فيصل بن عبد العزيز

    من ويکي‌نور
    فيصل بن عبد العزيز
    الاسم فيصل بن عبد العزيز
    سائر الأسامي فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، الابن الثالث لوالده الملك عبد العزيز.
    الأب
    المیلاد 1324 ه

    1906 م

    مکان الولادة
    الوفاة 1395 ه

    1975 م

    الأساتید
    بعض المؤلفات
    رقم المؤلف

    ولد في مدينة الرياض في 14 صفر سنة 1324 ه‍‌ (1906 م). شارك في سنّ مبكّرة في المعارك و الأحداث التي و اكبت نشوء المملكة، فكان له في كل ذلك خير إعداد لما تمرّس به بعد من مهمّات. في عام 1345 ه‍‌ - 1927 م ندبه والده لينوب عنه في المباحثات مع بريطانية التي انتهت بالتوقيع. على معاهدة جدة في 1345/11/18 ه‍‌ (1927/5/20 م) التي اعترفت بريطانية بمقتضاها بحكومة الملك عبد العزيز. قام بعدها بزيارة معظم دول أوربة و آسية، ممثلا بلاده في مختلف المؤتمرات. و توالت مجلات بروز أثره العالمي، فرئس مؤتمر القمة العربية الثاني و مؤتمر الدول غير المنحازة في مصر، عام 1964. و كان هذا الحضور الفاعل الّذي مارسه الفيصل في المجالات الواسعة، العربية و العالمية، عاملا لبلورة ملكة القيادة لديه، التي برزت في أخذه المملكة نحو آفاق التطوير المدني العلمي الحديث السليم، أثناء توليه رئاسة الحكومة في نواح من المملكة، أو نيابته عن والده أو رئاسته لمجلس الشورى أو تولّيه وزارة الخارجية أو رئاسة مجلس الوكلاء ثم رئاسة مجلس الوزراء، إلى أن بويع - أثر انتقال والده إلى رحمته اللّٰه و تولّي أخيه للملك - بولاية العهد و ذلك في 1373/3/11 ه‍‌ 1953/11/9 م. و في يوم الاثنين 27 و جمادى الآخرة عام 1384 ه‍‌ 1964/11/3، بايع الشعب العربيّ السعودي بالإجماع جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز ملكا شرعيّا على المملكة العربية السعودية. كان تصور الملك فيصل لدوره في قيادة بلاده، و دور بلاده التي اتخذت أقيسة عالمية في قدراتها و أثر تحركاتها - يدور على ثلاثة محاور، الأول: النهوض بالمملكة العربية السعودية. الثاني: إحياء مجد الإسلام. الثالث: دعم التضامن العربيّ و الإسلامي، و الدفاع عن الحقوق المغتصبة من العرب و الشعور و العمل الأوفيان للنصرة الحقيقية لقضيتهم الأولى، قضية فلسطين ففي المجال الداخلي كانت الشريعة الإسلامية الراية و المنطلق و الهدف، التي تحدد الإطار لعمل الدولة العام، و ذلك في وضع و تنفيذ قواعد تنظّم علاقات مختلف سلطات الحكم بعضها ببعض، كما تجعل الفعاليات المختلفة للدولة تنهج سبلا حديثة و أسسا حضارية طبيعية: هذا من جهة، و من جهة أخرى، فقد كانت الشريعة الإسلامية تؤمّن تحقيق العلاقات الشرعية العادلة بين الفرد و الفرد و بين الحاكم و المحكوم. كان ذلك الإطار العامّ لمشاريع تغطّي أنشطة المجتمع كافة، و ذلك ضمن خطط خمسية تعمل على تطوير العنصر البشري في المملكة و النواحي الاقتصادية و العمرانية المختلفة فيها، تهيئة لاضطلاعها بمسئولياتها الجسام في الشرق و في العالم أجمع. من هنا كانت النهضة العملاقة - الصعبة التصور على غير الّذي عايشها عن كثب - في جميع أركان المجتمع، كما كان العمل بدأب و تضحية و مثابرة على تحقيق كل ما يلزم لقيام البلاد بدور المنتجع لمسلمي العالم لأداء ركن من أركان دينهم، ضمن شروط يطّرد تحسينها. و لكن اللّٰه لم يشأ أن يتم تحقيق هذا البرنامج الفذّ في حياة الملك فيصل، فانتقلت مسيرة البلاد إلى الملك خالد و معاونة ولي العهد الأمير فهد بن عبد العزيز، و ذلك إثر وفاة الملك فيصل فجأة، صباح الثلاثاء الواقع فيه 3/13 / 1395 ه‍‌ (25 آذار 1975 م) متأثرا من جراحة التي خلّفها حادث الاعتداء الأثيم عليه من قبل الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز، و المعروف باختلال عقله. و قد خلّف، رحمه اللّٰه، من الأنجال، الأمراء: عبد اللّٰه، و سعودا و محمدا و خالدا و عبد الرحمن و سعدا و بندر و تركيّا. و لعل أوضح ما يوجز ما قام به، و ما كان يقوم به، و ما كان ينوي أن يقوم به، تصريحه لمحطة التلفزيون قبل يومين من وفاته الّذي جاء فيه ما يلي: - قد لا يكون تطور المملكة الّذي أنجز حتى اليوم مرضيا لطموحنا، و لكنه يتميز بأنه مدروس، و أنه أقصى ما يمكن تنفيذه عملا؛ و نحن نريد أن تكون هذه المملكة، الآن، و بعد خمسين سنة من الآن، إن شاء اللّٰه، مصدر إشعاع للإنسانية و السلام، و يسكنها شعب مؤمن باللّٰه. - يجب أن تشكل الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، و تعود الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أن عودة القدس إلى الإدارة العربية أمر حيوي في نظرنا، و لا يمكن أن نقبل بغير ذلك. وصفه أحد معايشيه فقال عنه: «كان رجلا كلّه جدّ في وداعة، و تواضع في ترفّع، يعمل لمواجهة ما يضمره المستقبل مع الإيمان به. طويل الصبر و الحلم و الأناة، دون أن يستكين أن يتواكل أو يغفو، يستمع إلى ما يدور في أعماق الناس أكثر مما يستمع إلى ما يقولون، يقف في شهامة إلى جانب الحق حيثما كان، مع عفة لسان و دون جلبة، أذناه أعمل من لسانه، و أغواره أعمق من مظهرة، يجلوه وقار، دون تجهّم في غضب، أو قهقهة في التعبير عن سروره، لا يزعزع إيمانه لا غضب و لا انشراح، تجلس إليه لأول مرّة فتشعر بأنه صديق قديم. كان أبعد الناس عن الميدان - مع شهامة دائمة - حينما يكون الميدان عبثا، حتى إذا استشعر الجد كان في الطليعة. لم ير النفط في بلاده هبة للاستمتاع، بل فرصة محدودة للإنقاذ و البناء في كل مجال. و قد وهبه اللّٰه سعة في القدرة على الخدمة لم يقصرها على بلاده، بل وزّعها ما وسعه العدل بين جميع الأهداف التي وقف عليها حياته» [١].

    تذييل

    1. مجلة «المنهل» - جدّة، الجزءان، الثاني و الثالث، صفر و ربيع الأول سنة 1395 ه‍‌ (فبراير - مارس 1975 م) (تجميع «المشرف»).

    مصادر

    زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج5، ص168، لبنان - بيروت، دار العلم للملايين، 1989م