محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

    من ويکي‌نور
    مُحمَّد رَسُولُ اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم
    الاسم مُحمَّد رَسُولُ اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم
    سائر الأسامي محمد بن عبد اللّٰه بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، من عدنان، من أبناء إسماعيل بن إبراهيم الخليل
    الأب
    المیلاد 11 ه

    571 م

    مکان الولادة
    الوفاة 53 ه

    633 م

    الأساتید
    بعض المؤلفات
    رقم المؤلف
    النبي العربيّ، مؤسس الجامعة الإسلامية، و واضع بناء حضارتها، جامع شمل العرب، و مجدد حياتهم السياسية و التشريعية، أبو القاسم (عليه الصلاة و السلام). ولد بمكة. و نشأ يتيما، ربته أمه آمنة بنت وهب، و ماتت و عمره ست سنين، فكفله جده «عبد المطلب» و مات جده بعد سنتين، فكفله عمه «أبو طالب» و نشأ شجاعا عالي الهمة، صادقا، فاضل الأخلاق، كامل العقل، لقبه قومه بالأمين. و لما بلغ الخامسة و العشرين زوجه عمه بخديجة بنت خويلد الأسدية القرشية، و هي تكبره بنحو 15 سنة، و كانت غنية أرسلته قبل الزواج بتجارة إلى الشام فأفلح و ربح. و لما بلغ الأربعين من عمره بدئ بالرؤيا الصادقة، و حببت اليه الخلوة، فكان يقضي شهرا من كل عام في حراء (على مقربة من مكة) يتحنث (كما كانت قريش تفعل في الجاهلية. و التحنث التعبد) فلما بلغ الثالثة و الأربعين، في رمضان (13 ق ه‍‌ - 610 م) أوحي اليه في غار حراء بآية: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ اَلَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ . و شرع يدعو من حوله سرا، فآمنت به زوجته خديجة و ابن عمه علي بن أبي طالب، و صديقه أبو بكر، و مولاه زيد بن حارثة، و جماعة من قومه، فأعلن الدعوة إلى الإسلام بالتوحيد و نبذ الأوثان و خرافاتها. و هزأت به قريش و آذته، فصبر، و حماه عمه أبو طالب حتى مات. و أسلم عمه حمزة و عمر بن الخطاب، فقوي بهما. و اشتد أذى قريش لأصحابه، فأذن لمن ليس له عشيرة تحميه بأن يهاجر إلى أرض «الحبشة» فهاجر ثلاثة و ثمانون رجلا عدا النساء و الأولاد. ثم أسلم بمكة ستة من الأوس و الخزرج من أهل المدينة (و كانت تسمى يثرب) و عادوا إليها، فلم يلبث أن جاءه منها اثنا عشر رجلا فآمنوا به، فبعث معهم «مصعب بن عمير» ليعلمهم شرائع الإسلام و القرآن، فلم يمض غير قليل حتى انتشر الإسلام في المدينة، و وفد عليه جمع من أهلها فدعوه و أصحابه إلى الهجرة إليهم، و عاهدوه على الدفاع عنه، فأجاب دعوتهم، و أمر أصحابه بالخروج من مكة، ثم لحقهم. و بلغ قريشا خبر هجرته، فتبعوه ليقتلوه، فنجا. و دخل المدينة، فبنى فيها مسجده، و جهر بنشر الدعوة، و كانت قريش تحول بينه و بين ذلك، في مكة، بالقوة. و بسنة دخوله المدينة يبتدئ التاريخ الهجريّ، و كان سنة 622 م. و لم يدعه مشركو قريش آمنا في دار هجرته، بل كانوا يقصدونه لقتاله فيها، فنزلت آيات «الإذن بالقتال» مبينة سببه، و وجه الحاجة إليه. و أولها أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا الآية. و كانت المعركة، الأولى بينه و بين قومه (قريش) في «بدر» بجوار المدينة. و في شأنها نزلت آية: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبٰاطِ اَلْخَيْلِ إلخ. و كانت غزوة «بدر الكبرى» هذه في رمضان من السنة الثانية للهجرة. و تلتها غزوة «بني قينقاع» و هم قبيلة من اليهود كان النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم قد عاهدهم و أمنهم على أنفسهم و أموالهم و حرية دينهم، فنقضوا عهده. و في السنة الثالثة كانت غزوة «أحد» في الجبل المشرف على المدينة المسمى بهذا الاسم. و في الرابعة غزوة «ذات الرقاع» و «بدر الثانية». و في الخامسة غزوة «الخندق» و غزوة «بني قريظة». و في السادسة غزوة «ذي قرد» و «بني المصطلق» و فيها بعث النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم الرسل إلى كسرى و قيصر و النجاشي و غيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر