروا أباعمرو أحیاناً بوصفه الممثل الوحید لقراءة البصرة. کما انبری البعض الآخر مثل أحمد بن زید الحلواني (تـ ح ۲۵۰هـ) لتدوین هذه القراءة في مؤلَّف قائم بذاته. و منذ الوقت الذي طرح فیه ابن مجاهد (تـ ۳۲۴هـ) نظریة القراءات السبع، ثُبّتت قراءة أبي عمرو بوصفها الوحیدة التي تمثل قراءة البصرة بین القراءات السبع، و حظیت بالاهتمام في أغلب الآثار التي ألّفت في القراءة.

    و في القرن ۴هـ أصبحت قراءة أبي عمرو القراءة المتعارف علیها في الشام، أي أنها غطت علی قراءة ابن عامر، ولقیت لها رواجاً. إلا أن هذه القراءة لم تزدهر کثیراً في بلاد الجزیرة، و مع کل ذلک فقد کانت الرَّقّة المدینة المهمة في تلک البلاد، أحد مراکز تعلیم قراءة أبي عمرو، کما أشار أبوعمرو الداني أحیاناً إلی الخلاف بین أهل الرقة والعراقیین بشأن الروایة عن أبي عمرو. کما تلاحظ في إیران شواهد علی رواج هذه القراءة، و قد تحدث المقدسي عن رواج أسلوب الإدغام لدی أبي عمرو في إقلیم الجبال.

    وفي القرن ۵هـ شکل قراء البصرة ببغداد جمعیة خاصة بهم، و مع التزاید المستمر لتداول قراءة أبي عمرو البصریة في الشام حوالي ۵۰۰هـ انطمست آثار قراءة ابن عامر. و طوال القرون اللاحقة سادت تدریجیاً قراءة أبي عمرو لیس في الشام فحسب، بل في أرجاء الحجاز و الیمن و مصر أیضاً، و بطبیعة الحال فإنها لقیت بشکل عام رواجاً في سائر البقاع أیضاً.


    أبوعمرو و الحدیث

    کان أبوعمرو طوال فترةدراسته قد سمع الحدیث أیضاً من بعض تابعي العراق و الحجاز، و یلاحظ من بین مشایخه اسم الصحابي أنس بن مالک أیضاً. و من بین الذین روی عنهم: الإمام جعفر الصادق (ع) و الحسن البصري و عطاء بن أبي رباح و محمد بن سیرین و محمد بن عبدالرحمان بن أبي لیلی و محمد بن شهاب الزهري و نافع مولی عمر وأبوالزبیر المکي. کما تلاحظ من بین الرواة عنه أسماء حماد بن زید و شریک النخعي و شعبة بن الحجاج و معمر بن راشد و وکیع بن الجراح.


    التوثيق الرجالي

    ومن وجهة نظر الرجالیین فقد وثقه یحیی بن معین، وعبّؤ عنه أبوحاتم و أبوخیثمة بشأن و ثاقته بقولهما: لابأس به.


    أبو عمرو و المعلومات اللغویة و النحویة

    و مهما یکن فإنه یبدو أن أبا عمرو لم یکن قد عرف کثیراً في مجال الحدیث، إلا أنه خلافاً للحدیث فقد اعتبر في الروایات الأدبیة شخصیة مهمة. وإن اهتمامه بجمع المعلومات اللغویة و النحویة من شتی القبائل العربیة، وتلقّیه أشعار المتقدمین و روایاتهم عن أساتذة هذا الفن، صنع منه شخصیة لها مکانتها البارزة في اللغة والنحو و معرفة الشعر و الأخبار الأدبیة. وبلغت سعة معلوماته في اللغة حداً أن بولغ معه في عدم وقوعه في الغلط في هذا المضمار. وعدّه الأزهري في تهذیب اللغة واحداً ممن اعتمد علی أقوالهم و اتخذهم مصادر في عمله. کما یمکن العثور علی آراء أبي عمرو في شتی المواضع من کتب اللغة.

    و کما أشیر آنفاً فإنه تلقی العلم علی أوائل نحویي مدرسة البصرة أمثال نصر بن عاصم و یحیی بن یعمر، و کان هو نفسه في طبقه علماء من أمثال الأخفش الکبیر و عیسی بن عمر الثقفي. و یوجد من بین تلامیذه حشد من نحویي مدرسة البصرة المعروفین و منهم مشاهیر أمثال الخلیل ابن أحمد و یونس بن حبیب و سیبویه إمام نحاة البصرة و الأصمعي و أبي عبیدة و أبي زید الأنصاري. ورغم أن آراء أبي عمرو النحویة لم تدوّن في کتاب، لکن یمکن العثور علیها بشکل متناثر في مواضع شتی من الکتاب لسیبویه، والمجاز لأبي عبیدة.


