١٦٥
تعديل
(أنشأ الصفحة ب'{{صندوق معلومات شخص | العنوان = السيد محمود الطالقاني | الصورة = NUR02947.jpg | حجم الصورة = | توضيح الصورة = | الاسم الكامل = | الاسماء الاخری = | اللقب = | التخلص = | النسب = | الأب = | الولادة = | محل الولادة = | بلد الولادة = | تاريخ الوفاة = | تاريخ الشهادة = | المدفن = | اسم ا...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٦: | سطر ٤٦: | ||
أسرة الطالقاني هي إحدى أُسَر السادات الشهيرة في منطقة طالقان. ويعود نسبه إلى السيد علاء الدين، وهو من نسل الإمام محمد الباقر (ع). جده المرحوم السيد آغا محمود الطالقاني، أحد رجال الدين المشهورين في طالقان، ولكن لا تتوفر عنه الكثير من المعلومات. ويقع قبره في مقبرة قرية جليرد. | أسرة الطالقاني هي إحدى أُسَر السادات الشهيرة في منطقة طالقان. ويعود نسبه إلى السيد علاء الدين، وهو من نسل الإمام محمد الباقر (ع). جده المرحوم السيد آغا محمود الطالقاني، أحد رجال الدين المشهورين في طالقان، ولكن لا تتوفر عنه الكثير من المعلومات. ويقع قبره في مقبرة قرية جليرد. | ||
كان للمرحوم السيد آغا (جد السيد الطالقاني) ولدان وست بنات، أكبرهم هو السيد أبو الحسن، والد السيد الطالقاني. ولد السيد أبو الحسن عام 1278 هـ في قرية جيليرد التابعة لمدينة طالقان. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية حتى فترة "السطوح" في طالقان وقزوين وأصفهان، غادر إلى العراق لمواصلة دراسته وتتلمذ لمدة عشر سنوات على فريد عصره الميرزا حسن الشيرازي وسبع سنوات في كربلاء على السيد اسماعيل الصدر. وخلال إقامته في النجف تعلم مهنة صناعة الساعات وحتى نهاية عمره كان يعيش على ممارسة هذه المهنة. بعد عودته إلى إيران، بدأ بالتدريس في مدرسة مروي بطهران. كان المرحوم آية الله أبو الحسن الطالقاني يعيش في غرفة متواضعة في حي قناة آباد بطهران، وسياسياً كان صديقاً ورفيقاً للفقيه والسياسي الراحل السيد حسن المدرّس، وكانت له مشاركة فاعلة في الجلسات التي كان يعقدها السيد المدرّس | كان للمرحوم السيد آغا (جد السيد الطالقاني) ولدان وست بنات، أكبرهم هو السيد أبو الحسن، والد السيد الطالقاني. ولد السيد أبو الحسن عام 1278 هـ في قرية جيليرد التابعة لمدينة طالقان. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية حتى فترة "السطوح" في طالقان وقزوين وأصفهان، غادر إلى العراق لمواصلة دراسته وتتلمذ لمدة عشر سنوات على فريد عصره الميرزا حسن الشيرازي وسبع سنوات في كربلاء على السيد اسماعيل الصدر. وخلال إقامته في النجف تعلم مهنة صناعة الساعات وحتى نهاية عمره كان يعيش على ممارسة هذه المهنة. بعد عودته إلى إيران، بدأ بالتدريس في مدرسة مروي بطهران. كان المرحوم آية الله أبو الحسن الطالقاني يعيش في غرفة متواضعة في حي قناة آباد بطهران، وسياسياً كان صديقاً ورفيقاً للفقيه والسياسي الراحل السيد حسن المدرّس، وكانت له مشاركة فاعلة في الجلسات التي كان يعقدها السيد المدرّس<ref>عزيزي، حشمة الله، ص 19-20</ref>. | ||