و الحارث الغساني بالشام، يدعوهم إلى الإسلام. و في السنة السابعة كانت غزوة «خيبر. و في الثامنة غزوة «مؤتة» و «حنين» و فيها، قبل حنين، فتح المسلمون «مكة» و كانت معقل المشركين، من قريش و غيرهم. و في التاسعة غزوة «تبوك» و كان النصر في أكثر هذه الوقائع للمسلمين. و في العاشرة أقبلت وفود العرب قاطبة على النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم و هو بالمدينة. و بعث ابن عمه «علي بن أبي طالب» إلى اليمن فأسلمت «همدان» كلها و تتابع أهل اليمن و ملوك حمير على الإسلام. و حج حجة الوداع (سنة 10) و كانت خطبته فيها، و هو على ناقته، من أطول خطبه و أكثرهن استيعابا لأمور الدين و الدنيا. و في أواخر صفر (سنة 11 ه‍‌) حم بالمدينة، و توفي بها في 12 ربيع الأول، و دفن في مرقده الشريف. أما معجزته الخالدة التي بنيت عليها الدعوة، فالقرآن الكريم. و أما صفاته: فكان إذا خطب (في نهي أو زجر) احمرت عيناه، و علا صوته، و اشتد غضبه، كأنه منذر جيش، و إذا خطب في الحرب اعتمد على قوس، و في السلم على عصا. و كان طويل الصمت، قليل الضحك، و إذا ضحك وضع يده على فيه، و إذا تكلم تبسم. يجلس و يأكل على الأرض، و يجيب دعوة المملوك، على خبز الشعير. و كان إذا مشى لم يلتفت، و إذا التفت التفت جميعا، يتكفأ في مشيه كأنما ينحط من صبب. و إذا اهتم لأمر أكثر من مسّ لحيته. و إذا أراد غزوة ورى بغيرها. فيه دعابة قليلة، و إذا مزح غض بصره. في كلامه ترتيل و ترسيل. شديد الحياء. ضخم الرأس و اليدين و القدمين. ليس بالطويل و لا القصير. سبط الشعر. لونه أسمر، و خلقته تامة، و عيناه سوداوان، و في خديه حمرة. متواضع في غير مذلة. يمسح رأسه و لحيته بالمسك، و يرسل شعره إلى أنصاف أذنيه، و يلبس قلنسوة بيضاء. و ما صافحه أحد فترك يده حتى يكون ذلك هو الّذي يترك يده. و كان يخيط ثوبه، و يخصف نعله، و يجالس المساكين. خطيبا أوتي جوامع الكلم، شجاعا بطلا - قال علي ابن أبي طالب: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول اللّٰه، فكان أقربنا إلى العدو - و لكنه لم يقتل بيده إلا رجلا واحدا حاول قتله صلّى اللّٰه عليه و سلم فسبقه بطعنة في لبته. من كلامه عليه الصلاة و السلام: «خير ما أعطي الناس: خلق حسن» «لا إيمان لمن لا أمانة له، و لا دين لمن لا عهد له». «أحب الجهاد إلى اللّٰه: كلمة حق تقال لإمام جائر». «الأرواح جنود مجنّدة: فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف». «خيركم من يرجى خيره و يؤمن شره، و شركم من لا يرجى خيره و لا يؤمن شره» «لكل شيء آفة تفسده، و آفة هذا الدين ولاة السوء». «ليس المؤمن بالطعّان و لا اللعّان و لا الفاحش و لا البذي». «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». «الجنة تحت أقدام الأمهات». «أ لا أدلكم على أشدكم؟ أملككم لنفسه عند الغضب». «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما». و أما أسرته (صلّى اللّٰه عليه و سلم) فان زوجته الأولى «خديجة» استمرت معه وحدها إلى أن توفيت (سنة 3 ق ه‍‌) و قد ولدت له «القاسم» و «عبد اللّٰه» و «زينب» و «رقية» و «أم كلثوم» و «فاطمة». و مات القاسم و عبد اللّٰه صغيرين، فلم يبق له ولد ذكر، فتزوج بعدها أربع عشرة امرأة دخل باثنتي عشرة منهن، و توفي و عنده تسع، و لم يولد له غير إبراهيم (من سريته مارية) و مات إبراهيم طفلا لم يبلغ سنتين. و توفي جميع أولاده في حياته إلا ابنته فاطمة، و كان قد تزوجها ابن عمه علي بن أبي طالب، فولدت له «الحسن» و «الحسين» فانحصرت فيهما نسبة كل منتسب إلى رسول اللّٰه. و ولدت ولدا ثالثا سمته محسنا، مات صغيرا. و كان للنّبيّ صلّى اللّٰه عليه و سلم كتّاب يملي عليهم، لأنه لم يتعلم الكتابة، و حراس اتخذهم، حتى أوحي إليه: وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ فتركهم، و مؤذنون، و سيافون، و رسل، و شعراء، و خطباء، و خدم، و خيل و بغال و إبل، و سلاح كثير من سيوف و دروع و قسي و رماح و غيرها. و كان عدد صحابته يوم توفي (124,000)[١].