    المعرفة بلغات و لهجات القبائل و الأرهاط العربیة المختلفة

    کان أبوعمرو علی معرفة بلغات و لهجات القبائل و الأرهاط العربیة المختلفة کتمیم و قضاعة وربیعة وأهل مکة و أهل نجران و انبری لنقلها والمقارنة بینها. و یقوم رأیه علی أن لغة القبائل التقدمین في جنوب الجزیرة العربیة هي لغة أخری إذا ماقورنت بالعربیة المتداولة في عصره، و أن بناءها مختلف، مما یبدو حتی في ضوء بحوث علم اللغة الحدیث أیضاً رأیاً علمیاً. و کان یعتمد في الإعلان عن آرائه في حالات الاختلاف بین لهجات القبائل بأن یلتزم باللهجة الأکثر استعمالاً، أما الحالات الأخری فینظر إلیها بوصفها لهجةخاصة.


    أبوعمر و العلم بدقائق الأدب

    ویعتبر أبوعمر العلم بدقائق الأدب في الاستفادة من المصادر الدینیة شرطاً مهماً، کما هو واضح من مناظرته للمتکلم المعتزلي عمرو ابن عبید في مسألة الوعید، حیث عدّ فهمه للوعید غیرصحیح وانتقد أسلوبه في استنتاجه بشأن استخدام هذه الکلمة في النصوص الدینیة. فهو من خلال رؤیته استناداً إلی سنن العرب و ثقافتهم التي تری أن عدم تنفیذ الوعید لیس عملاً محبذاً فحسب، بل هو دال علی کرم النفس، انبری في الحقیقة لتدعیم رأي المرجئة. وکان أبوعمرو یعتقد أن سبب ظلال کثیر من الذین اتجهوا إلی الزندقة یعود إلی عدم علمهم بدقائق اللغة العربیة. وهو – و من غیر أن یظهر رغبة کثیرة في تعلم الفقه – ینبري أحیاناً معتمداً علی معنی لغوي لنقد الفقهاء علی استنتاجهم دلیلاً فقهیاً.

    وفي نفس الوقت الذي کان فیه أبوعمرو علی اطلاع واسع بغریب اللغة العربیة و وحشیها، کان یتکلم بلغة بسیطة جداً وسلسة خلافاً لمعاصره البصري عیسی بن عمر الثقفي. و کان یمتنع عن إظهار علمه و قول العویص من الکلام بنفس القدر الذي کان یتجنب فیه الوقوع في اللحن. و کما ذکر الجاحظ فإن أباعمرو کان یعد واحداً من الرواة البارزین في روایة الشعر والأخبار الأدبیة و التاریخیة. ولم تنقل روایاته فحسب في الکتب الأدبیة المختلفة مثل طبقات فحول الشعراء لابن سلام و البیان والتبیین للجاحظ و الموشح للمرزباني، بل استفید منها أیضاً في الآثار التاریخیة مثل تاریخ الطبري و أنساب الأشراف للبلاذري. و قد عرّض بعض النقاد مثل حمزة الأصفهاني و أبوأحمد العسکري، للنقد بعض الحالات التي اعتقدوا فیها أن أباعمرو أخطأ فیها عند روایته الشعر.

    وخلال روایته الأخبار والأشعار لم یمتنع أبوعمرو عن إعلان وجهات نظره بشأنها، فقد نقل عنه في کثیر من المواضع من مصادر الأدب کلام في نقد و تفسیر الشعر و تقییم الشعراء.


    أبوعمرو و الوقائع التاریخیة

    کما أبدی مراراً بوصفه شخصاً واعیاً رأیه في الوقائع التاریخیة. وکان أبوبکر الصولي مؤلف القرن ۴ هـ قد جمع بعض الروایات المتعلقة بأبي عمرو في کتاب سماه أخبار أبي عمرو بن العلاء لایوجد له أثر الیوم. ‌[١]. ‌

    پانویس

    1. پاکتچي، أحمد، مرکز دائرة المعارف الكبري

    منابع مقاله

    پاکتچي، أحمد، مرکز دائرة المعارف الكبري. https://www.cgie.org.ir/ar/article/235607

    وابسته‌ها

    قالب:وابسته‌ها

    رده:زندگی‌نامه رده:مقالات بازبینی نشده2 رده:فاقد کد پدیدآور