توفي في 17 شعبان 1350 (الموافق 28 ديسمبر 1931) في طهران. وشُيّع جثمانه تشييعاً مهيباً في مرقد السيد عبد العظيم الحسني، ومن هناك وحسب وصيته نقل إلى النجف الأشرف ودفن في وادي السلام | توفي في 17 شعبان 1350 (الموافق 28 ديسمبر 1931) في طهران. وشُيّع جثمانه تشييعاً مهيباً في مرقد السيد عبد العظيم الحسني، ومن هناك وحسب وصيته نقل إلى النجف الأشرف ودفن في وادي السلام<ref>مير أبو القاسمي، السيد محمد حسين، ج 30، ص 536</ref>. | ||
قال الإمام الخميني (ره) في رسالة التعزية: «رحم الله والده الكريم الذي كان على رأس المتقين» | قال الإمام الخميني (ره) في رسالة التعزية: «رحم الله والده الكريم الذي كان على رأس المتقين»<ref>عزيزي، حشمة الله، ص٢٢</ref>. | ||
لقد ترك السيد أبو الحسن الطالقاني بعض الرسائل الصغيرة، منها: كيمياء الوجود، مقالة الإثنی عشرية، السياسة الحسينية، محاكمة الحجاب وتقرير دروس المرحوم الشيخ محمد حسين الأصفهاني | لقد ترك السيد أبو الحسن الطالقاني بعض الرسائل الصغيرة، منها: كيمياء الوجود، مقالة الإثنی عشرية، السياسة الحسينية، محاكمة الحجاب وتقرير دروس المرحوم الشيخ محمد حسين الأصفهاني<ref>راجع: مير أبو القاسمي، السيد محمد حسين، ج 30، ص 536</ref>. | ||
==ولادته== | ==ولادته== | ||
ولد السيد محمود الطالقاني في يوم السبت 4 ربيع الأول 1329هـ، (الموافق 4 أبريل 1911)، بقرية جليرد التابعة لطالقان، من الزوجة الثانية للسيد أبي الحسن | ولد السيد محمود الطالقاني في يوم السبت 4 ربيع الأول 1329هـ، (الموافق 4 أبريل 1911)، بقرية جليرد التابعة لطالقان، من الزوجة الثانية للسيد أبي الحسن<ref>عزيزي، حشمة الله، ص22-23</ref>. | ||
==دراسته== | ==دراسته== | ||
أُرسل إلى الكُتّاب وهو في الخامسة من عمره، وقضى عامين في قرية جليرد يدرس القرآن ويتعلم الخط والكتابة. درس القرآن في السنة الأولى على يد المولی السيد تقي أورازاني، وقضى السنة الثانية في القراءة والكتابة على يد الشيخ الكربلائي علي وركشي، كما درس كتاب "الفأرة والقط" المنظوم لعُبيد زاكاني الذي كانت دراسته شائعة في تلك المدارس إلى جانب كتب مثل "جلستان" للسعدي الشيرازي، و"الكليلة والدمنة" وغيرها. | أُرسل إلى الكُتّاب وهو في الخامسة من عمره، وقضى عامين في قرية جليرد يدرس القرآن ويتعلم الخط والكتابة. درس القرآن في السنة الأولى على يد المولی السيد تقي أورازاني، وقضى السنة الثانية في القراءة والكتابة على يد الشيخ الكربلائي علي وركشي، كما درس كتاب "الفأرة والقط" المنظوم لعُبيد زاكاني الذي كانت دراسته شائعة في تلك المدارس إلى جانب كتب مثل "جلستان" للسعدي الشيرازي، و"الكليلة والدمنة" وغيرها. | ||
ذهب السيد محمود إلى طهران في السنة السابعة من عمره وتابع دراسته الابتدائية في مدرسة المولی رضا الواقعة في ساحة أمين السلطان وتعلم علمي الصرف والنحو حتى سن العاشرة. وبتوجيه من والده غادر إلى قم وواصل دراساته في المدرسة الرضوية، وبعد فترة دخل المدرسة الفيضية | ذهب السيد محمود إلى طهران في السنة السابعة من عمره وتابع دراسته الابتدائية في مدرسة المولی رضا الواقعة في ساحة أمين السلطان وتعلم علمي الصرف والنحو حتى سن العاشرة. وبتوجيه من والده غادر إلى قم وواصل دراساته في المدرسة الرضوية، وبعد فترة دخل المدرسة الفيضية<ref>ملايي تواني، علي رضا، ص22-23</ref>. | ||