    تذييل

    1. اعتمدت في هذه الترجمة على كتب السيرة و التاريخ و الحديث و غيرها. و قد أوجزت ما استطعت. و من المراجع لمن أراد التوسع: «سيرة ابن هشام» لابن إسحاق. و شرحها «الروض الأنف» للسهيلي. و «عيون الأثر» لابن سيد الناس. و «إنسان العيون» المعروف بالسيرة الحلبية. و «سبل الهدى و الرشاد - خ» يعرف بالسيرة الشامية، لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي. و المجلد الأول من «تاريخ الإسلام» للذهبي. و المجلدان الأول و الثاني من «الطبقات الكبرى» لابن سعد. و المجلد الثاني من «الكامل» لابن الأثير. و النصف الثاني من الجزء الثاني، ثم الأجزاء 3 و 4 و 5 و 6 من «البداية و النهاية» لابن كثير. و المجلد الثاني من «تاريخ الأمم و الملوك» المعروف بتاريخ الطبري. و النصف الثاني من المجلد الثاني، من «تاريخ ابن عساكر» بوشر طبعه. و مشاهير ابن حبان، الصفحة 3 و الاكتفاء للكلاعيّ، طبعة الجزائر 329-326:1. و إمتاع الأسماع للمقريزي: المجلد الأول. و من كتب المعاصرين «حياة محمد» لهيكل. و «محمد، المثل الكامل» لجاد المولى. و من الكتب بالإنجليزية The Spirit of Islamby Sayed Ameer Aly المتقدمة ترجمته في الأعلام و بالفرنسية - Laviede Mahometpar EmileDer Menghem و بالإيطالية Annallidell Islam للأمير كايتاني، المتقدمة ترجمته في الأعلام و قد ترجم منه إلى التركية ما يتعلق بعصر النبوة. و هناك كتب أخرى كثيرة. بهذه اللغات، و بالألمانية، و غيرها. و في مادة «محمد» من دوائر المعارف، في سائر اللغات، إفاضة و خلاصات، يرجع إليها. و في مقدمة ما يجب الاطلاع عليه من مراجع السيرة النبويّة، بالعربية، كتب الحديث، و الشمائل، و التفسير، و أسباب نزول القرآن، و أسباب ورود الحديث، و لا سبيل هنا إلى تسمية الكتب المصنفة في هذه المباحث، و أكثرها معروف .

    مصادر

    زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج6، ص219، لبنان - بيروت، دار العلم للملايين، 1989م