==أساتذته في قم== | ==أساتذته في قم== | ||
وفي قم درس «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» عند آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، كما درس كتاب «المطوّل» للتفتازاني عند الأستاذ أديب الطهراني وفي فترة قصيرة عند آية الله السيد محمد حجت. وكان يتردد كثيراً على الشيخ محمد تقي إشراقي والميرزا خليل كمرئي، اللذين كانا يعتبران من العلماء المتنورين في ذلك الوقت بسبب تدريس الفلسفة والحكمة. كما درس على يد الميرزا خليل كمرئي وأكمل "المنظومة" [في الحكمة] للحكيم السبزواري. كما كان يعقد جلسة مباحثة وتفسير مع الشيخ محمد تقي إشراقي كل يوم خميس في غرفته، وكان يحضرها عدد كبير من الطلاب والعلماء | وفي قم درس «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» عند آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، كما درس كتاب «المطوّل» للتفتازاني عند الأستاذ أديب الطهراني وفي فترة قصيرة عند آية الله السيد محمد حجت. وكان يتردد كثيراً على الشيخ محمد تقي إشراقي والميرزا خليل كمرئي، اللذين كانا يعتبران من العلماء المتنورين في ذلك الوقت بسبب تدريس الفلسفة والحكمة. كما درس على يد الميرزا خليل كمرئي وأكمل "المنظومة" [في الحكمة] للحكيم السبزواري. كما كان يعقد جلسة مباحثة وتفسير مع الشيخ محمد تقي إشراقي كل يوم خميس في غرفته، وكان يحضرها عدد كبير من الطلاب والعلماء<ref>نفس المصدر، ص 26-27</ref>. | ||
==أساتذته في النجف الأشرف== | ==أساتذته في النجف الأشرف== | ||
سطر ١١٧: | سطر ١١٧: | ||
بعد مدة قصيرة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اقترح السيد الطالقاني على الإمام الخميني إحياء صلاة الجمعة، الذي كان يقيمها سابقًا في السجن. وقد عينه الإمام الخميني (ره) أول إمام جمعة في الجمهورية الإسلامية. ولقد أقيمت صلاة الجمعة الأولى في جامعة طهران في 15 جمادی الأولی 1399 (الموافق 13 أبريل 1979) بحضور مئات الآلاف من الناس. كما أم السيد الطالقاني صلاة عيد الفطر الأول بعد انتصار الثورة الإسلامية في عام 1399 هـ (الموافق 25 أغسطس 1979) في جامعة طهران وأدلى بتصريحات مهمة فيما يتعلق بقضايا العصر وانتقد الاضطرابات وأعمال الشغب التي قام بها المعارضون والتيارات المتطرفة، مؤكداً على قيادة الامام الخميني (ره). | بعد مدة قصيرة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اقترح السيد الطالقاني على الإمام الخميني إحياء صلاة الجمعة، الذي كان يقيمها سابقًا في السجن. وقد عينه الإمام الخميني (ره) أول إمام جمعة في الجمهورية الإسلامية. ولقد أقيمت صلاة الجمعة الأولى في جامعة طهران في 15 جمادی الأولی 1399 (الموافق 13 أبريل 1979) بحضور مئات الآلاف من الناس. كما أم السيد الطالقاني صلاة عيد الفطر الأول بعد انتصار الثورة الإسلامية في عام 1399 هـ (الموافق 25 أغسطس 1979) في جامعة طهران وأدلى بتصريحات مهمة فيما يتعلق بقضايا العصر وانتقد الاضطرابات وأعمال الشغب التي قام بها المعارضون والتيارات المتطرفة، مؤكداً على قيادة الامام الخميني (ره). | ||
آخر صلاة جمعة للسيد الطالقاني كانت في يوم 14 شوال عام 1399 (المصادف 7 سبتمبر 1979) في مقبرة بهشت زهرا (جنّة الزهراء). وفي خطبة ذلك اليوم طلب من أعضاء مجلس مراجعة الدستور التصويت على المجالس المحلية لإيكال أمور الناس إلى أنفسهم | آخر صلاة جمعة للسيد الطالقاني كانت في يوم 14 شوال عام 1399 (المصادف 7 سبتمبر 1979) في مقبرة بهشت زهرا (جنّة الزهراء). وفي خطبة ذلك اليوم طلب من أعضاء مجلس مراجعة الدستور التصويت على المجالس المحلية لإيكال أمور الناس إلى أنفسهم<ref>جعفري، محمد مهدي، الجزء 30، ص 537-541</ref>. | ||
==مرافقة الإمام الخميني رحمه الله== | ==مرافقة الإمام الخميني رحمه الله== | ||
سطر ١٥٢: | سطر ١٥٢: | ||
وخلال لقائه مع عائلة السيد الطالقاني، قال أيضًا: | وخلال لقائه مع عائلة السيد الطالقاني، قال أيضًا: | ||
"كان المرحوم السيد الطالقاني مستقيماً. فكر بشكل مستقيم وعمل بشكل مستقيم، ولم ينحرف يميناً أو يساراً. لم يكن غربياً ولا شرقياً بل كان إسلامياً، اتبع تعاليم الإسلام، وكان نافعا للشهب، وكان رحيله خسارة" | "كان المرحوم السيد الطالقاني مستقيماً. فكر بشكل مستقيم وعمل بشكل مستقيم، ولم ينحرف يميناً أو يساراً. لم يكن غربياً ولا شرقياً بل كان إسلامياً، اتبع تعاليم الإسلام، وكان نافعا للشهب، وكان رحيله خسارة"<ref>راجع عزيزي، حشمة الله، ص 215-220</ref>. | ||
==وفاته== | ==وفاته== | ||
توفي آية الله السيد الطالقاني مساء يوم 17 شوال [1399 هـ]. ودفن بجوار مقابر شهداء الثورة الإسلامية في مقبرة بهشت زهرا (جنة الزهراء) بعد تشييع جماهيري كبير. وفي رسالة التعزية اعتبره الإمام الخميني (ره) بمنزلة الصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري للإسلام وأكد أن لسانه البليغ كان كسيف مالك الأشتر النخعي | توفي آية الله السيد الطالقاني مساء يوم 17 شوال [1399 هـ]. ودفن بجوار مقابر شهداء الثورة الإسلامية في مقبرة بهشت زهرا (جنة الزهراء) بعد تشييع جماهيري كبير. وفي رسالة التعزية اعتبره الإمام الخميني (ره) بمنزلة الصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري للإسلام وأكد أن لسانه البليغ كان كسيف مالك الأشتر النخعي<ref>جعفري، محمد مهدي، ج 30، ص 30). ص 541</ref>. | ||
==آثاره ومؤلفاته== | ==آثاره ومؤلفاته== | ||
سطر ١٦٤: | سطر ١٦٤: | ||
يقول حجة الإسلام، السيد محمود دعائي، أحد المقربين من بيت الإمام الخميني (ره)، عن أهمية هذا التفسير: | يقول حجة الإسلام، السيد محمود دعائي، أحد المقربين من بيت الإمام الخميني (ره)، عن أهمية هذا التفسير: | ||
«في النجف الأشرف، قدّمتُ كتاب "شعاع من نور القرآن الكريم" إلى سماحة الإمام الخميني للمطالعة. وبعد فترة سمعت من ابنه الشهيد الحاج مصطفى أن الإمام طلبه منه وأكد عليه بمطالعة هذا التفسير والاستلهام منه في طريقة التفسير والاستنباطات التفسيرية لكتابه تفسيره. وكان الإمام في طلبه بمطالعة هذا الكتاب والتأييد المطلق له جاداً لدرجة أثار عجب السيد مصطفى لما يعرفه عن الإمام من تعاطيه مع الأشخاص وكتاباتهم بحذر" | «في النجف الأشرف، قدّمتُ كتاب "شعاع من نور القرآن الكريم" إلى سماحة الإمام الخميني للمطالعة. وبعد فترة سمعت من ابنه الشهيد الحاج مصطفى أن الإمام طلبه منه وأكد عليه بمطالعة هذا التفسير والاستلهام منه في طريقة التفسير والاستنباطات التفسيرية لكتابه تفسيره. وكان الإمام في طلبه بمطالعة هذا الكتاب والتأييد المطلق له جاداً لدرجة أثار عجب السيد مصطفى لما يعرفه عن الإمام من تعاطيه مع الأشخاص وكتاباتهم بحذر"<ref>عزيزي، حشمة الله، ص37-38</ref>. | ||
2. حكومت از نظر اسلام (الحكومة من منظار الإسلام): بعد انقلاب 19 أغسطس 1953، عندما ألقت أجواء الصمت والكبت بظلالها مرة أخرى على المجتمع الإيراني، بادر آية الله السيد الطالقاني، الذي كتب معظم آثاره وفقًا لـمتطلبات العصر، إلى تصحيح وطباعة كتابٍ قيمٍ ومنسيٍّ للعلامة النائيني وهو "تنبية الأمة وتنزيه الملة" الذي ألفه خلال الحركة الدستورية. ولقد أعاد السيد الطالقاني هذا الكتاب إلى الحياة بعد أن كان متروكاً لمدة طويلة، وربما كان على وشك النسيان، وفي الحقيقة غدا الكتاب بعد ما قام به السيد الطالقاني معروفاً وحظي بالاهتمام. ولم يتدخل السيد الطالقاني في أصل الكتاب، ولكنه كتب عليه مقدمة وشروحات جيدة جداً. وإن الهدف الأساس من هذا الكتاب كما يقول السيد الطالقاني: "بيان أحوال وشروط الحكم من وجهة نظر الإسلام والشيعة... يعد هذا الكتاب فقهاً استدلالياً لأهل البحث والرأي، ورسالة عملية حول المهام الاجتماعية لعامة الناس". والهدف المتوخى للسيد الطالقاني من إحياء وتقديم هذا الأثر الثمين هو إماطة اللثام عن حقيقة الحكومات الاستبدادية وكذلك حثّ رجال الدين على التدخل في السياسة ومصير المجتمع | 2. حكومت از نظر اسلام (الحكومة من منظار الإسلام): بعد انقلاب 19 أغسطس 1953، عندما ألقت أجواء الصمت والكبت بظلالها مرة أخرى على المجتمع الإيراني، بادر آية الله السيد الطالقاني، الذي كتب معظم آثاره وفقًا لـمتطلبات العصر، إلى تصحيح وطباعة كتابٍ قيمٍ ومنسيٍّ للعلامة النائيني وهو "تنبية الأمة وتنزيه الملة" الذي ألفه خلال الحركة الدستورية. ولقد أعاد السيد الطالقاني هذا الكتاب إلى الحياة بعد أن كان متروكاً لمدة طويلة، وربما كان على وشك النسيان، وفي الحقيقة غدا الكتاب بعد ما قام به السيد الطالقاني معروفاً وحظي بالاهتمام. ولم يتدخل السيد الطالقاني في أصل الكتاب، ولكنه كتب عليه مقدمة وشروحات جيدة جداً. وإن الهدف الأساس من هذا الكتاب كما يقول السيد الطالقاني: "بيان أحوال وشروط الحكم من وجهة نظر الإسلام والشيعة... يعد هذا الكتاب فقهاً استدلالياً لأهل البحث والرأي، ورسالة عملية حول المهام الاجتماعية لعامة الناس". والهدف المتوخى للسيد الطالقاني من إحياء وتقديم هذا الأثر الثمين هو إماطة اللثام عن حقيقة الحكومات الاستبدادية وكذلك حثّ رجال الدين على التدخل في السياسة ومصير المجتمع<ref>نفس المصدر، ص 36-37</ref>. | ||
3. ترجمة وشرح 81 خطبة من كتاب نهج البلاغة: طبع هذا الكتاب عام 1366 هـ، وبعد ذلك وبإذن من السيد الطالقاني، واصل السيد محمد مهدي جعفري ترجمته وتحقيقه، وطبعه في خمسة أجزاء في كتاب بعنوان پَرتُوى از نهج البلاغة (شعاع من نور نهج البلاغة). | 3. ترجمة وشرح 81 خطبة من كتاب نهج البلاغة: طبع هذا الكتاب عام 1366 هـ، وبعد ذلك وبإذن من السيد الطالقاني، واصل السيد محمد مهدي جعفري ترجمته وتحقيقه، وطبعه في خمسة أجزاء في كتاب بعنوان پَرتُوى از نهج البلاغة (شعاع من نور نهج البلاغة). | ||
سطر ١٧٤: | سطر ١٧٤: | ||
وفي عام 1390 هـ اقترح على السيد مهدي جعفري أن يترجم الأجزاء التالية لهذا الكتاب، وذلك لأهميته في التقريب بين المذهبين السنية والشيعية. فقام السيد جعفري بترجمة الجزء الثاني بإشراف السيد الطالقاني، وقد تم نشر الأجزاء اللاحقة التي ترجمها بنفسه في ثمانية أجزاء. وفي الحقيقة فإن السيد الطالقاني مهّد الطريق من خلال هاتين الترجمتين لمعرفة أمير المؤمنين علي (ع) وحكومته. | وفي عام 1390 هـ اقترح على السيد مهدي جعفري أن يترجم الأجزاء التالية لهذا الكتاب، وذلك لأهميته في التقريب بين المذهبين السنية والشيعية. فقام السيد جعفري بترجمة الجزء الثاني بإشراف السيد الطالقاني، وقد تم نشر الأجزاء اللاحقة التي ترجمها بنفسه في ثمانية أجزاء. وفي الحقيقة فإن السيد الطالقاني مهّد الطريق من خلال هاتين الترجمتين لمعرفة أمير المؤمنين علي (ع) وحكومته. | ||
5. اسلام و مالكيت (الإسلام والملكية): بالإضافة إلى القضايا العقائدية والسياسية والثقافية، أولى السيد الطالقاني اهتمامًا خاصًا بالمسائل الاقتصادية من خلال إثارة قضية الملكية في رابطة الطلاب المسلمين بين أعوام 1369-1371 هـ وتأليف كتاب "الإسلام والملكية". وقام في هذا الكتاب، ضمن دراسة وردّ النظامين الاقتصاديين الرأسمالي والاشتراكي اللذين قسّما العالم في ذلك الوقت إلى قطبين: الاشتراكية والشيوعية، بوضع أسس النظام الاقتصادي الإسلامي مستنداً إلى الأصول الفقهية الإسلامية والقرآنية. وفي الواقع فإن السيد الطالقاني بتأليفه لهذا الكتاب، ولأول مرة في تأريخ الفقه الشيعي، فتح فصلاً في الاقتصاد الإسلامي وحدود الملكية، وفي خضم إعلام الجماعات المناهضة للإسلام، واجه الاشتراكية والرأسمالية في الغرب والشرق | 5. اسلام و مالكيت (الإسلام والملكية): بالإضافة إلى القضايا العقائدية والسياسية والثقافية، أولى السيد الطالقاني اهتمامًا خاصًا بالمسائل الاقتصادية من خلال إثارة قضية الملكية في رابطة الطلاب المسلمين بين أعوام 1369-1371 هـ وتأليف كتاب "الإسلام والملكية". وقام في هذا الكتاب، ضمن دراسة وردّ النظامين الاقتصاديين الرأسمالي والاشتراكي اللذين قسّما العالم في ذلك الوقت إلى قطبين: الاشتراكية والشيوعية، بوضع أسس النظام الاقتصادي الإسلامي مستنداً إلى الأصول الفقهية الإسلامية والقرآنية. وفي الواقع فإن السيد الطالقاني بتأليفه لهذا الكتاب، ولأول مرة في تأريخ الفقه الشيعي، فتح فصلاً في الاقتصاد الإسلامي وحدود الملكية، وفي خضم إعلام الجماعات المناهضة للإسلام، واجه الاشتراكية والرأسمالية في الغرب والشرق<ref>نفس المصدر، ص 35-36</ref>. | ||
6. به سوى خدا مى رويم يا خاطرات سفر حج (ذاهبون إلى الله أو ذكريات رحلة الحج) في سنة 1371 هـ. تمت هذه الرحلة بعد بضعة أشهر من المشاركة في مؤتمر شعوب المسلمين في كراتشي (باكستان)، حيث ذهب أولاً إلى العراق وزار العتبات المقدسة والمراكز الثقافية في ذلك البلد، ومنه إلى سوريا حيث زار المراقد المطهرة في دمشق وأخيراً من بيروت إلى جدة، وكان الإيرانيون آنذاك يعانون من مشاكل كثيرة؛ حيث كانت حكومة الدكتور مصدق الوطنية يومذاك هي الممكسة بزمام الحكم في إيران، والدول هذه متأثرة بالسياسة البريطانية تتعامل مع الإيرانيين بشدة متزايدة. في هذه الرحلة الغنية، يشكو السيد الطالقاني من المسافرين الذين لا يعرفون روح الحج، ولا يبالون بوحدة المسلمين، ولا يعرفون كثيراً عن السياسة العالمية، ولا يكترثون بالمسائل المعنوية، أكثر من المسؤولين في المملكة العربية السعودية. تعكس هذه الرحلة صورة واضحة ومعبرة للغاية عن الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في الشرق الأوسط (غرب آسيا) آنذاك. | 6. به سوى خدا مى رويم يا خاطرات سفر حج (ذاهبون إلى الله أو ذكريات رحلة الحج) في سنة 1371 هـ. تمت هذه الرحلة بعد بضعة أشهر من المشاركة في مؤتمر شعوب المسلمين في كراتشي (باكستان)، حيث ذهب أولاً إلى العراق وزار العتبات المقدسة والمراكز الثقافية في ذلك البلد، ومنه إلى سوريا حيث زار المراقد المطهرة في دمشق وأخيراً من بيروت إلى جدة، وكان الإيرانيون آنذاك يعانون من مشاكل كثيرة؛ حيث كانت حكومة الدكتور مصدق الوطنية يومذاك هي الممكسة بزمام الحكم في إيران، والدول هذه متأثرة بالسياسة البريطانية تتعامل مع الإيرانيين بشدة متزايدة. في هذه الرحلة الغنية، يشكو السيد الطالقاني من المسافرين الذين لا يعرفون روح الحج، ولا يبالون بوحدة المسلمين، ولا يعرفون كثيراً عن السياسة العالمية، ولا يكترثون بالمسائل المعنوية، أكثر من المسؤولين في المملكة العربية السعودية. تعكس هذه الرحلة صورة واضحة ومعبرة للغاية عن الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في الشرق الأوسط (غرب آسيا) آنذاك. | ||
سطر ١٨٢: | سطر ١٨٢: | ||
8. عدد من الخطابات الدينية والاجتماعية والأخلاقية والفلسفية والتربوية. | 8. عدد من الخطابات الدينية والاجتماعية والأخلاقية والفلسفية والتربوية. | ||
9. تبيين الرسالة للقيام بالقسط: ستة خطابا في مسجد الهداية في شهر ذي الحجة عام 1398 هـ وشهر محرم عام 1399 هـ | 9. تبيين الرسالة للقيام بالقسط: ستة خطابا في مسجد الهداية في شهر ذي الحجة عام 1398 هـ وشهر محرم عام 1399 هـ<ref>نفس المصدر، ص 34-35</ref>. | ||
10. خطب صلاة الجمعة وعيد الفطر | 10. خطب صلاة الجمعة وعيد الفطر | ||
سطر ١٩٧: | سطر ١٩٧: | ||
16. ... | 16. ... | ||
==تذييل== | |||
<references/> | |||
==مصادر المقال== | ==مصادر المقال== |